لكل شخصية مفاتيحها ما هو سر لغز مفاتيح الشخصية؟
لكل شخصية مفاتيحها وحين تكون الشخصية سياسية او دينية فإنها تكون شخصية مؤثرة ولمفاتيحها. أهمية تستحق من خصومها البحث والتقصي للوصول لتلك المفاتيح والولوج لأغوار تلك الشخصية. للتمكن من استفزازها والتحكم بقراراتها والسيطرة على تفكيرها.
بوش الأب ومفاتيح شخصية صدام زمن أزمة الكويت.
بوش الأب اجهد نفسه للوصول لمفاتيح صدام في زمن الأزمة الكويتية وسأل المبعوث السوفييتي بريماكوف الى صدام وصديقه القديم في ذات الوقت عن شخصية صدام.
فأجابه بريماكوف بانه حازم لدرجة القسوة وذو إرادة حد العناد ويمضي لهدفه بصرف النظر عن العوائق والمخاطر وشعور مبالغ فيه لمعاني الشرف والكبرياء.
ارسل بوش على أساتذة جامعيين من أصول عربية وطلب منهم معلومات عن كيفية التعامل مع صدام وفق ما عرفه عن شخصيته. فاخبروه بان يسميه في التصريحات باسمه الاول وترديد عبارة انه يريد أن يمنحه فرصة لأنقاد ماء وجهه ومنفذ لكي يفلت بجلده. فتلك عبارات يعتبرها صدام إهانة له وسيرفض أي مبادرة للحل والانسحاب من الكويت وهذا ما يريده بوش الأب.
لغز ما حصل للسيد مقتدى الصدر؟
ما حصل للسيد مقتدى الصدر هو استفزاز متعمد لم يحسن التعامل معه فاندفع كما خططت له إيران وحلفائها في الداخل.
جريدة كيهان قبل يوم من الأزمة نشرت خبر بداية نهاية الصدر في السياسة العراقية. وإيران أغلقت حدودها منذ صباح يوم الأزمة وقبل وقوع الاشتباكات.
فلعدة اشهر تبحث إيران عن طريقة تستفز بها الصدر حتى اهتدت لبيان أعتزال الحائري الذي استفز الصدر بعبارات دفعته لإعلان اعتزاله بسبب تأثيرات دفعت الحائري للاعتزال وإصدار بيانه الذي يغيّر هوية المرجعية والتقليد.
الشخصية العراقية بطبعها حادة وسريعة الغضب وتستفز وتتخذ قرارات بتأثيرات الغضب والحدة وبارتدادات انفعالية. فكيف والشخصية السياسية والدينية هي مركب من سيكلوجية وسايكوسياسية تمتزج فيها السياسة والدين أو السياسة والبيئة التي نشأت فيها.
بالتأكيد سيكون تأثير الاستفزاز مضاعف وأثره على القرارات مضاعف هو الآخر. فالشخصية السياسية وتفكيرها وعقلها السياسي تحت ضغوط مختلفة ومتنافرة وقوية من الداخل والخارج وهذا يحتاج لسياسة بعقل واسع كبير يدرك دوافع وأسباب الاستفزاز وماذا يراد من وراء الاستفزاز.
لكن الخصوم دائماً يمتلكون دهاء ومكر ونفس طويل يبحث وهو مسترخي غير متعجل حتى يصلون لأهدافهم. المشكلة في شخصية من يدير الصراع وطريقة تفكيره ومزاجه الذي هو خليط من تركيبة نفسية سياسية واجتماعية. وكلاهما فيه ذات النزعة التي تخلط بين القوة والتهور والشجاعة والاندفاع. حتى تضيع بينهما حسابات واحتمالات ما وراء سلوك الخصم.
التراجع لا يهين الكبرياء والانسحاب لا يغيّب الكرامة فالقرار للموقف في السياسة وليس القرار للضمير. ولكن الذي لا يحسن الإنهاء في كل مرة وخلفه شعب. فان ذلك لا يخلو من إحباط لشعب يتوق لحياة أفضل ويطمح لمعيشة كما في دول أقل من إمكانات بلده.
فحين لا تقدر المواقف يكون الشعب تحت سنابك خيل من خرجوا لتغييرهم وإصلاح الأوضاع.