ما هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة (الجزءالثاني) أم أرشد.
أم أرشد في الجزء الثاني من قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة ما هي الاحداث التي تلت ما واجهه بري عندما كان يرعى الاغنام. هذه الاجزاء هي للكاتب عامر كامل الخياط التي سجلها في مدونته. دون الاحداث كمراقب ومن قلب الحدث.
كما جاء في الحلقة السابقة عندما واجهة بري الدب السوري وهو لم يعرف ماهو نوع الحيوان الذي يبدو غريباً علية لذلك لم يفهم الناس ماهو أسم الحيوان. لقد اصابه الرعب ولم يكن يعلم الناس كيف التصرف مع الدب البري وماهي أجراءات المواجهة.
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINEماهي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة| الجزء الثاني أم أرشد |
هنالك طرق يجب أن تعرفها ومنها علامة وقوف الدب هذه العلامة تدل بأن الدب يشعر بالتهديد. وقد يرفع الدب يديه أو يرفع رأسه أو يصدر أصواتاً عالية. فإذا رأيت الدب يقف فعليك أن تبقى هادئ ولا تتحرك. يمكنك محاولة التحدث بصوت عالٍ أو الضرب على الأرض بعصاة لتحدث صوتاً. إذا استمر الدب في التهديد، فقد تحتاج إلى الدفاع عن نفسك وحاول أن تتراجع بهدوء. هذه الامور كان لايعلمها أهل المدينة في تلك الفترة.
بري والتحذير من وجود دب في بساتين المدينة.
لم يأخذ أحد من أبناء المدينة من الذين تواجدوا لحظة إستفاقة " بَرّيْ " من الصدمة مأخذ الجد وعزاها الكثيرين إلى سذاجته وتخلفه العقلي الذي قد يكون صور له هذا التصور وأستخف الكثيرين بما رواه متصورين أنه لربما تعرض لهجوم من كلب كبير الحجم وأخذ عقله المتعوب بتصويره له على أنه " هامة " حسب تعبيره.
مجلة شهربان الألكترونية مجلة تهتم بالجانب الثقافي وتدعم كتاب شهربان أذا اعجبك المحتوى أعمل متابعة سيصلك نشرنا أولأ بأولوالـ " هامة " مصطلح كان في وقتها يطلق على حيوانات خرافية تناقلتها قصص الأمهات والعمات والخالات من أجل تخويف الأطفال المشاكسين الذين يرفضون النوم المبكر وكان الأولاد الأكبر سنا ً يتم تخويفهم بها أيضا ً عندما يرومون الخروج للعب ليلا ً مع أولاد المحلة أو المحلات الأخرى .
والهامة المذكورة بهذا المصطلح تختلف عن المصطلح العلمي أو الأدبي للـ " هوام " والذي يقصد به الزواحف والحشرات المؤذية التي تخرج ليلا ً في الأجواء الحارة من جحورها , والتي غالبا ً ما تكون لسعاتها سامة أو مؤذيه كالعقارب و الأفاعي وما شابه ذلك . هامتنا هذه يدخل تحت عبائتها مسميات " الطنطل " و" السعلوة " و" الجنحيت " , .... إلخ .
مضى الموجودين كل إلى حال سبيله وأنصرفوا لمزاولة أعمالهم المعتادة في محلاتهم ودكانينهم , و بعضهم ذهب إلى بيته ليتنعم بالغذاء ويقضي فترة ما بعد الظهر في قيلولة هانئة , ومضى " بَرّيْ " أيضا إلى المقهى ليتمتع بكوب شاي لعله يذهب عنه تأثير الصدمة ومنها إلى خان " صالح فاضل " ليأخذ قسطا ً من النوم والراحة.
الدب يدخل البستان ويفاجئ أم أرشد.
مع الوقت أخذت الشمس بالنزول وقت العصر وصارت أشعتها مثل خصلات شعر أمرأة شقراء تطلي لون السماء بلون اصفر ذابل مخترقة ً سعفات نخيل بستان المرحوم " حسن أكبر " لتضفي أجواء من البهجة على جوانب النهر تغري بالجلوس و التأمل عند شريعة المرقد أو التمتع برمي السنارة بإنتظار صيد سمكة جيدة تكفي لشويها كعشاء لذيذ .
ومع أستمرار الأشعة بالإختفاء , وقبل أن يأذن وقت الغروب رفعت السيدة الفاضلة زوجة السيد حميد " أم أرشد " الآنية المصنوعة من الألمنيوم والحاوية لعجينة الخبز ودخلت إلى بستانهم من الباب الداخلي. حيث يوجد " التنور " لتصنع الخبز الحار للعشاء , وبعد أن أبتدأت بوضع أول الأرغفة في التنور شعرت بحركة غريبة في الأحراش خلفها. لم تعرها أهمية في البدء ظنا ً منها أن " أرشد " أو أحدى البنات قد جاءوا في طلب رغيف من الخبز الساخن الذي يتميز بطعم لذيذ جدا ساعتها لا يمكن مقاومة إغرائه ابدا ً.
لم تمضي لحظات حتى شعرت بيد ضخمة تمتد على كتفها من الخلف محاولة رميها على الأرض وعندما ألتفت فزعت وصرخت صرخة هائلة أهتزت لها جنبات البستان , فكان جزائها لطمة قوية أسقطتها أرضا ً والدماء تسيل من وجهها الذي حفرت فيه ما أشبه بالسواقي , وأمام صرختها الثانية وصل العديد من الجيران والمرحوم السيد حميد ليجدوها ممددة على الأرض وبالحال الذي وصفته قبل قليل , وعندما سالوها ماذا حصل وجدوها لا تستطيع الكلام .
تفاصيل الحدث ترويها أم أرشد ومعرفة نوع الحيوان من وصفها.
بعد اقل من نصف ساعة من الراحة تحدثت السيدة الفاضلة عما جرى :
عندما شعرت بالحركة ظننت أحد الأولاد قادم لطلب رغيف من الخبز , لم تمض لحظات حتى شعرت بكف ضخم على كتفي , و عندما إلتفت نحوه رأيته بمخالب طويلة , أستدرت لأفاجئ بحيوان ضخم جسمه مغطى بالشعر الأصفر يقف على قدميه محاولا طرحي أرضا ً ... صرخت فكان أن لطمني على وجهي ومع صرختي الثانية شاهدته ينحني أرضا ً ويولي هاربا ً بسرعة جريا ً على قوائمه الأربعة , هذا الحيوان لم أرى أو اسمع عن مثله " .
من ساعتها بدا وكأن على المدينة أن تدخل وضع الإنذار , وأول الناس كان المرحوم " سيد حميد " الذي سارع لقفل باب البستان الداخلي الذي يؤدي إلى البيت بالسلاسل والأقفال. , ووضع سلاحه الشخصي في حالب التأهب للرمي بأنتظار ما سيحمله الليل من مفاجئات .
وما أن ذاع الخبر في المدينة حتى أبتدأت العوائل تمنع أولادها من الخروج ليلا ً وتقفل أبواب بيوتها مبكرا ً . وأسدلت الشمس خيوطها لتنهي الليلة الأولى من حادثة لم تشهدها المدينة لعقود كاملة من الزمن مضت.
الخلاصة : حينها تيقن الجميع بأن هذا الحيوان الذي وجد في بساتين المدينة هو الدب وهذا ما جاء من وصف أم أرشد في الجزء الثاني وما سيأتيكم في الجزء الثالث لحظات مشوقة وانا قبلكم متشوق لما سيجري من الاحداث.
يتبــــــــــــــــــــــــع