هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ الجزء الرابع.
بقلم اللواء الطيار الركن رياض البياتي.
الجزء الرابع.
نستكمل في هذا الجزء الرابع من سلسلة المقالات تناول المرحلة التي تلت فترة الحاكم المدني بريمر، مع التركيز على أول حكومة عراقية بعد عام 2003 برئاسة السيد أياد علاوي. نلقي الضوء على التحديات التي واجهتها الحكومة، والسياسات التي انتهجتها، وتأثيراتها على المشهد العراقي.
![]() |
هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ | الجزء الرابع. |
بعد أن بينا الفترة التي كان فيها بريمر الحاكم وفحوى اللقاء به عند زيارته لمدينة الحلة. وكانت تفاصيل اللقاء مع پريمر في الجزء الثالث الذي أنتهينا منه. رغم أني محبط من كل من جاء مع المحتل فقد كان هناك بصيص أمل في جماعة الوفاق رغم أن مسؤول الوفاق السيد علاوي. هو من مجموعة بريطانيا التي لها اليد العليا في العراق التي لها مشروع مزدوج الدور.
البعض من قادة الوفاق أنا اعرفهم شخصيا منذ زمن بعيد مثل المرحوم اللواء الركن عماد شبيب وهو شخصية عسكرية كفوءه ومحبوبة. ومن يزعم أن هنالك تنظيمات للوفاق قبل 2003 كان عن طريق المرحوم عماد.
أياد علاوي: بين الآمال والتحديات.
أياد علاوي أول رئيس وزراء بعد عام 2003. السيد أياد علاوي جاء بضغط إقليمي لكي يوقف عملية انزلاق العراق خارج محيطه العربي، وكان يتوقع منه، وهو الذي يجمع السلطتين التشريعية والتنفيذية.
ان يوقف المد الشعوبي ضد الدول العربية، ويعيد المشروع الوطني العراقي ، وهذا لم يحصل. رغم وجود شخصيات مهمة،ومحترمة ومؤثرة ، في داخل العراقي تلتقي مع مشروع السيد علاوي؟
لكن أياد علاوي تجاوزها وقرب شخصيات متهمة بالفساد قبل سقوط النظام. مثل حازم الشعلان الذي أسس للفساد في المستويات العليا للحكومة؟ وسلم وزارة الداخلية الى احد أنسبائه الذي اتهم بالفساد أيضاً.
تولى السيد أياد علاوي رئاسة الوزراء بضغط إقليمي، وسط آمال بأن يعيد العراق إلى محيطه العربي، ويوقف الانزلاق نحو مشروع شعوبي يهدد الدول العربية. لكن:
- غياب الإصلاحات المنتظرة: لم يتمكن السيد علاوي من تحقيق تطلعات إعادة المشروع الوطني العراقي.
- تعزيز الفساد: قرب شخصيات متهمة بالفساد مثل حازم الشعلان، الذي تولى وزارة الدفاع وأسّس للفساد في مستويات عليا. كما سلم وزارة الداخلية إلى أحد أقاربه المتهمين بقضايا فساد.
الأمن والجيش: إخفاقات متكررة.
وفي المجال الأمني كان من المتوقع منه أن يستدعي الجيش السابق، ولم يفعل ذلك، واستمرت وزارة الداخلية، يقودها مفوض من خيالة الشرطة منح نفسه رتبة فريق، ومن استدعاه السيد علاوي للخدمة بالجيش كان بخلفيات مشاكل إدارية في الوقت الذي كان أمامه المئات من خيرة ضباط الجيش العراقي من الجنوب.
بدلاً من استدعاء الجيش السابق، اختار السيد علاوي شخصيات ذات خلفيات إدارية ضعيفة:
- وزارة الداخلية: قادها شخص حصل على رتبة فريق بشكل غير قانوني.
- وزارة الدفاع: سيطر عليها الحزبان الكرديان الديمقراطي والاتحاد الوطني، مع تغلغل الإرهاب في مناصب حساسة.
- الطيارون العراقيون: استمر مسلسل اغتيال الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحروب السابقة، دون أي تدخل حكومي لحمايتهم، رغم المناشدات المستمرة.
