الانسحاب من خيرسون الأسباب والتداعيات.
في هذه المقالة الانسحاب الروسي من خيرسون وما هي الأسباب والتداعيات؟ لن نذهب للحديث عن القتال، وأسلحة الناتو، وهي أحاديث يبدوا ان الفضائيات مولعة بها؟ لكننا نتحدث عن الموقف الجيوبولوتكي للعمليات؟
بخطوة مفاجأة انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون عاصمة مقاطعة خيرسون المهمة استراتيجيا. ولكنها ما زالت مسيطرة على باقي أراضي المقاطعة في الجنوب.
الانسحاب من المدينة نكسة كبيرة للسيد بوتين الذي اتخذ قرار الانسحاب بعد تقدير موقف واقعي على الأرض أجراه الجنرال سوركين قائد القوات الروسية في أوكرانيا. وبعد استطلاع ميداني من الجنرال وزير الدفاع الروسي شويكو للمنطقة.
تردد الاوكران بدخول المدينة،ولم يدخلون إليها إلا بعد أن اطمئنوا الى الانسحاب الكامل للقوات الروسية. لإنهم كما يبدوا لم يكونوا راغبين بالدخول بقتال داخل المدينة يكلفهم خسائر! ويشغلهم عن هدف اكبر ربما الاندفاع جنوبا الى داخل جزيرة القرم.
عملية الاندفاع باتجاه القرم سوف تربك الموقف الاستراتيجي الروسي جدا.
في واقع الحال كان هذا مكسب استراتيجي مهم حيث تمكنت روسيا من تامين شبه جزيرة القرم، وتكريس، وجودها على سواحل البحر الأسود الدافئة، والحصول على الموانئ المهمة.
اندفاع الاوكران جنوبا يحرج روسيا جيوبلتيكياً . حيث تصبح مكاسبها بضم شبه جزيرة القرم الذي ضمته بظرف دولي مناسب في العام 2014... في خطر.
حيث كان العالم منشغل بالوضع في سوريا والموصل. وقد مر الحدث بمستوى ضعيف من الضجيج! سكتت أوكرانيا لإنها لم تجد إسناداً من الناتو لاستعادة شبه الجزيرة؟
الآن الوضع مختلف لن يلوم احد أوكرانيا ان اندفعت جنوبا الى القرم. ومن وجهة النظر التفاضلية فشبه جزيرة القرم اهم من إقليمي الدونباس ودونتسيك. حيث هناك أغلبية من السكان الروس يرغبون بالانضمام للاتحاد الروسي.
الانسحاب الروسي ربما يفتح نافذه على تفاوض مع أوكرانيا على مستقبل العلاقة بينهم. وبالنتيجة لا تنتهي الحروب إلا بالتفاوض، وعلى أوكرانيا ان لا تفوت أي فرصة للسلام يمكن أن تحصل. فالكثير من الدول التي تصدر الطاقة بدأت تنتعش على هذه الحرب، ولا يهمها استمرارها؟
وتتضرر دول فقيرة لا تتحمل كلفة فاتورة طعامها التي ترتفع يومياً.
بقلم اللواء الطيار الركن رياض البياتي.