recent
أخبار ساخنة

ما هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة| الجزءالأول بري.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

ما هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة شهربان (الجزءالأول) بري.

ستعرض مجلة شهربان الألكترونية قصة حقيقية من قصص المدينة هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة ما في جزئها الأول الذي هو بعنوان بري. هذه القصة كتبها الاستاذ عامر كامل الخياط في مدونته الخاصة وقسمها الى خمسة أجزاء. أتمنى أن تنال أعجابكم.

حدثت هذه القصة في فترة الستينيات من القرن الماضي وهي تعد ظاهرة غريبة لان الدببة لاتعيش في مدينة شهربان رغم بساتينها الغناء. لذلك بقيت الاحاديث تدور عن حيوان الدب وما يتناقله العسكريين الذين يخدمون في شمال العراق وبين المناطق الجبلية الى تعرض أحد الجنود من قبل دبة أنثى . وبعد البحث لعدة أيام وجدوه في أحد الكهوف وكنا نسمعها كأنها شئ من الاساطير أو الحكايات المتداولة من دون دليل يذكر.

مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINE
ما هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة| الجزءالأول بري.
ما هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة| الجزءالأول بري.

الدب البني هو النوع الوحيد من الدببة الذي يعيش في العراق. يتراوح طول الدب البني السوري بين 1.5 و 2 متر، ووزنه بين 100 و 200 كيلوغرام. يعيش الدب البني السوري في الجبال الشمالية لسوريا والعراق. يفضل العيش في الغابات الكثيفة، حيث يجد الطعام والمأوى. الدب البني السوري هو حيوان خجول، ويفضل الابتعاد عن البشر. ومع ذلك، يمكن أن يكون الدب البني السوري خطيرًا إذا شعر بالتهديد.

مقدمة الجزء الأول من قصة الدب بعنوان بَـرّيْ.

الذاكرة .. القابعة في تلافيف الدماغ تلك وأخاديده .. تكاد تكون منافس كبير لأكبر جهاز مكتشف لحد الآن لتخزين المعلومات. رغم إن قدرات إستيعاب الأجهزة الحديثة اليوم باتت هائلة ! لكن ذلك مرتكز على حساب ما تحتاجه من مساحات وأبنية إذا ما قورنت بحجم المخ البشري الساكن في جمجمة رأسك.

هذه الذاكرة عندما تعود بك إلى نصف قرن أو أكثر من الزمان مر وأنقضى لتقارن بين تلك الأيام وما تعيشه. اليوم ستشعل في قلبك الحنين لتلك الأيام الخوالي التي كانت أجمل وأرقى وأنقى في كل ما سادها من علاقات و حوادث. رغم أن الكثير من أبناء اليوم قد لا يجدونها كذلك بما توفرلهم من وسائل عيش ولهو لم تكن متوفرة في تلك الأيام.

وطرفي المعادلة هنا معذوران , أنت والأجيال الحديثة , وأنت هنا تخوض غمار تجربة جديدة بمحاولة ربط هذه الأجيال الشابة التي تتوسم فيها كل الخير رغم ما مروا به من مشاكل وصعوبات العيش. سواء في عهد النظام السابق وحروبه وما جرته عليهم وعليك من ويلات وكوارث. أو ما يحدث اليوم وبعد زوال ذلك النظام وما شهده البلد في ظل الحكام الجدد من كوارث. هي إذا ما قيست وقورنت مع رزايا النظام السابق تعد أسوء وأخطر. ولعل أسوئها ذلك الإحتراب الطائفي الذي لم تشهده مدينتك والبلاد طيلة تلك العقود المنصرمة.

المجلة تعرض مقالة الكاتب وتعرض المقالة كما هي  للامانة العلمية والتأريخية

العراق منتصف الستينيات وحالة العراق السائدة من التقلبات السياسية.

في منتصف الستينات من القرن الماضي وبعد إنقلاب عبد السلام عارف على حلفائه من البعثين شركائه في جريمة وأد ثورة الشعب و الجيش .. ثورة تموز 1958 المجيدة في أيلول من العام 1963 وبحكم علاقات جمال عبد الناصر الجيدة مع قيادة الحركة الكردية المتمثلة بالملا مصطفى البارزاني جرت محاولات عديدة لإيقاف نزيف الدم المنطلق بعد ثورة أيلول 1961.

كادت أن تتكلل بالنجاح ففي زمن حكومة عبد الرحمن البزاز " لكنها سرعان ما أنهارت لتعود العمليات العسكرية إلى اسوء مما كانت عليه تميزت بالقصف الوحشي بالطائرات للقرى و المدن الكردية و أدت فيما أدت لحرق الكثير من الغابات التي كانت تغطي مساحات كبيرة من الوديان والجبال.

