العد التنازلي للهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران.
المحلل السياسي: عمر عبدالستار.
مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المقبل في 20 يناير 2025، تبدو الأوضاع في المنطقة مهيأة لمواجهات حاسمة، خاصة مع التصعيد الإسرائيلي تجاه إيران. في ظل هذه التطورات، يركز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "فرص كبرى" تتيح له شن هجوم على إيران قبل استلام الرئيس الأمريكي الجديد لمنصبه، مستغلاً التوترات المتزايدة حول الملف النووي الإيراني. ايران وسلاحها المؤجر.
العد التنازلي للهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران. |
إذ يواصل نتنياهو دفع خططه وتحشيد قواه العسكرية، فإن احتمالية اندلاع مواجهة بين إسرائيل وإيران تزداد مع كل يوم يمر. تعول إسرائيل على دعم الولايات المتحدة في هذه المرحلة الحساسة، خاصة إذا واصلت طهران توسيع قدراتها النووية والصاروخية، حيث تعتبرها تهديداً مباشراً لأمنها القومي ولأمن المنطقة ككل.
تصاعد التوترات حول الملف النووي الإيراني.
تتزايد المخاوف الإسرائيلية من برنامج إيران النووي، حيث أعلنت طهران مؤخراً عن نجاح تجربة إطلاق صاروخ عابر للقارات يحمل اسم "خرمشهر 4" من قاعدة شاهرود. ويعتبر هذا التطور جزءاً من برنامج إيران الصاروخي المستمر، مما يزيد من القلق الدولي حول نوايا إيران النووية. ويطالب قادة إسرائيليون بأن يتم الردع عبر تعزيز الجاهزية الدفاعية والهجومية، بينما يهدد بعضهم باللجوء إلى الخيار العسكري.
دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأزمة! يلعب دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة رافائيل غروسي دورًا محوريًا في مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، حيث من المتوقع أن يؤدي هذا الدور إلى تقليص احتمالات حدوث نزاع عسكري. ويعتبر التنسيق مع الوكالة جزءًا من جهود الدول الغربية للضغط على إيران لوقف أنشطتها النووية، إلا أن التجاوب الإيراني الباهت مع هذه الضغوط يزيد من مخاوف اندلاع الصراع.
الخيار النووي كأقصى درجات الردع : يرى العديد من المراقبين أن الإعلان الرسمي عن قدرات نووية أو اختبار نووي إيراني قد يغير قواعد اللعبة بالكامل. وقد صرحت بعض الشخصيات الإيرانية أن هذه الخطوة قد تأتي كاستجابة لأي هجوم عسكري محتمل، معتبرين أن ذلك سيشكل "أقصى درجات الردع" في وجه التهديدات الإسرائيلية والأمريكية. ويدور الحديث الآن حول ما إذا كانت إيران ستغامر بالفعل في هذا المسار الحساس، وما إذا كانت الدول الغربية قادرة على منعها بطرق غير عسكرية.
التصعيد الإسرائيلي واستعدادات الهجوم
بالتزامن مع هذه الاستعدادات، تكثف إسرائيل استعداداتها العسكرية من خلال تطوير أنظمة دفاعية واعتراضية جديدة، حيث يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن الظروف الحالية توفر "فرصة استراتيجية" لتنفيذ هجوم قد يكون له تأثير على برنامج إيران النووي.
تحليل السيناريوهات المستقبلية:
من الصعب التنبؤ بالمسار الذي سيتخذه الصراع بين إيران وإسرائيل، إلا أن هناك عدة سيناريوهات محتملة:
-
التصعيد العسكري المباشر: قد تتجه إسرائيل إلى توجيه ضربة عسكرية سريعة لبرنامج إيران النووي، مستفيدة من الفترة القصيرة المتبقية قبل تولي الإدارة الأمريكية الجديدة. هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على الدعم السياسي والعسكري الأمريكي.
