مفاهيم ومصطلحات بناء الدولة ومرتكزاتها.
ساجد احمد الدوري/ باحث في علم الاجتماع العام.
هنالك البعض من يعتمد دائماً على خلط أوراق المصطلحات كأساس متيسر للدخول إلى المجتمعات الإسلامية بتركيبة هجينة،،لو عدنا لمفهوم الدولة المدنية، مصطلح غير علمي لاوجود له في القواميس السياسية. مقال اخر للكاتب.
مفاهيم ومصطلحات بناء الدولة ومرتكزاتها. |
يستخدم هذا المصطلح كبديل للدولة العلمانية في سياق المجتمعات العربية والاسلامية، كنقيض للدولة الدينية بسبب السمعة السيئة المشوهة للعلمانية.
ولايوجد أي فرق بين مرتكزات بناء الدولة المدنية والعلمانية سوى تغيبر للثوب البالي المشوه للدين الاسلامي إلى ثوب جديد أكثر لمعان وتقبل من حيث المظهر، يدخل من خلاله إلى الشعوب الرافضة للعلمانية،،!!
كيف تبنى مرتكزات الحكم الرشيد،،؟؟
لو عرفنا المدنية أو المدني على أساس ليس فرد أو جماعة في الجيش أو الشرطة أو قوى الامن يختلف فيه الحال عن المقاتل وفقا" لقانون الحرب، ولو اخذت المدنية كنقيض للبداة والجاهلية، يكون التوصيف المصطلحي معبر عن الفرق بين العسكرة والمدنية بصفتها العلمانية المبطنة،،!!
قال صاحب المستدرك ( تمدن الرجل بمعنى تخلق الرجل بأخلاق اهل المدن وانتقل من حالة الخشونة والبربرية والجهل إلى حالة الظرف والانس والمعرفة)،
لقد عاب القرآن مفاهيم ومرتكزات البداوة في قوله تعالى { الاعراب اشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لايعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم }•
فالدولة التي تؤمن بأركان الاسلام والإيمان وتؤدي حقوق وواجبات العدل المجتمعي بين البشر بما قرره التنزيل والعرف الانساني، هي دولة مدنية، فهي نتاج من رحم اسلامي، وليست كباقي الشرائع عند النصرانية المنغلقة بصندوق مفهوم الاحبار واليهود بعد تحريف للتواراة والانجيل،،
المرجعية في اساسها بالمفهوم الإسلامي.
المرجعية في اساسها بالمفهوم الإسلامي التقييد بالكتاب العزيز وماقرره النبي صل الله عليه وآله وسلّم من أقوال وافعال في الاحاديث الصحيحة، فالمفهوم الاسلامي عالم معرفي وتنويري لكل من اعتنق الاسلام ولايحض على الفتكنة وحصر علوم الدين بيد مرجعيات فقهية اختلفت عليها الأمة في متبنيات ومدونات الفقه الاسلامي،
دور الفقهاء في الإسلام للأثراء العلمي الموزون بالتنزيل وليس للأختلاف والصراعات والتقاتل من اجل نصرة مذهب على آخر،
يبرز دور العلماء في هذه الحالة في قوله تعالى { وماكان المؤمنون ليتفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون }•
وقال جل في علاه {فاسألو أهل الذكر أن كنتم لاتعلمون}•
شرطان اساسيان لوجود العلماء.
- الجهل بالتشريع العام والانذار والتحذير من العواقب التي تبعد الانسانية عن مغزى وجود الخلائق،،!!{ وماخلقت الجن والانس إلا ليعبدون }.
- العبادة مفهوم عام لها حيز بين معاملات المجتمع وتصويب قواعد بناءها السياسي وقبول تمثيل تلك العلاقة بإدارة الحكم.
العصبية للقبيلة والمذهب على شكلها من العصبية التي كانت بمثابة الاساس للاعراف القبلية السائدة وكانت في الوقت نفسه من اسباب الفرقة والتقاتل بين الناس وحذر منها وسدد منافذها لأن التعصب لم يدخل في مجتمع إلا فرقه ولا وفي صالح إلا افسده ولا في كثير ألا قلله ولا في في قوي إلا اضعفه،،!!
المرتكز للحكم الرشيد تحقيق العدل بين الناس { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}•
وحق المعارضة السياسية مكفول في الإسلام، اذا انحرف عن جادة الصواب بما يضمن عدم اشاعة الفتن والاضطرابات والفوضى بين الناس، تغلب فيه المصلحة على المفسدة وأن تحدد مؤسسات الدولة في تعميق ذلك العدل بشكل يضمن حق الشعوب بممارسة حق الاعتقاد دون مساس بالتشريعات الإسلامية عن التنزيل للأغلبية المسلمة الساحقة في البلدان الإسلامية دون تمذهب يدعوا إلى الفرقة والتنازع بين سلطات مفهوم ادارة الدولة وبين مدونات الفقهاء، التي ليس عليها اجماع بين تعدد المذاهب الفقهية،،!!
الاسلام مدني بطبعه وحضاري نقل المجتمعات من البداوة والجهل إلى عالم المدنية بمعناها الحضاري للتطبيقات العلمية والثقافية المواكبة للتطورات الزمانية والمكانية والمحافظ على التطبيقات الشرعية ومبادئه السمحاء مع المخالفين دون المحاربين لمفهومه الحضاري،،!!
من غير الممكن ان نؤسس دولة مدنية بمفهوما العلماني (ابعاد الدين عن السياسة) على شاكلة مفهوم دولة دينية مذهبية،
فنحن في كلا الحالتين نتبنى وندعوا لدولة بنتاج بشري في فهم النصوص الشرعية المختلف عليها بين مدونات الفقه الإسلامي، كذلك كما تدعوا اليه المدنية بما تخالف في بعضها أو الكثير منها مفهوم الفطرة السليمة لدى المسلمين،،!!
لن يبقى للدولة مرتكزات أو معنى اذا تم الخلط بين المصطلحين الديني والمدني( العلماني)، فالخلط أمر مستحيل سينتهي الصراع في النهاية إلى زوال احدهما من خارطة بناء الدولة بعد أن تصل القناعة إلى أن الطريق مسدود ومغلق تماماً لتحقيق التوافق بين الطرفين ولن يلتقيا مهما امتدا، لن تطول مسألة خداع المصطلحات طويلا" بين من دق اسفين الفرقة والفوضى في المجتمعات الإسلامية والعربية،،!!!
الخلاصة: الاصوب لتحقيق الدولة الحضارية ابعاد خلاف(العمامة الفقهية) التي تجعل ادارةشؤون الناس بمختلف اتجاهاتهم مقيدة بمفاهيم ليس لها قواعد للتأويل المنضبط ثابتة في التنزيل القطعي الدلالة القطعي الثبوت تنازع الدولة صلاحياتها،،،
فالدولة معنية بعامة الشعب، مع مراعاة المبادئ الاسلامية للاغلبية المسلمة المطلقة دون بغي وألزام يتنافى مع معقدات الاقليات بما يترتب عليها من حقوق وواجبات،،!!
الأصل في بناء الدولة الرشيدة تحقيق العدل المجتمعي الشامل للشعب بعين واحدة،،،!!