الحافظ خليل إسماعيل شخصيات عراقية؟
كتب الباحث والكاتب موفق الربيعي في مدونته شخصية من بلادي عن شخصيات عراقية وكتب عن قارئ القرءان الحافظ خليل إسماعيل. وهو من رواد قراء القرأن في إذاعة في أول افتتاح لها.
الشيخ المرحوم الحافظ خليل إسماعيل عمر الجبوري من اشهر قراء القران الكريم في العراق ، ويعتبر موسوعة في التراث ألمقامي العراقي الأصيل وشيخ القراء وهو عملاق القراءة العراقية .
الحافظ خليل اسماعيل ولد عام 1920 في مدينة بغداد جانب الكرخ وفي محلة سوق حمادة ومن عائلة دينية معروفة بتقواها ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم .
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINEمسيرة الحافظ خليل إسماعيل التعليمية.
تتلمذ على يد الملا محمد ذويب إمام مسجد السويدي القريب من محلة خضر الياس حيث يسكن ، كما تعلم وأتقن علوم التلاوة والتجويد ، واشرف عليه واحتضنه العديد من من كبار القراء انذاك . في الثالثة عشرة من عمره دخل المدرسة العلمية الدينية في جامع نائلة خاتون بإدارة الحاج نجم الدين الواعظ والشيخ قاسم القيسي رحمهما الله ، وتأثر بالملا جاسم محمد سلامه الذي كان مدرسا بارعا لجميع القراء .
عام 1937 ، عين الشيخ المقرئ الحافظ خليل إسماعيل في جامع السراي ، وفي مدرسة نائلة خاتون الدينية مقرئاً ومتعلماً في آن واحد . وشغل رئاسة محفل القراء في جامع الإمام الأعظم ، واخذ ينتقل إلى عدة جوامع منها جامع صندل وجامع الشيخ عمر السهروردي ، وكان آخر المطاف في جامع الحاج بنية
في مدرسة نائلة خاتون الدينية ، قام بدراسة أصول الفقه والحديث والتفسير والعقائد وقراءة القران وقد تخرج فيها عام 1943 للمرة الأولى ودخلها ثانية عام 1944 وتخرج فيها عام 1953 ونال الشهادة الدينية بتفوق ، وكان الأول على اقرأنه. مقرئاً ومتعلماً في آن واحد و التي كان يشرف عليها العلامة نجم الدين الواعظ وكان له الفضل الأكبر لمسيرة المرحوم الحافظ خليل إسماعيل في شهرته وسمعته في عالم التلاوة * والتجويد.
عام 1941 تقدم الى الاذاعة العراقيه ليكون مقرئاً في دار الإذاعة ، حيث أختبر ونجح بتفوق وكانت أول تلاوة له في يوم 11 - 9 - 1941 وكانت من سورة المؤمنون، يوم كان البث في دار الإذاعة على الهواء مباشرة ، وكانت قراءته تصويرية تؤثر بالسامعين ووفق الأنغام المقامية البغدادية الاصيلة ، حسنة صادقة لوجه الله وليس لهدف الشهرة أو للحصول على النفع المادي.
من أين جاء لقب الحافظ الذي أطلق علية؟
وجاء لقب الحافظ عام 1942 ، عندما وجه الأستاذ الكبير نشأت السنوي دعوة إلى دار الإذاعة يدعوهم فيها إلى الرعاية والعناية بالمقرئين في دار الإذاعة وإلى توجيه الدعوة لجميع المقرئين في الإذاعة للحضور إلى ديوان مديرية الأوقاف لإجراء الاختبار والامتحان لمن يستحق إن يلقب بلقب الحافظ لأن كلمة الحافظ تعني معرفته لعلوم القرآن الكريم.
وبعد إجراء الاختبار والتمحيص من لجنة ألفت من ثلاثة من كبار العلماء وممثل عن الأوقاف وآخر عن وزارة العدل وقاضي بغداد وكاتب المجلس. وكان أحدهم الحافظ سيد الجوادي وهو من أهالي الموصل، وكان مقرئاً آنذاك في دار الاذاعة. فلم يوفق في الحصول على هذا اللقب في ذلك الامتحان سوى الحافظ خليل إسماعيل. لذا فإنه لم ينل لقب الحافظ اعتباطاً أو مجرد صدفة بل ناله بجدارة واستحقاق.
ما قاله مشاهير القراء والدعوات المقدمة له.
وفي عام 1951 ، عندما زار العراق المقرئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، قال بحقه إني لم اطرب ولم أكن اسمع مثل الحافظ خليل وهذا التصريح مثبت في الصحف البغدادية التي نشرت هذا القول للشيخ الشعشاعي.
وصفه محمد القبانجي بانه (بستان الأنغام العراقية الأصيلة) حيث لم يجرؤ أحد من القراء ان يقرأ نغم ومقام الزنكران أبدا إلى يومنا هذا لصعوبة أدائه وترتيله ولكن الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ إسماعيل ابدع فيه .
ولعلّ شهادة أحد أهمّ عازفي آلة الكمان العرب في القرن العشرين، سمير الشوّا، لدليل واضح على هذه المقدرة العظيمة للشيخ خليل إسماعيل، إذ قال له عند لقائه به: ( أنت التراث وتراثكم في التلاوات هو الأصل، ولقد زرتُ عدّة أقطار ولم أسمع بمثل هذا التراث العظيم )
- سافر الى القدس الشريف، و قرأ في القدس الشريف ونال إعجاب المستمعين هناك
- وجهت له دعوة للسفر إلى الكويت لقراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان وقد نالت قرائته الاعجاب لما تحمله من شجن ورقة
- سجل القران الكريم كاملا مرتلا وعلى النغمات العراقية
- قرا القران في عدد من الدول العربية والإسلامية ومنها المسجد النبوي والمدينة المنورة والمسجد الاقصى وجامع السيدة زينب في دمشق.
الشيخ خليل إسماعيل الّذي بقِيَ قارئ العراقيّين الأوّل رغم اختلاف طوائفهم وإيديولوجيّاتهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم السيّاسيّة، إنّه صوت مشترك بين العراقيّين جميعهم، يحمل في ذبذباته صورًا من طفولتهم، صورًا للشمس وهي تغيب خلف الجبال ورائحة موائد الإفطار في رمضان والنغم العراقيّ الأصيل ولغة القرآن الساحرة
توفي رحمه الله في 5-7-2000 ، و شيع في صباح اليوم التالي من جامع المعز تشييعاً مهيباً إلى مثواه الأخير في مقبرة الكرخ في ابي غريب.
وقد رثاه الدكتور رشيد العبيدي بقصيدة قال فيها:
خلفت قالاً في الجموع وقيــــــــلا
لما رحلت ولم تعـــد بديــــــــــلا
جبل اناف على صحابك طــــولا
فاذا رحلت فمن يقود الجيــــــلا
بقراءة فقد اصطفاك (خلـيـــلا)
ونضدت حُسن ادائه ترتيــــــــلا
والى (ابن ام العبد) شدت سبيله
بتلاوة سمعت هدى واصــــــولا