recent
أخبار ساخنة

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي" الجزء السابع؟

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء السابع.

بقلم اللواء الطيار الركن رياض البياتي.

الجزء السابع..

في الجزء السابع من هذه السلسلة، نستكمل استعراض التحولات السياسية والأمنية التي شهدتها فترة رئاسة السيد نوري المالكي الأولى لمجلس الوزراء. تلك الفترة التي شكلت منعطفًا حاسمًا في مسار العراق السياسي والأمني، والتي بدأت بتكليف المالكي رئيسًا للوزراء بموافقة أمريكية وإيرانية، وسط ظروف داخلية وخارجية معقدة.

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء السابع.
 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء السابع.

نبدأ في الجزء السابع من مسلسل هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي! بعد أن أكملنا بالسرد كيف تم تكليف السيد نوري المالكي بمنصب رئيس مجلس الوزراء العراق بموافقة الأمريكان والإيرانيين بالجزء السادس


البداية مع المالكي: اسم حركي ومواقف غامضة

بدأ المالكي ولايته وسط جدل حول اسمه الحركي "جواد المالكي"، مما دفع مكتب رئاسة الوزراء لإصدار توضيح. ومع أنه كان شخصية غير معروفة نسبيًا في الداخل العراقي، إلا أنه حصل على دعم القوى الدولية، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول طبيعة تلك المرحلة.

السيد المالكي كان شخصية غير معروفة في الداخل العراقي، ويستخدم اسم حركي هو جواد المالكي. مما اضطر مكتب رئيس الوزراء لتوضيح هذا الالتباس.


الأمن المضطرب وتأجيل الانسحاب الأمريكي.

تأجيل الانسحاب الأمريكي من العراق كما وعد أوباما؟ بدأت الوزارة عملها بوضع أمني ضاغط جدا. ورغم أن وزير الدفاع كان عسكريا محترفا. لكن وزير الداخلية كان مهندس في مستودعات القوة الجوية. الانفجارات تعصف ببغداد، والقتال المذهبي، وتفجير الجوامع على أشده.

تزامنت فترة المالكي الأولى مع أوضاع أمنية كارثية:

  • تفجيرات يومية في بغداد.
  • اشتباكات مذهبية وتفجير الجوامع.
  • فضائح فساد في المؤسسة العسكرية الناشئة.

هذا الوضع دفع الإدارة الأمريكية إلى تأجيل خطط انسحابها من العراق، بل وزيادة قواتها لمحاولة السيطرة على العاصمة. في هذا السياق، دعا المالكي لعقد مؤتمر مع نخبة من ضباط الجيش السابق في فبراير 2007، بهدف إظهار حسن النية تجاه المصالحة الوطنية.

تفاصيل المؤتمر:

هذا الوضع دفع الأمريكان لتأجيل خطط الانسحاب، واستقدام قوات جديدة للسيطرة على الوضع في بغداد. الجيش الأمريكي ظل يضغط لإعادة الجيش السابق. ولذلك دعا مجلس الوزراء نخبة من ضباط الجيش العراقي السابق لحضور مؤتمر في شباط من العام 2007.

كنت احد المدعوين حيث تم استضافتنا من قبل لجنة من وزارة الدفاع العراقية، وتم أسكاننا في فندق بابل تحت حراسة أمريكية مشددة. وفي المساء تم إيجازنا من قبل دائرة المحاربين في وزارة الدفاع. لم يترك الإيجاز انطباع جيد لدى الحضور فقد كان الأمر يبدوا، وكان الأمر مفروض عليهم. 

  • تمت استضافة الضباط بفندق بابل تحت حراسة أمريكية مشددة.
  • كان الإيجاز المقدم للضباط ضعيفًا ومثيرًا للإحباط.
  • جرى الاتفاق على إعادة 300 ضابط للخدمة، لكن هذه الخطوة ظلت مجرد إجراء شكلي لإرضاء الأمريكان والمجتمع الدولي.
في تلك الفترة كانت فضائح الفساد تزكم الأنوف في المؤسسة العسكرية الجديدة. وآي محاولة للإصلاح بالتأكيد سوف تصطدم ب الفاسدين. 

لقاء المالكي مع نخبة من ضباط الجيش السابق والنتائج؟ 

في الصباح الباكر من اليوم التالي نقلنا الى قصر المؤتمرات. كان الحضور كبيرا جدا، وافتتح المؤتمر السيد المالكي. التواجد الأمريكي عبر قائد القوات الأمريكية في العراق، وعديد من الوزراء. وكانت الجهة المكلفة برعاية المؤتمر هي وزارة المصالحة الوطنية، ووزيرها كان السيد اكرم الحكيم يعاونه النائب السابق باسم حمادي الحسن.

