ما هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة (الجزء الثالث) ساجد.
قصة الطفل ساجد في الجزء الثالث من قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة ما هي الاحداث التي تلت ما واجهته أم أرشد عندما كانت تخبز على تنور البيت. هذه الاجزاء هي للكاتب عامر كامل الخياط التي سجلها في مدونته. دون الاحداث كمراقب ومن قلب الحدث.
في الحلقة السابقة عندما واجهة أم أرشد ذلك الدب السوري وهي لم تعرف ماهو نوع الحيوان الذي يبدو غريباً عليها لذلك عندما وصفت الحيوان تعرفوا على أسم الحيوان. لقد اصابها الرعب ولم تكن تعلم كيف التصرف مع الدب البري وماهي أجراءات المواجهة.
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINEما هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة| الجزء الثالث ساجد. |
قد تثير بعض أجزاء هذه الرواية أحزانا ً وأشجانا ً لبعض أحبتي في المدينة ولكنها ذكريات عزيزة لا بد من سردها لتتوثق تاريخيا ً ...
وصف تغيير مسار النهر بالمدينة؟
كنا قد تحدثنا عن تعديل مسار النهر ليصبح خارج المدينة و بمسار مستقيم وفق التصميم المعد من قبل مجلس الإعمار التابع للعهد الملكي منذ العام 1953. كما هو مثبت في الهوامش على خارطة المشروع والتي كانت بحوزة المهندس المشرف على تنفيذه في العام 1966.
وكان من ضمن ملحقات المشروع إقامة القنطرة الصندوقية القائمة لحد يومنا هذا والمتكونة من مقطع مربع بمساحة 1×1م . والتي عول عليها مصمموا المشروع في تسريع تدفق الماء إلى الجهة الأخرى. ليمضي سريعا ً نحو مناطق نهايات النهر التي تسمى " البزايز " كما هي كانت الفكرة من تعديل مسار النهر لتخدم نفس الغاية.
هذه القنطرة نفذت حسب التصميم الموجود! وبسياج صلد كونكريتي على الجانبين بعرض 50 سم تقريبا ً وبتغليف كونكريتي مائل بزاوية 45 درجة وبطول حوالي 3 أمتار. من كلا فتحتيها حتى لا يسمح للماء المتدفق بعملية التآكل.
كانت هذه البناية ركنية إحدى واجهتيها تقع على الشارع العام والأخرى على الشارع المنشأ حديثا ً بمحاذاة المسار الحديث للنهر. ولكون الأخوين يعودان أصلا ً إلى القرى الواقعة على ضفاف ديالى في منطقة الصدور.
ولعدم وجود كراج موحد في تلك الأيام فقد أتخذ سواق السيارات العاملة على تلك القرى. وهم في الحقيقة في معظمهم من أقاربهما من رصيف الطريق الملاصق لبناية معمل الشلب موقفا لسياراتهم .
محل لبيع الشاي والمشويات صباحاً ومساءاً.
وسمح الأخوين للمرحوم " عباس الكبجي – أبو كريم " بأن يصنع ما أشبه بالغرفة من خشب الفايبر آنذاك ليتخذها محلا ً لبيع الشاي وبيع المشويات صباحا هناك كوجبة إفطار لسواق الخط. وكان في المساء ينتقل بمشوياته إلى الجانب المقابل متخذا من السياج الكونكريتي العريض والصلد محلاً لوضع مستلزمات عمله.
في حين يضع معدات الشوي مقابلها على الرصيف. أتخذ المرحوم " هاشم حظيه " من الجهة المقابلة أيضا ً محلا ً له لبيع المشويات صباحا ً فقط وعلى الضفة الأخرى من النهر المقابلة للمعملين كانت كما أسلفنا في موضوع سابق مقهى " البيروتي للمرحوم " خليل سبته " والتي تنتهي فترة عملها بحلول المساء.
ومع إزدهار الأوضاع وقيام إذاعات " صوت العرب " و" إذاعة بغداد " بنقل حفلات السيدة أم كلثوم الشهرية. والتي غالبا ً ماكانت تبدأ في الساعة الحادية عشرة بأغنية من أغاني الشهر الذي سبق ثم تنتهي بأغنيتها الجديدة. ونادراً ما كانت تلك الحفلة أن تنتهي عند الساعة الواحدة ليلا ً إذ كانت تمتد أحيانا ً حتى الثانية صباحا ً.
وأصبحت مصدر رزق إضافي للمرحوم " عباس كبجي " إذ قام بوضع " كرويتات " وطاولات وسطية على ضفة النهر والشباب يطلبون العشاء والمشروبات الغازية ثم الشاي ومزاولة لعبتي " الطاولة " و" الدومينو " .
