الشيعة بين الهوية والاعتقاد: تحليل عميق للتقسيم الطائفي في العراق.
بقلم : ساجد أحمد الدوري/ باحث في علم الاجتماع.
الشيعة بين الهوية والاعتقاد: تحليل عميق للتقسيم الطائفي في العراق.
في هذا المقال، سوف نستكشف الهوية والاعتقاد الشيعيين ضمن سياق التقسيم الطائفي المعقد في العراق. يمثل العراق، بموقعه الجغرافي وتاريخه الطويل، أرضًا خصبة للتنوع الطائفي والديني، وهو ما جعل الهوية الشيعية في هذا البلد تتشكل بطريقة متميزة.
سنقوم بتحليل العوامل الاجتماعية، التاريخية، والدينية التي أسهمت في بناء هذه الهوية، وكذلك نبحث في تأثيرها على الواقع السياسي والاجتماعي الشيعي الحالي. من خلال هذه الرحلة العميقة، سنلقي الضوء على التحديات والصراعات التي تواجه المجتمع ، ودور الدين في تشكيل الهوية والانتماء الطائفي.
الشيعة بين الهوية والاعتقاد،!!! يثير بعض الباحثين بين الفينة والاخرى إحصاءات لاتمت بصلة للأرقام الحقيقية للمكونين ( السني والشيعي ) تعتمد التخمينات وسرديات من كتاب ليسو من ذوي الاختصاص في علم الاحصاء وعلى اسس تفتقر للعلمية المحظة.
لم يعتد العراق عليها ككيان اجتماعي وليس لها أثر احصائي في جميع التعدادات السكانية، ولم يؤسس لها على نظريات المكونات والاثنيات،،،!بأستثناء ماكانت تطالب به الاحزاب الكردية منذ عام 1946.
الهوية الشيعية في العراق: نظرة تاريخية.
لكن التقسيم من الخباثة بمكان اعتمد التقسيم الإثني والطائفي في آن واحد، فأختزل وفرق الكرد كقومية وليس على اساس انتماءها السني الطائفي، وقسم العرب على اساس ثنائي بين (سنة وشيعة) فأهدر من السنة ماقيمته 15% من تكوينهم الاجتماع كسنة (كرد وتركمان) واستطاع الشيعة جمع مكوناتهم الباقية من الأقلية (الكرد والتركمان) تحت مسمى واحد (الشيعة).
ليبرز للعالم ان الشيعة اغلبية على ارض العراق المضطهده في عراق ماقبل الاحتلال الأمريكي، كما اشار بوش الابن في خطابه عن بعض الدوافع لأحتلال العراق أن الغالبية الشيعية التي تشكل مانسبته 67 % يضطهدهم نظام البعث، نسي المغفل أن ورق القمار الذي وضع عليه صور المطلوبين يشكل الشيعة فيه من القيادات البعثية أكثر من النصف،،!!
الدين والانتماء الطائفي: تحليل للعلاقة المتبادلة.
هل كل الشيعة والسنة يحملان نفس مزايا الاعتقاد الفقهي والمذهبي، ام أنه (إسلام) عام يحمل (الهوية التعريفية) فقط،،؟؟
غالبية المكونين مسلمون (بالهوية) فقط ونسبة (التدين) وفق معتقداتهم المذهبية عند الفريقين من مجموع الشعب الذي يبلغ نسبة المسلمين على الهوية فيه 95% ونسبة المتدينين الذي يؤدون العبادات والمعاملات بأنتظام والتزام بقواعد الشرع الإسلامي لاتتعدى 6 % بأفضل الاحوال،،!!
كيف يطالب البعض بإلحاح الحكم الإسلامي على اساس غالبية (شيعية) او لنقل (سنية) ،،؟؟؟
في الوقت الذي لايشكل عدد المتدينين فيه القلة القليلة من بين ابناء الشعب، على أساس تبني الشريعة الإسلامية،،!!
اعتمد الإحتلال بطريقة خبيثة بعد عام 2003 بتقسيم العراق الى مكونات ثلاث في كتابة وثيقة الدستور فأعتبرها الشعب في تلك الحقبة قبل عقدين من الزمن حالة غريبة في الجسد العراقي وممزقة لنسيجه المجتمعي، ومازالت هي كذلك ولم يكتب لها النجاح بمحددات المستقبل وتطلعات الجيل الجديد،،!!
