ماهي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة (الجزء الرابع) المفوض جبار.
المدينة شهربان بعد أن شاعت قصة الدب حين توقع وجوده في بساتين عامرة بالنخيل والبرتقال والبحث عن الدب كأن تبحث عن ابرة في بحر والجزء الرابع بعنوان المفوض جبار.وأنا اتابع القصة أجد الغيرة التي جمعت رجال المدينة للذود عن أمانها من الدخيل الغريب. كانت هذه فارقة حيث تتوسم الخير في ابناء المدينة.
بعد أن أنتهينا في الجزء السابق وكيف تجمع الرجال وهم يبحثون عن الطفل المفقود ساجد ولايعرفون مصيره . فشلت كل الجهود التي بذلها الفريقين في أيجاد أي أثر أو أشارة تدل على ساجد . وقد تخللت المواقف بين الحزن والضحك من نوم جوقي في البستان.
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINEماهي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة (الجزء الرابع) المفوض جبار. |
اتفق الجميع بعد أن غابت الشمس وحل المساء والكل يترقب صباح اليوم التالي لكي يكملوا البحث بعد أن توالت أخبار تورد بأن هنالك من شاهد الدب في البساتين. لربما تكون غير موثوقة أو يتهأ لهم ذلك.
مجموعات البحث التي يترأس أحداها مفوض جبار.
صبيحة اليوم التالي لتلك الليلة الليلاء في البستان بحثا ً عن " ساجد " والتي أنتهت بالبحث عن " رزاق نجف " في ساعة متأخرة من الليل كما أسلفنا. وردت الأخبار بأن النساء قد شاهدن الدب في نفس البستان وهو يتجول بين الأشجار. تجمع الناس من كل حدب وصوب وأنقسموا إلى فريقين أيضا ً.
فريق يرأسه مفوض المرور " جبار " طويل القامة ونحيلها بسلاحه الحكومي المسدس " نص وبلي " الشهير ببكرته التي تستوعب ست رصاصات. والفريق الثاني يرأسه الحاج " عبيدة القصاب " بسلاحه الشخصي المتمثل بندقية الصيد ذات الماسورتين ودخل كل فريق من باب كما في الليلة السابقة .
مرت الدقائق و الساعات ثقيلة و التجوال في البستان الكبيرة وحرارة الجو فيها نهارا ً لأن معظم الأشجار تتنفس الأوكسجين الموجود في الهواء وتنفث ثاني أوكسيد الكاربون عكس أنشطتها ليلا ً إذ تقوم بعملية التمثيل الغذائي التي ينتج عنها نفثها للأوكسجين في الجو و الذي يجعل أجوائها لطيفة وباردة نسبيا ً.
المفوض جبار يرمي الدب ويصيبه.
كان فريق المفوض " جبار " قد دخل من الباب المطل على الشارع المحاذي للشاخة وأستمر في جولته التفتيشية حتى قرابة الواحدة ظهرا ً عندما لعلعت في سماء البستان والمحلات المجاورة صوت الطلقات النارية الأربع التي تلتها صيحات " جبار " المنتشي :
" لقد قتلته .. لقد قتلته .. " .
عند وصول أعضاء الفريق الثاني للمكان ... وجدوا الدب مستلقيا ً على ظهره بدون حراك والدماء تنزف منه من مواضع مختلفة في جسمه .. وفي لحظات النشوة تلك أراد " جبار " أن يظهر بمظهر البطل الذي تمكن من قتل الدب.. تقدم مقتربا ً منه لتفحص نبضه ومعرفة كونه مات.
وما أن وضع يده قرب رقبة الدب , إذا بالحيوان ينهض متراخياً ويسحب " جبار" نحوه محتضناً أياه. معتصرا ً قفصه الصدري للدرجة التي ظن الجميع أنه سيقضي نحبه بسبب نحول جسمه. رويدا ً رويدا ً خفت صوت " جبار " الذي كان يطلب النجدة بصوت عال ٍ في البدء.
أخذ الحيوان بالإمتداد على الأرض والتقلب مستمرا ً في إحتضانه وعصر عظامه. والحاج عبيدة يلف يمينا ً ويسارا ً حول المتصارعين منتظرا ً فرصة تسنح له عندما يكون الدب في الأعلى و" جبار" على الأرض. , لحظات مرت حتى سنحت تلك الفرصة.
كانت ماسورتي بندقية الحاج " عبيدة " بمستوى رأس الدب من الجانب الأيمن. لتنطلق رصاصتين من تلك الخاصة بصيد الخنازير وتستقر معظم كراتها الحديدية في رأس الدب الذي خر ساقطا ً هذه المرة وقد خمدت أنفاسه. ,وتم إفلات المفوض " جبار " من بين يديه اللاتي ظلت مطبقة عليه.
لحظات الفرح والنشوة بمقتل الدب الذذي وجد في بساتين المدينة.
في تلك اللحظات من الفرح والنشوة العارمة ... تناسى الجميع قضية إختفاء " ساجد " وواصلوا إحتفالهم بسحب جثة الدب إلى الشارع. حيث تم تجهيز عربة دفع خشبية من تلك التي يستخدمها بعض الأشخاص لتوصيل حاجيات الناس المتبضعين من سوق الخضراوات لبيوتهم.
وسط زفة و هلاهل و تصفيق الأطفال الذين تراكضوا خلف العربة وهي تلف محلات وأزقة المدينة لتمكين معظم سكان البلدة من رؤيته. والتي كانت مثابة فرصة نادرة الحدوث لرؤية دب يتجول في بساتين المدينة. ويبث الرعب فيها لأيام ثلاثة قبل أن يقتل ويسدل الستار على حكايته .
خلاصة: باتت المدينة تلك الليلة وما تلاها في أحسن أوضاعها إذ ظلت تلك القصة محور أحاديث العوائل كلها. وهذه هي قصة الدب الذي وجد في بساتين المدينة وموقف المفوض جبار البطولي.