recent
أخبار ساخنة

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ الجزء الثامن.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء الجزء الثامن.

بقلم اللواء الطيار الركن رياض البياتي.

الجزء الثامن..

نستكمل في هذا الجزء الثامن من السلسلة الحديث عن الفترة الحرجة التي شهدت نهايات حكم المالكي الأولى والتحولات الجذرية التي رسمت ملامح المستقبل السياسي والأمني للعراق.

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء الثامن.
 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء الثامن.

في هذا الجزء سوف نسلط الضوء على  زيارة المرشح أوباما والرئيس الامريكي جورج بوش والوعود بالانسحاب الامريكي ووعود المرشح أوباما رغم أنه يكره العرب. بعد استكمال الجزء السابع.


زيارة أوباما للعراق 2008: لقاء المالكي وانطباعاته.

زار المرشح باراك أوباما العراق في عام 2008 والتقى بالسيد المالكي. وفقًا للعديد من المصادر، لم يكن أوباما ينظر إلى المالكي بإيجابية. فقد وصفه بأنه يفتقر للمرونة السياسية المطلوبة، مشيرًا إلى أنه يمثل مكونًا واحدًا في أفضل الأحوال.

زار المرشح اوباما العراق العام 2008 والتقى بالسيد المالكي. اوباما لا يكن للعرب الاحترام. أدرك أن الرجل بالاضافة الى جهله بأبسط مبادئ السياسية. فهو مغرور حاقد يفتقر للياقة المطلوبة بمنصب رئيس الوزراء. لا يستطيع أن يمثل إلا مكونه في احسن الأحوال. مشروع اوباما للانسحاب من العراق. وجد طريقا سهلاً من خلال المالكي الباحث عن ترند ،وشو إعلامي يرضي غروره.

مشروع أوباما للانسحاب:

  • رأى أوباما في المالكي شخصًا يمكنه تسهيل انسحاب القوات الأمريكية دون تعقيدات سياسية.
  • تصريحات المالكي لمجلة "دير شبيغل" بدعمه خطة أوباما للانسحاب خلال 16 شهرًا أثارت جدلًا واسعًا، مما اضطر الحكومة العراقية لإصدار بيان يزعم أن التصريحات "ترجمت بشكل خاطئ".

الانسحاب من العراق لم يحدد له موعد ، ولكن إعفاء الولايات المتحدة من التزاماتها تجاه العراق وجد طريقا سهلاً". ان القوى ربما تقسم العراق أصبحت أقوى الآن من القوى التي يمكن أن تحافظ على وحدة العراق أصبحت اضعف "... حديث اوباما بعد الزيارة لمحطة NBC.هكذا كان انطباع اوباما عن رئيس الوزراء العراقي الجديد؟

بالمقابل أحدثت تصريحات السيد المالكي انه يساند خطة اوباما. بوجوب مغادرة القوات الأمريكية العراق خلال 16 شهر لمجلة دير شبيغل؟ لغطاً كبيراً مما اضطر الحكومة العراقية لإصدار بيان على أن حديث السيد المالكي قد ترجم بشكل خاطئ.


زيارة بوش واتفاقية الإطار الاستراتيجي.

في نهاية عام 2008، قام الرئيس جورج بوش بزيارة العراق، حيث كانت الأوضاع الأمنية لا تزال هشة والانفجارات مستمرة.

  • رغم الوضع الأمني غير المستقر، تم توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي، والتي حددت موعد انسحاب القوات الأمريكية بنهاية 2011.
  • الاتفاقية لم تتضمن أي ترتيبات لبقاء قوات أمريكية لدعم الأمن العراقي، رغم تحذيرات الخبراء من عدم جاهزية القوات العراقية، إضافة إلى افتقار العراق لمقدرات حماية أجوائه.

قبل أن تنتهي ولايته الرئاسية زار الرئيس بوش العراق في نهاية العام 2008. الموقف الأمني كان هشاً، والانفجارات مستمرة. مع ذلك وقع العراق اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي حددت موعد الانسحاب بنهاية العام 2011. الاتفاقية لم تتضمن بقاء قوات أمريكية لحماية امن العراق. 

رغم أن كل التقديرات،ومنها الأمريكية تؤكد أن القوات المسلحة العراقية.ما زالت بوضع لا يسمح لها إرساء الأمن على كامل الأراضي العراقية. بالاضافة الى خلوا العراق من أي مقدرات لحماية الأجواء العراقية.