شهربان في ستينيات القرن الماضي وثلاثة متخلفين ومنهم بري.

في تلك الفترة كان يعيش في " شهربان " ثلاثي من الأخوة الذين حباهم الله بدرجات متفاوتة من التخلف العقلي. وهم في عقدهم الخامس تقريبا ً من العمر " حقيقة الأمر إني ورغم أهتماماتي المتشعبة كنت مقصرا ً في معرفة أحوالهم السابقة. لذا أرجو ممن لديه معلومات تغني الموضوع أن يرسلها لي على الصفحة أو يذكرها في التعليق " أمتهنوا مهناً مختلفة .. هم على التوالي " بَرّيْ / غُبَيْن / جُرْمُط " ... وبطل موضوعتنا لهذا اليوم هو " بَرّيْ " .

أمتهن " بَرّيْ " مهنة رعي الأغنام الخاصة بقصابي المدينة مقابل بعض المال , وقد كان متيمزا بكل ما تحويه كلمات " طيب القلب و نقاء السريرة " من معان .. في الحقيقة وإعترافا ً أخر بالتقصير أني لم أكن أعلم أين كانوا يعيشون وماهو الملجأ الذي يلجأون إليه لقضاء الليل ... ولكن على الأغلب (في إعتقادي ) كان أحد الخانات في المدينة هو ملجأهم .

لم يذهب " بَرّيْ " بعيدا ً عن أطراف المدينة أثناء جولات الرعي تلك .... وكان يقضي معظم أوقاته في المنطقة الواقعة خلف بستان المرحوم " لطيف شاه محمد " الواقعة قرب القنطرة الشهيرة " قنطرة الأنكليز " حيث تتوافر هناك الأحراش وبقايا النباتات في المنطفة المحاذية لقرية " قزلجة " والتي كانت تزرع من قبل أبناء القرية.

بري يتفاجئ بهامة (الدب) أول مرة لايعرف أسمها.

في يوم حار نسبيا ً من أيام تلك السنة كان " بَرّيْ " في جولة رعيه اليومية ولنترك له الحديث ليروي لنا تفاصيل ما حصل له.

" في ساعة الظهيرة القائضة الحر .. حضرتني غازات كثيرة في بطني وأمعائي شعرت معها أنني بحاجة للتغوط .. فذهبت للجول " مصطلح يراد به بيت الراحة في الفلاة " في منخفض من الأرض. وما أن بدأت بإخراج الغازات كمقدمة لإتمام عملية التغوط. , 

حتى شعرت بيدين ضخمتين توضع على كتفي من الخلف وتحاول أن تجلسني تماما ً على الأرض ... ظننت أن أحد الماريين نحو القرية رآني رغم كوني في أرض منخفضة وأحب أن يمازحني.

صرخت به بأعلى صوتي : أكعد ولك هسه وكت " شغه " ...  " شقه = مزاح " 

لم أسمع جوابا ً .. كررت صرختي مضيفا ً : 

" إذا ما تبطل راح أجفتك بصخرية على راسك وأنسيك العافية " ... 

 الصخرية = عصا خشبية يوضع في أحد رأسيها قطعة حديدية في معظم الأحيان نت لأحد الصواميل كبيرة الحجم تستخدم من قبل الرعاة لطرد الحيوانات المفترسة عن قطعانهم . 

لكني هذه لم أسمع جوابا و إنما همهمة عالية بشكل مخيف ... إلتفت ناحية الصوت فإذا بهامة كبيرة الحجم أكبر من " السعلوة " يغطي جسدها شعر كأنه الوبر بلون أملح . 

هروب بري الى المدينة وأنذارهم بالخطر.

فكان لا بد من أن أطلق ساقيَّ للريح تاركا الجمل بما حمل ولم أتوقف إلا عندما وصلت مرقد " الشيخ مختار" وأنا أصرخ : يا ناس .. يا عالم .. إلزموا الحذر فهناك هامة لا أدري كنهها وما هي قد تفعل العجب بكم إذا لاقتكم . 

وسقطت مغشيا ً علي لا أعلم حتى ساعة إيقاظي من قبل السيد حميد " أبو أرشد " بعد أن رش الكثير من الماء على وجهي ما حل لأغنام " علي القصاب والحاج عبيدة " . 

الخلاصة: في نهاية الجزء الاول والذي بعنوان بري عن ما هي قصة الدب الذي اقتحم بساتين المدينة وكيف وجد في شهربان. تلك القصة التي ليست من الخيال بل هي حقيقية ولازال القدماء من أهل شهربان يذكرونها. وقد ذكرها الاستاذ صلاح جرو في كتابة عن تاريخ شهربان ولا أعلم هل نشر أم لم ينشر بعد.

تابعونا في الجزء  القادم (أم أرشد).  

google-playkhamsatmostaqltradent