كيف هي نتيجة وقوع العقل السياسي أمام ثنائية حادة؟
كيف كل ما حدث ويحدث للدولة العراقية هي نتيجة وقوع العقل السياسي أمام ثنائية حادة. بخيارين وهي ليست اختيار بل قيود وهمية تقيد العقل السياسي دون شعور ومن يضع تلك القيود. هو من يحرك الحدث ويوظفه لخدمة القضية التي يريدها ومن يضع القيود الوهمية والثنائية يتحكم في النتائج بتصرف وامتياز. سيناريو الحكم في العراق.
سيكولوجية السياسي العراقي وهي ذات سيكلوجية الفرد العراقي حين يكون تحت الضغط يكون أمام ثنائية وتحركه ارتدادات انفعالية. فيتصور انه في خيار لكنه يكون أمام ممر إجباري.
والاختيار يكون للشركاء والمتابعين مفاجأة لكنها لمن يحرك الحدث محسوبة التوقع ومضمونة النتائج وهو من دفع الحدث للحصول على النتائج المحسوبة.
ما يجري في العراق ليس تنافس سياسي ولا لعبة سلطة ولا فن صراع. لان في تلك لا وجود لانسحاب مجاني بلا ثمن ودون مبرر. فأمأ إن تكون هزيمة او خسارة متوقعة ويكون الانسحاب تكتيكي أو لتقليل الخسائر او تخفيف من وطأة تأثير الهزيمة.
فمن ينسحب من السلطة خاسر مهما كان ربحه في الغد.
الانسحاب المفاجئ للتيار الصدري لن يترك فراغ سياسي. لآنه استقالة تعوض من الكتل المنافسة التي ستشكل الحكومة وترضي جمهورها. ويبقى جمهور الصدريين بلا ممثل لهم في السلطتين.
حسابات الشارع قد تكون هي المحسوبة ولكنها لن تأتى ثمارها إلا بعد سنة او اكثر بعد تشكيل الحكومة. وتلك فترة لها حساباتها لدي من يشكل الحكومة. كيف ستكون نتيجة وقوع العقل السياسي العراقي هي أمام ثنائية حادة بخيارين.
هي إن كانت تضحية ففي السياسة لا تأثير للتضحيات وان لم تكن تضحية فهي بين الإيثار والأنانية وذلك موقع الضياع. وان كانت بين التضحية والتعطيل فهي موقع فوضى.
فهو انسحاب لا يحسب لمصلحة خاصة ولا يؤدي لمصلحة عامة. وبينهما لا وجود لمصلحة
بل تخلي لمصلحة منافس ليستأثر ويربح.
فلو انسحب التيار الصدري من تشكيل الحكومة وأعطى حلفائه حرية الاختيار
لإحراج الجميع. ووضعهم أمام جمهورهم وبمواجهة الشارع ونواب التيار في
البرلمان وهو تطويق محكم يكسب الشارع بِرُمَّته.
ربما راهن الصدريين على الفراغ الذي ستخلقه المفاجأة. وكل فراغ بعده نهايات سائبة وتخبط لأحزاب حائرة فاقدة لتوازنها دون جاذبية أرضيه تنظم دورانها وحركتها. وسط أوضاع مضطربة وشارع متأهب لوضع الهاوية بين أقدام الطبقة الحاكمة. فهو أي الشارع ليس لديه ما يخسره وهو الأقوى لأنة ليس لديه خسارة.