كان العديد من العسكريين التابعين لمكتب المالكي موجودين أيضاً. وبعد مناقشات طويلة جرى الاتفاق على عدة أمور منها إعادة ما مجموعه 300 ضابط من مختلف الصنوف لوزارة الدفاع. وفعلا جرى تسمية معظم هؤلاء الضباط. 

انتهى اليوم الاول، وكلف الإشراف على تنفيذ المقررات مدير مكتب السيد المالكي المدعو (أبو مجاهد) كما اذكر، وهو ما جلب انتباهي؟ حيث كان احد الضباط المتميزين واحد طلبتي في كلية الاركان حاضراً ضمن مكتب السيد المالكي! وهو الأخ طالب شغاتي. واستغربت عدم تكليفه بمثل هذه المهمة.

عندما سألت الأخ باسم عن خلفية السيد مدير مكتب المالكي. أخبرت أن لا علاقة له أبدا بالموضوع. كان الأمر كما يبدوا مجرد تمثيلية لإقناع الأمريكان ان السيد المالكي راغب بإعادة الجيش السابق، والأمم المتحدة، والجامعة العربية. بحسن نوايا السيد المالكي في موضوع المصالحة.


مكتب القائد العام: مركز الفساد والتحكم

مضت الأيام، ومضى الموضوع مع الريح بل أن السيد المالكي أسس مكتب القائد العام للقوات المسلحة. الذي أشاع فساد هائل في مسار التعيينات، وملئ الجيش مدنيين منحوا رتب عالية جدا.

أسس المالكي مكتب القائد العام للقوات المسلحة، الذي سيطر بشكل مباشر على العمليات العسكرية، وملأ المناصب الحساسة بشخصيات مدنية منحها رتبًا عسكرية عالية.

انتقادات وزير الدفاع:

  • حذر وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي من أن هذا المكتب سيدمر الجيش ويضر بسمعة المالكي.
  • المالكي لم يكتف بذلك، بل سيطر على جهاز مكافحة الإرهاب، وربط القوة الجوية بمكتبه مباشرة.
ربط الأجهزة العسكرية والقوة الجوية بالمالكي وتحجيم دورها؟ يمكن للقارئ مراجعة مقابلة الأخ وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي مع د عبد الحميد في قناة utv. حيث يقول السيد عبد القادر أني أخبرت السيد المالكي ان هذا المكتب سوف يدمر الجيش، ويضر سمعتك شخصيا.
لم يكتفِ السيد المالكي بذلك بل سيطر على جهاز مكافحة الإرهاب وربطه بمكتبه شخصيا. وشطر القوة الجوية التي كانت تحبوا الى ثلاثة أقسام. وربط القسم الفاعل منها عبر إعادة طيران الجيش بمكتبه! وعين احد أقربائه قائدا له. وعين ضابط أخر من طيران الجيش قائدا للقوة الجوية. عبر تأسيس قيادة العمليات المشتركة، وعدم وجود قيادة عامة للقوات المسلحة. 
فقد أصبحت وزارة الدفاع والداخلية وزارات لوجستية إدارية ويبدوا أنها كذلك لحد الآن.(حديث وزير الداخلية انه لا يستطيع تحريك فوج ). واصبح هو المتحكم المباشر بالعمليات العسكرية. لقد دمر السيد المالكي المنظومة الأمنية الوليدة التي تأسست بعد العام 2003.

ملف الطاقة تحت إدارة الشهرستاني.

ملف الطاقة الكهربائية والنفط والشهرستاني؟ سلم ملف الطاقة الكهربائية والنفطية للسيد الشهرستاني الذي يبدوا انه اسقط كل أحقاده التاريخية على أبناء العراق. من خلال إدارة هذا الملف الكارثي الذي يعانيه الشعب العراقي لحد الآن. 

أُسند ملف الطاقة والنفط للسيد حسين الشهرستاني، الذي أثارت إدارته للقطاع جدلًا كبيرًا.

  • دُمرت الزراعة والصناعة بطريقة غير مباشرة، مما جعل العراق مرتهنًا غذائيًا وأمنيًا لإيران ودول أخرى.
  • بُنيت علاقات اقتصادية تزيد من تبعية العراق للخارج بدلًا من تعزيز استقلاله.
بل أن الرجل وبطريقة غير مباشرة دمر الزراعة والصناعة لكي يرتهن القرار العراقي بالغذاء والأمن الى ايران، والدول الخارجية.