مسلسل أغتيال الطيارين العراقيين؟ استمر قتل الطيارين في الشوارع بدون أن يتحرك السيد علاوي لمنع هذه المجزرة. وكان بيده حمايتهم. وقد طلبت شخصيا من قائد القوة الجوية ذلك. لم تتخذ أي إجراءات بهذا الجانب.
لقد كان الوضع سيئا جداً، والبعض من الخيرين كنا نتوسل بصغار الضباط، والعسكر ان يصبروا. ولو قدر أن تنسحب القوات الأمريكية من بغداد في حينها لمدة يوم. لسقطت بغداد. لقد حمى الأمريكان وضع سياسي فاسد.
مواجهة الإرهاب: جهود محلية مقابل ضعف الحكومة.
ووفر الزرقاوي جو من الرعب جعل الناس تقبل بمشروع هذه القوى السياسية خوفاً من مشروع الإرهاب القاتل. حكومة علاوي سيئة، وخيبة أمل لكل القوى الديمقراطية في العراق.
- قتال الإرهاب: في الوقت الذي توسع فيه تنظيم الزرقاوي، ظهرت تشكيلات محلية من مكاتب المحاربين القدماء في بابل والرمادي. قادت هذه التشكيلات معارك شجاعة ضد الإرهاب، بقيادة شخصيات مثل العقيد أحمد خلف، الذي أصيب إصابة بالغة في معركة حديثة ضد القاعدة.
- دور القوات المحلية: في بغداد، كان للعقيد مهدي وفوجه، ومعه مجموعة من الضباط، دور كبير في مواجهة إرهاب الزرقاوي، رغم ضعف الدعم الحكومي.
في بغداد العقيد مهدي وفوجه ، ومعه بعض من الضباط الموجودين حاليا في الجيش. كان لهم دور كبير في قتال أرهاب الزرقاوي. الذي بدأ يتغول بسبب سياسات الحكومة، واستمرار عملية تجويع منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية السابقة.
التحديات السياسية والعسكرية.
- تغلغل الإرهاب: وصل التنظيم إلى وزارة الدفاع نفسها، حيث تقلد منصب رئيس أركان الجيش شخص لا يملك المؤهلات، وكان مرتبطاً بتنظيمات إرهابية. تم اعتقاله لاحقاً من قبل القوات الأمريكية.
- السيطرة الحزبية: أصبحت القوى المسلحة السياسية تتحكم في بغداد، مما خلق فراغاً أمنيًا استغله الإرهاب لزرع الرعب بين الناس.
خيبة الأمل في حكومة علاوي.
ورغم أن السيد علاوي كان يتوقع أن يكلف تشكيل الحكومة بعد الانتخابات المؤقتة. لكنه أبعد. وكانت بداية النهاية له. ومعه تم إسقاط التوجه الديمقراطي.
رغم الآمال التي عُلّقت على حكومة السيد علاوي، إلا أنها أثبتت فشلها في:
- إعادة اللحمة الوطنية.
- مواجهة الإرهاب بحزم.
- منع تفشي الفساد.
أدت هذه الإخفاقات إلى خيبة أمل كبيرة بين القوى الديمقراطية والمجتمع العراقي بشكل عام، وأصبحت حكومة علاوي نقطة تحول نحو ترسيخ مشروع سياسي فاسد.
وانتهى معها الفصل الأول من كذبة المدنية والديمقراطية التي جاء بها البعض مع المحتل ، وسوف نراها تنتهي في الفصل الثاني العام 2010 .
ان الأسماء التي اذكرها هو تثبيت لدورهم المشرف المجهول. واعتقد انهم حاليا في وضع آمن يسمح بذلك.
خاتمة: بداية النهاية للتوجه الديمقراطي:
مع انتهاء فترة علاوي، بدأت ملامح إسقاط المشروع الديمقراطي تظهر بوضوح. الإخفاقات السياسية والأمنية التي وقعت في هذه المرحلة مهدت الطريق لفصل جديد من الفوضى السياسية والفساد.
يتبع...