تميز المرحوم " هاشم حظيه " بروح مرحه وكان يحب الهزار مع الجميع صغيرا ً وكبيرا ً ولا أعتقد أنه حمل ضغينة في قلبه لأحد ما يوما ً. وكان كما أسلفت يعمل ضمن وجبة الفطور الصباحية التي تمتد أحيانا ً حتى الظهيرة! وفي الساحة التي تقع خلف جانبه الأثير على السياج الكونكريتي علوة بيع الأغنام " الجوبة " ومنها إلى سوق القصابين .
إختفاء الطفل ساجد وكان هاشم عنه لاهياً.
عندما ولد له الولد البكر " ساجد " كان فرحا ً به وفي أحيان كثيرة كان يجلبه معه وهو لما بعد قد بلغ من العمر 3 إلى 4 سنوات . وفي فترات إنشغاله بالبيع كان في أحيان كثيرة ينسى وجود الطفل معه.
في ذات مساء عاد إلى البيت وسأل عنه فكان الجواب إنه كان معك , بهت المرحوم " هاشم " وقال كل ظني إنه كان معكم في البيت ... هرول مسرعا ً إلى موقع عمله لكنه لم يكن هناك , هب الشباب من كل حدب وصوب للبحث عن الطفل . ومع حلول المساء يأسوا من العثور عليه في شوارع وأزقة المدينة و بيوت المعارف .
وأفترض بعضهم إحتمال صعود الطفل إلى سطح البيت وسقوطه في البستان المجاورة , وتقرر أن ينقسم فريق البحث إلى مجموعتين كل مجموعة تدخل من باب لكبر البستان ووقوعها على شارعين وكونها لها باب على كل منهما , وكان الخبر قد شاع بأن الحيوان الذي هاجم " بري " و" أم أرشد " لهما الرحمة هو دب .
وكان هذا الدب قد هرب كما يبدو من جبال كردستان نتيجة الحرب المستعرة آنذاك وقصف الطائرات وحرق الغابات ورسا به الحال إلى مدينتنا .
إلتحق بالفريقين في اللحظات الآخيرة كل من المرحوم " رشيد سلامة – أبو عبلة " والمرحوم " رزاق نجف " وكان الإثنان قد عادا توا ً من نادي " السوسة " وهذا موضوع سيأتي ذكره في أحدى قصصنا المقبلة , وقد إحتسيا من عرق " هبهب " بما فيه الكفاية ليجعلهما يترنحان في المسير .. وتقرر أن ينضم كل منهما إلى فريق والساعة كانت قد شارفت على الثامنة ليلا ً.
دخل الفريقان للبحث عن الطفل المختفي ساجد.
دخل الفريقان إلى البستان كل من باب كما أسلفنا وذهب كل فرد من الفريق في أتجاه للبحث بين النخيل والسواقي على أمل اللقاء في نقطة محددة وسط البستان. بعد ساعتين من البحث الدقيق لم تكن هناك بارقة أمل للعثور على " ساجد ".وعندما صار قرار فريقنا بعد اللقاء على الأنسحاب والعودة في الصباح .
فجأة سمعنا صوت ضرب قوي على جذع نخلة وصراخ , هرولنا جميعاً بأتجاه الصوت لنجد " ابو عبلة " ماسكا بنهاية سعفة " كربة " ويضرب بها النخلة ويصرخ :
" إنزلي و هاتي الولد بنت الكلب "
أحدنا : مالخبر يا ابا عبلة ؟
أبو عبلة : الدبة بنت الكلب أخذت " ساجد " و هي في أعلى النخلة .
في هذا الموقف أحتار الجمع بين الحزن لفقدان الولد وبين الموقف الذي فيه " أبو عبلة ". المهم سحبناه معنا وخرجنا من الباب الذي دخلنا منه لنلتقي بعدها بالمجموعة الثانية والتي أخبرتنا بالفشل أيضا ً في العثور على شيء يدل على وجود الولد في البستان .
وأتفقا جميعا ً على الإنصراف عندما ظهرت بوادر صحوة من السكر على " ابو عبلة " ليسأل فجأة : ولكن أين " جوقي " ويقصد بذلك المرحوم " رزاق نجف " , الأمر الذي أضطر الفريقين للعودة للبستان للبحث عن " رزاق " وسط قهقهات خفيظة من الكل. أنت تبحث عن الولد لتفقد أحد أصدقاء ابيه , وبعد نصف ساعة تم العثور على " رزاق " نائما ً في إحدى السواقي .