رئاسة أوباما وتسليم الملف لبايدن.

بعد ان استلم الرئيس اوباما الرئاسة. زار العراق مرة اخرى في نيسان من العام 2009 . على اثر الزيارة نحى الرئيس اوباما ملف العراق بل كل المنطقة، وسلمها الى نائبه بايدن.وطلب منه ان لا يزعجه بهذا الملف.
بعد توليه الرئاسة، زار أوباما العراق مجددًا في أبريل 2009.
  • قرر أوباما بعد هذه الزيارة تهميش ملف العراق، وتسليمه بالكامل لنائبه جو بايدن، الذي أُوكل بإدارته دون إزعاج الرئيس بهذا الملف. (بحسب ما ورد في كتاب "هكذا هو العالم" لـ بن رودس).
  • هذا التوجه الأمريكي ترك فراغًا سياسيًا استغلته إيران لتوسيع نفوذها داخل العراق، الذي أصبح امتدادًا حيويًا واستراتيجيًا لها.
(بن رودس هكذا هو العالم) كان من الواضح ان ساسة العراق لم يقدموا الانطباع الذي يسمح لرئيس امريكي ان يضع العراق في اهتمامات الولايات المتحدة . الرسالة، وصلت الى ايران التي استباحت العراق الذي اصبح امتدادا حيويا، استراتيجيا لايران.منذ العام 2009.

الأزمات الاقتصادية وصدام المالكي مع البنك المركزي

السيد المالكي، ومكتبه كان جاهلا بابسط مبادئ الاقتصاد كان يطمح للسيطرة على البنك المركزي وبدأ الصدام مع رئيس البنك المركزي د سنان الشبيبي الذي رفض سياسات المالكي ...

تميزت هذه الفترة بضعف إدراك المالكي لمبادئ الاقتصاد.

  • حاول السيطرة على البنك المركزي العراقي، مما أدى إلى صدام كبير مع رئيس البنك المركزي آنذاك، الدكتور سنان الشبيبي، الذي رفض الرضوخ لسياسات المالكي.
  • هذا الصراع ساهم في زعزعة استقرار الاقتصاد العراقي وتراجع الثقة الدولية بالسياسة الاقتصادية للبلاد.

الأزمات السياسية المتفاقمة.

تميزت فترة حكم المالكي الاولى ب ازمات مع الجميع. التيار الصدري .غادر وزرائه الحكومة، والمجلس الاعلى كانت المشاكل مع ممثله وزير المالية على اشدها . الكل في ازمة، ونحن نقترب من انتخابات العام 2010 كان الرجل قد خلق اعداء في كل مكان، واسفر عن وجه طائفي مفرق يهدد وحدة العراق.

فترة المالكي الأولى شهدت توترات كبيرة مع معظم الأطراف السياسية:

  1. التيار الصدري: انسحب وزراؤه من الحكومة بسبب خلافات مع المالكي.
  2. المجلس الأعلى الإسلامي: توترت العلاقات بشدة، خصوصًا مع وزير المالية التابع له.
  3. أزمات داخلية مستمرة: خلق المالكي أعداء في كل مكان نتيجة لأسلوبه الطائفي والمفرق، مما هدد وحدة العراق واستقراره.

نحو انتخابات 2010: ملامح التفكك السياسي

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية لعام 2010، كان المشهد السياسي يعج بالخلافات:

  • المالكي أصبح شخصية مثيرة للجدل ومصدر انقسام داخل العراق.
  • اعتماده على أساليب طائفية وأحادية زاد من تفاقم الأوضاع، وهدد النسيج الاجتماعي والسياسي للبلاد.

خاتمة الجزء الثامن

في هذه المرحلة، بات واضحًا أن نظام المالكي يواجه تحديات وجودية بسبب سياساته الطائفية والافتقار إلى الكفاءة في إدارة الدولة. هذه التحديات مهدت الطريق لتحولات أكثر خطورة في المرحلة التالية.

يتبع...
في الجزء التاسع، سنتناول تداعيات الانتخابات البرلمانية لعام 2010، وتأثيراتها على المشهد السياسي، والدور الذي لعبه المالكي في تشكيل الحكومة الجديدة وسط أزمات متصاعدة.

google-playkhamsatmostaqltradent