-
التصعيد الدبلوماسي: قد تستمر الدول الكبرى في استخدام الوسائل الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية لإجبار إيران على التراجع عن برنامجها النووي. رغم صعوبة تحقيق هذا السيناريو، إلا أنه يبقى الخيار الأقل تكلفة من حيث الخسائر البشرية والمادية.
-
توازن الرعب: قد يؤدي تعزيز إيران لقدراتها النووية إلى ما يشبه توازن الرعب في المنطقة، حيث تتجنب الأطراف المعنية الدخول في مواجهة مباشرة خوفًا من تداعياتها.
الدعم الأمريكي لإسرائيل في مواجهة إيران
أظهرت المحادثات الأخيرة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن هناك تنسيقاً عالياً بين الطرفين بشأن إيران. يسعى ترامب إلى تضييق الخناق على طهران ووقف دعمها لكل من روسيا والصين، مما يجعل احتمالية الهجوم العسكري الإسرائيلي أكثر واقعية. يرى بعض المحللين أن التحركات الإيرانية، كتهديداتها بضرب أذربيجان وكردستان العراق، قد تكون بمثابة ذرائع قد يستخدمها نتنياهو لتبرير هجوم على إيران.
التأثير الإقليمي وتداعيات الصراع الإيراني الإسرائيلي
بالإضافة إلى التهديدات الإيرانية المتكررة، تأتي القضية الفلسطينية كعنصر رئيسي في هذا الصراع. وفي ظل توجه السعودية نحو حماية الحقوق الفلسطينية، قد تسعى إسرائيل لإضعاف نظام خامنئي بهدف تحقيق توازن في المنطقة يعيد رسم الخارطة السياسية. ومع التوترات الجارية، من المحتمل أن تتأثر عدة دول، وخاصة العراق وسوريا، نتيجة لأي تصعيد في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.
تأثير الصراع على المنطقة العربية؟ لا تقتصر آثار هذا التصعيد على إسرائيل وإيران فقط، بل يمتد ليشمل الدول العربية المحيطة التي قد تجد نفسها في دائرة الصراع أو مضطرة للتدخل لاحتواء تداعياته. وقد تشهد المنطقة ازدياداً في النفوذ العسكري لبعض القوى الإقليمية، كما قد تتعرض مصالح الدول الخليجية إلى تهديدات أمنية في حال تصاعدت الأمور.
فرص نتنياهو العسكرية قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد
يرى المراقبون أن نتنياهو قد يحاول الاستفادة من الفترة المتبقية قبل التنصيب لاتخاذ إجراءات عسكرية، خاصة مع تزايد الحديث عن البرنامج النووي الإيراني وقيام إيران بتجارب صاروخية جديدة. وفي ظل وجود إدارة أمريكية داعمة، قد تكون أمام إسرائيل فرصة نادرة لتوجيه ضربة لإيران دون مخاوف كبيرة من ردود فعل دولية حادة.
التحديات التي تواجه نتنياهو في تنفيذ الهجوم
على الرغم من الفرص المتاحة، تواجه إسرائيل عدة تحديات داخلية ودولية قد تؤثر على قرار نتنياهو بشن هجوم. فهناك مخاوف من التداعيات الإقليمية، بما في ذلك احتمال قيام إيران بتوجيه ضربات انتقامية ضد إسرائيل أو حلفائها. ويعتبر تصاعد الدور العسكري الإيراني في المنطقة عاملاً مهدداً للاستقرار، مما قد يؤدي إلى تدخلات من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا.
ختاماً: مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، تظل المنطقة على صفيح ساخن، وسط ترقب وتخوف من تصعيد جديد قد يكون له تداعيات خطيرة على الأوضاع الإقليمية.
إن تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران يشكل مرحلة حرجة في تاريخ المنطقة، حيث لا يمكن استبعاد أي سيناريو من التصعيد العسكري إلى الاتفاقات الدبلوماسية. ومع اقتراب موعد تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة، يبقى التساؤل حول مدى قدرة الأطراف المعنية على تجنب الكارثة وتحقيق توازن يضمن الاستقرار النسبي في الشرق الأوسط