هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي" الجزء الخامس؟
هل العمر التشغيلي قد انتهى للنظام الحالي" الجزء الخامس إذ انتهينا من سلسلة المقالات من المشهد العراقي التي طويت سنين ما بعد 2003. بعد أن أكملنا الجزء الرابع وفترة اياد علاوي.
اكمل السيد علاوي أول انتخابات زعم أنها ديمقراطية، وكان يأمل السيد علاوي أن يعاد تكليفه بعدها. المجلس الوطني حدد دوره بكتابة دستور، ولكن حتى هذه الفترة المضافة لم تر قوى الإسلام السياسي الإنكليزية ان السيد علاوي يستحقها؟ فقد أدى دوره بإحباط الشارع الديمقراطي، والمدني.
تكليف إبراهيم الجعفري رئيساً للوزراء؟
كلفت شخصية من نفس الدائرة القادمة من لندن؟ معروفة بالانفصام العصابي، والنرجسية، والهوس الغيبي. لتولي الوزارة ودخل العراق بقيادة قائد عام للقوات المسلحة يدير العمليات كأي (فتاح فال)... (راجع حديث السيد صولاغ). كان يشغل منصب وزير داخلية.
وزعت الوزارات غنيمة بين قوى محاصصة. لا تمتلك الحد الأدنى من التأهيل الإداري. كانت هذه الفترة هي فترة كتابة الدستور، ومن المستغرب ان الولايات المتحدة. رغم تخليها عن الحكم المباشر للعراق توافق على مشروع خطير مثل كتابة الدستور بظل توسع الجماعات الارهابية في بغداد.
حيث كان الزرقاوي يسيطر على مناطق في بغداد ويسيطر على بغداد ليلا وعلى شمال وغرب العراق. مع وجود معارضة عراقية مسلحة شيعية. بالاضافة الى الأبعاد الكامل للسنة حيث مثلهم الحزب الإسلامي. وهو ما لا يراه العرب السنة ممثلا عنهم؟ وعدم نضوج تيار ديمقراطي حقيقي في العراق؟
رئيس الوزراء الجديد من نفس مجموعة لندن. الحديث عن كتابة دستور بأيادي عراقية تحدثت به جهة ما. لم يحدد له مدى زمني؟ بل هو حديث عام مطلق. اختارت هذه المجموعة النموذج البريطاني للحكم رغم عدم وجود دستور في المملكة المتحدة.
واختاروا اقرب الدساتير التي تحمل هذه الروحية، وهو الدستور الاسرائيلي. في أشارة واضحة أن منطلق تأسيس دولة إسرائيل كان دينيا. ولكنهم تناسوا ان الدولة في إسرائيل هي دولة مدنية تقودها أحزاب ديمقراطية .
من كتب الدستور لم يكن يؤمن بالوطن أو يعترف بمفهوم الوطنية؟
في داخلهم كان حاضرا هاجس إقامة الدولة الدينية التي ما زال البعض يطالب بها، ويعملون بجد لإعلانها بأي فرصة ممكنة.
- من كتب الدستور لم يكن يؤمن بالوطن العراقي. او يعترف بمفهوم الوطنية .
- كان يؤسس لكيان هش قابل التمزيق. والى أضعاف المركز تجاه الأقاليم.
- والى إدخال ألغام جديدة. مثل المناطق المتنازع عليها وهو مفهوم لم يكن موجودا لا ببيان آذار او غيره.
والى أضعاف جناح الحكومة المكلف بحماية الدستور، وهو رئاسة الجمهورية، وسلبها حقها الطبيعي بامتلاك ألية حماية، وفرض الدستور.
من خلال منصب القائد العام للقوات المسلحة، والى جمع منصب القائد العام للقوات المسلحة إلى منصب رئيس مجلس الوزراء. الذي اصبح بصلاحيات مطلقة، وبدون قيادة عامة للقوات المسلحة. اصبح رئيس مجلس الوزراء مطلق الصلاحيات في التصرف بحق الدولة باستخدام العنف. وبدون أي سلطة او تأثير من رئيس الجمهورية. أو أي جهة اخرى؟ رغم كونه مدنياً يفترض أن تقدم له المشورة هيئات ركن عسكرية مهنية محترفة .
وتحت ضغط الإرهاب وضغط الإخوان المسلمين (طارق الهاشمي) تم إقرار هذا الدستور المشوه. بالأغلبية البسيطة جدا. وهي الكارثة التي نواجهها حاليا حيث لم تستطع هذه القوى تقسيم العراق. او إعلانها دولة ولاية الفقيه! فاتجهت الى نظام الدولة البديلة العميقة التي تحكم العراق خارج حدود الإقليم.
انتهينا من الجزء الخامس عند تولي الجعفري رئاسة الوزراء في سلسلة هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي.