الحراك الشعبي عقلانية المطالبات وإمكانية التطبيق.
هنالك قاعدة عامة تقول (لكي تُطاع آمر بالمستطاع ). على الحراك الشعبي أن يكون ملتزماً بهذا القول وأن تكون المطالبات التي يطلقها عقلانية ويسر التطبيق لتلك المطالب وإمكانية تنفيذها.
كل الحركات الشعبية في العالم تعاني انجرافات عاطفية، ومظهريات صوتية تغطي أحياناً على الهدف الأساسي للحراك. و تطرح شعارات من المتعذر تطبيقها مما يثلم من مصداقية الحراك.
وهو ما يفترض أن يتجنبه الحراك الجماهيري العراقي. وخصوصاً انه يتعرض الى هجمة محلية من قوى سياسية ترى به خطرا عليها ومن دول إقليمية مجاورة.
الشارع العراقي الحالي يرفع شعارات مهمة جداً حول تعديل الدستور، والإصلاح، ومكافحة الفساد، وتشكيل حكومة خدمات وطنية،وحصر السلاح بيد الدولة.
وتقديم قتلة مظاهرات تشرين للعدالة. في نفس الوقت ترفع شعارات هي ليست من صلب المطالبات، ولا ينبغي لها أن تسيس مثل شعار (البديل)؟
سياسات الأمن والجيش سياسات لا تحل بالشارع، ولا ينبغي أن تكون جزء من السياسة؟ وان كانت هناك مناقشة لبعض من جوانبها فهو اختصاص لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب. نظام البديل في العراق جاء بظرف استثنائي وهو ظرف الوباء.
وعند انتهاء هذا الظرف. يفترض أن تعود السياقات الى طبيعتها. حيث أن الاستثناء لا يمكن أن يحل مكان السياسات الطبيعية. الأمر الأخر هو سعر الصرف. أي استشارة من المختصين الحقيقيين خبروك أن هذا الشعار لا يمكن تحقيقه لأسباب اقتصادية.
ولكن حقيقة أن الطبقة المتوسطة والفقيرة قد تضررت بسببه هو واقع. يجب أن يعوض، وعلى الحراك أن يتبنى مطالبات التعويض بقوة عن الضرر الذي أحدثه القرار، وكذلك عن ارتفاع الأسعار عالميا.
مصداقية الشعارات، وتوقيتات طرحها مع أمكانية تطبيقها. مهمة جدا في جلب التعاطف الجماهيري مع أي حراك. وهو ما يَجِبُ ألاّ يغيب عن المتظاهر العراقي .
بقلم ... رياض البياتي.