الذي يثار لدى الكثير عبر المنتديات والقنوات الفضائية، ان الشيعة كمكون تعرض للظلم عبر الازمان، هذه النبرة تجافي الحقيقة في تاريخ العراق الحديث، اغلب القيادات المؤسسة لحزب البعث في العراق هم من (الشيعة) على رأسهم فؤاد الركابي وسعدون حمادي.
وتشكل الكوادر العليا والوسطى والدنيا في الحزب مانسبته 70% وإن غالبية القيادات للحزب الشيوعي العراقي من الشيعة وقبلهم عام 1922 حزب النهضة تاسس في الكاظمية.
الشيعة والسياسة في العراق: تأثير الهوية على المشهد السياسي
الفقة السياسي الشيعي او (الحوزوي) من همش نفسه بأعتماده نظرية (الانتظار) او ماتسمى بالوعد الإلهي وتهيئة الأرض (للحجة المنتظر) فاتخذ الشيعة ذوي الأرث الفقهي،المسار المعارض الثوري (الراديكالي) للأنظمة مع كل الحقب الزمنية التي مرت على العراق وامتداد لغابر الازمان بأحقية آل البيت على رأس هرم (السلطة)
فتعرضوا للأضطهاد والملاحقة والتهميش واشكال التعنيف،،!!!
حينما حل الخميني على رأس هرم السلطة في ايران عام 1979 اعاد الحياة السياسية العامة (للشيعة) واعطى دفعة للمذهب للشأن الفقهي العام في ايران بنظرية ولاية الفقيه،،،!!
(مصطلح فقهي) قديم في الفقه الشيعي الاثنى عشري منذ بدايات الغيبة الكبرى، حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام الغائب في قيادة آلامة وادارة شئونها،،!!
التحديات والصراعات: قراءة في مستقبل الهوية الشيعية.
يرى بعض المفكرين ان ولاية الفقيه تجسيد إسلامي لنظرية (السيفين) البابوية وامتداد لها كحركة دينية لها نظام (مستقل) عن الدولة، او ازدواجية السلطة على أساس نوعين من الوظائف في المجتمع،
- 1- وظائف خاصة بالقيم الروحية والأخلاقية تتولاها (الكنيسة) وتراقبها.
- 2- وضائف تتعلق بالمحافظة على الآمن والنظام وتحقيق العدالة تتولاها (الحكومة).
فامتدت مفاهيم هذه النظرية على سائر الاقليات الشيعية في العالم العربي والإسلامي، ادت الى الحرب العراقية الإيرانية والصراع المحتدم بين دول الخليج والدول العربية إلى يومنا هذا، زادت من اضطهاد الشيعة وعمقت تمزيق الوطن الواحد على أساس طائفي.
ولم يسلم الشيعة انفسهم منها بعد ان احدثت هذه النظرية على امتداد سيرها إلى اقطار اسلامية شتى ممن لايؤمنون بهذه النظرية كونهم لايمثلون الغالبية من خشية الملاحقة والاضطهاد في بلدان خارج إيران،، فأحدثت صراع بين الرافض لها وبين مؤيد وبين حكام المنطقة،،!!
التحديات والصراعات: قراءة في مستقبل الهوية الشيعية.
الفرق بين أهل السنة ان من يقربهم من الفقيه الدليل ويباعد بينهم الدليل من الكتاب والسنة، اما الشيعة فالقرب من الفقيه الفتوى وتفرقهم الفتوى، حكم المرجع مقدس فهو يرى الأشياء بما لايراها المقلد،،!!
اعطاء السلطة الدينية لكلا الفريقين نتاج لمجتمع عقيم غير قابل لبناء دولة على أساس اقامة العدالة الإجتماعية وترسيخ للفوضى والصراعات وعدم الالتزام بدساتير الدول،،!!
الديمقراطيات معنية بالأغلبية السياسية والبرامج التنموية في كافة المجالات، وللمراجع الدينية تصويب الدولة ومراقبة مهامها فيما يخص احكام الحلال والحرام لكن بأسلوب مغاير في اقامة الحدود مع تغير وسائل الردع وأحكام القوانين، فمن غير الممكن اقامة حد السرقة بقطع اليد أو الجلد للزاني والزانية،،!!