المالكي: الحزب السري والدولة المستقطبة

السيد المالكي كان يدير الدولة كانها تنظيم حزبي سري يعود له. وبدأ بضخ أعضاء الحزب في مفاصل الدولة للسيطرة على الدولة عبر الوظائف التي لا تحتاج الى موافقة البرلمان.

 زاد رواتب الأكاديميين بطريقة كبيرة ليكسبهم الى صفه، وكذلك الجهاز القضائي. ولم يستطع ان يرقى الى مستوى العمل الحكومي الشفاف المطلوب من الحكومة. 

كانت الدولة بالنسبة له حزب سري، وكانت لغته لغة مستفزة في التعامل مع شركاءه. او منافسيه مما وتر من علاقته مع كل المكونات.

  • تعامل المالكي مع الدولة وكأنها تنظيم حزبي سري.
  • ضخ أعضاء من حزبه في المناصب الحكومية لتحقيق السيطرة.
  • أقر زيادات كبيرة في رواتب الأكاديميين والجهاز القضائي لكسب دعمهم.

لكن هذه الاستراتيجية جاءت على حساب الشفافية المطلوبة في العمل الحكومي، مما أدى إلى توتر علاقاته مع شركائه السياسيين ومعظم مكونات الشعب العراقي.


البصرة والنفوذ الشيعي

موارد المنافذ الحدودية والأحزاب الإسلامية الشيعية؟ البصرة بقرة حلوب لكل القوى الإسلامية الشيعية التي كانت تتقاسم موارد المنافذ الحدودية! وتهرب النفط، وتوزع الموانئ بينها، وتفتح موانئ غير شرعية. هذا الوضع كان يجب أن يتوقف؟ 

  • سيطرت الأحزاب الإسلامية الشيعية على موارد المنافذ الحدودية وتهريب النفط.
  • تحرك المالكي عسكريًا للسيطرة على البصرة، لكن التدخل الأمريكي كان العامل الحاسم في استعادة السيطرة على الوضع.
ولكن السيد المالكي لم يفتح حوار حقيقي. مع القوى المسيطرة على المحافظة. بل تحرك الى البصرة متصوراً ان الأفواج التي اصطحبها قادرة على السيطرة على الموقف. ولولا تدخل الأمريكان عبر نقل فرقة عراقية من الأنبار، ودعمهم المباشر لكنا ذهبنا الى موقف تراجيدي؟

الإرهاب والتحديات الخارجية.

استباح الإرهاب بغداد في العام 2008 حيث طالت انفجارات ضخمة. عدد من الوزارات، وديوان محافظة بغداد. وكان واضحا ان الدعم السوري للجماعات الارهابية قد تطور. هدد السيد المالكي بتقديم شكوى لمجلس الأمن لكن ذلك لم يحصل ؟

في عام 2008، تصاعدت الهجمات الإرهابية التي استهدفت الوزارات وديوان محافظة بغداد.

  • اتهم المالكي سوريا بدعم الإرهاب، لكنه لم يقدم شكوى رسمية للأمم المتحدة.
  • مع فوز أوباما بالرئاسة الأمريكية، زادت التحديات الأمنية نتيجة الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

وجد الإرهاب حافزا جديدا ان المرشح الجديد للرئاسة الأمريكية يضع الانسحاب من العراق في أول أولياته. بات واضحا ان التناغم بين أوباما وإيران حول العراق كان متواصلاً. 

مستشار الأمن الوطني للسيد أوباما (بن رودس)  تحدث في كتابه (هكذا هو العالم). عن أن أوباما تخلى عن العراق، وسلم إدارته الى السيد بايدن. في هذا الوضع الملتبس؟ بدأ العراق مباحثات مع الولايات المتحدة للانسحاب من العراق . وهو توقيت ينم على جهل بأبسط مبادئ السياسة والأمن .


نهاية المرحلة الأولى وحصادها.

بعد هذا التركيز المختصر لما جرى في فترة المالكي الأولى من سلسلة هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي وفي الجزء السابع منه.



خلال فترة المالكي الأولى:

  • شهد العراق انهيارًا أمنيًا غير مسبوق.
  • تدهورت المؤسسات العسكرية بسبب الفساد وسوء الإدارة.
  • عزز المالكي سلطته على حساب المصالحة الوطنية.

يتبع.....

في الجزء الثامن، سنستعرض تداعيات هذه الفترة على المرحلة الثانية من حكم المالكي، وكيف أثرت قراراته على مستقبل النظام السياسي في العراق.

google-playkhamsatmostaqltradent