recent
أخبار ساخنة

نوادر وطرائف العرب: قصص مشوّقة عبر التاريخ.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

نوادر وطرائف العرب: قصص مشوّقة عبر التاريخ.

أختيار كريم مرزة الأسدي.

تُعدّ النوادر والطرائف جزءًا مهمًا من تراث العرب، حيث تتجلى فيها حكمتهم وذكاؤهم وسخريتهم من الواقع بأسلوب فكاهي. سوف نستعرض مجموعة من القصص الطريفة والحكايات التي خلدها التاريخ، لنرسم من خلالها صورة عن حياة العرب قديماً وأسلوبهم في التعبير عن مواقفهم. مقال سابق شعر الورد في الادب العربي.

نوادر وطرائف العرب: قصص مشوّقة عبر التاريخ.

قصة "خلا لك الجو فبيضي واصفري".

يروي التاريخ أن أول من قال هذا المثل هو الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، طرفة بن العبد الشاعر العربي الكبير وصاحب المعلقة المشهورة:

"لخولة أطلال ببرقة ثهمد .. تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد"

وطرفة هذا خرج في سفر مع عمه وهو صبي لم يتجاوز السابعة من عمره ، فنزلوا على ماء ، فذهب طرفة بفخيخ له فنصبه للقنابر، وبقي عامة يومه فلم يصد شيئا، ثم حمل فخه ورجع إلى عمه، وتحملوا من ذلك المكان فرأى القنابر يلقطن ما نثر لهن من الحب فقال :

"يا لك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري ... قد رحل الصياد عنك فابشري

ورفع الفخ فماذا تحذري ... لا بد من صيدك يوما فاصبري"

وحذف النون من قوله " تحذري " لوفاق القافية أو لالتقاء الساكنين.

قال أبو عبيد : يروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال لابن الزبير حين خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق : خلا لك الجو فبيضي واصفري .... وهذا المثل .... يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبه.

القاضي وابن الشاعر. 😠

من طرائف العرب جاء رجل إلى أحد القضاة يشكو ابنه الذي يعاقر الخمر ولا يصلي، فأنكر الابن ذلك! 

فقال الرجل: أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا قراءة؟ 

قال القاضي: يا غلام، تقرأ شيئاً من القرءان؟ 

قال: نعم وأجيد القراءة.. 

قال: فاقرأ . قال: 

بسم الله الرحمن الرحيم 

"علق القلب ربابا بعد ما شابت وشابا                                           
                    إن دين الله حق لا أرى فــيــه ارتيابا"

 فصاح أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا !

حكاية النسيان والتشابه في الأسماء. 😄

دخل ابن الجصّاص على ابن له قد مات ولده ، فبكى ! وقال: كفالك الله يا بنيّ محنة هاروت وماروت. 

فقيل له: وما هاروت وماروت ؟ 

فقال: لعن الله النسيان ، إنما أردت يأجوج ومأجوج ! 

قيل: وما يأجوج ومأجوج ؟ 

قال: فطالوت وجالوت ! 

قيل له: لعلك تريد منكراً ونكيرا ؟ 

قال: والله ما أردت غيرهما... 

وبهذا يبرز الطابع الفكاهي للحديث المتناقض.

أكلة السمك. 🐬

أشترى أحد المغفلين يوماً سمكاً .. وقال لأهله: اطبخوه ! ثم نام . 

فأكل عياله السمك ولطّخوا يده بزيته. فلما صحا من نومه .. 

قال: قدّموا إليّ السمك. 

قالوا: قد أكلت. 

قال: لا. 

قالوا: شُمّ يدك ! ففعل.. 

فقال: صدقتم .. ولكنني ما شبعت.

الأعرابي والوالي. 🎸

وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة, ولكن الوالي لم يعطه شيئاً. 

وسأله : ما بال فمك معوجاً. 

فرد الشاعر : لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس.

الامير والأمام. 

كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة, فنهره الأمير أمام الناس. 

وقال له : لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة . 

فصلى بهم المغرب, وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ). 

وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى ( ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا ). 

فقال له الأمير يا هذا : طول ما شئت واقرأ ما شئت, غير هاتين الآيتين. 

دعابة الشعبي.👌

جاء رجل إلى الشعبي – وكان ذو دعابة – وقال : إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء, فهل لي أن أردها ؟ 

فقال إن كنت تريد أن تسابق بها فردها ! 

وسأله رجل: إذا أردت أن أستحمّ في نهر فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها؟ 

قال: بل باتجاه ثيابك حتى لا تسرق ! ــ 

وسأله حاج: هل لي أن أحك جلدي وأنا محرم ؟ 

قال الشعبي: لا حرج. 

فقال إلى متى أستطيع حك جلدي ؟ 

فقال الشعبي: حتى يبدو العظم . 

الحجاج والغرق. ⛵

كان الحجاج بن يوسف الثقفي يستحم بالخليج العربي فأشرف على الغرق فأنقذه أحد المسلمين وعندما حمله إلى البر. 

قال له الحجاج : أطلب ما تشاء فطلبك مجاب. 

فقال الرجل : ومن أنت حتى تجيب لي أي طلب ؟ 

قال: أنا الحجاج الثقفى. 

قال له : طلبي الوحيد أنني سألتك بالله أن لا تخبر أحداً أنني أنقذتك.

سقف الدار القديم.🌁

كان رجل في دار بأجرة وكان خشب السقف قديماً بالياً فكان يتفرقع كثيراً فلما جاء صاحب الدار يطالبه الأجرة. 

قال له : أصلح هذا السقف فإنه يتفرقع. 

قال: لا تخاف ولا بأس عليك فإنه يسبح الله. 

فقال له : أخشى أن تدركه الخشية فيسجد.

الأعرابي والحمار المطلوب.🐎

 دخل أحد النحويين السوق ليشتري حمارا فقال للبائع : 

أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر ،إن أقللت علفه صبر ، وإن أكثرت علفه شكر لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري ، إذا خلا في الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق. 

فتعجب البائع وأجاب بنبرة ساخرة: "لو مسخ الله القاضي حماراً بعته لك!" 

العجوز والطبيب. 💨

مرضت عجوز ، فأتاها ابنها بطبيب ، فرآها متزينه بأثواب مصبوغه ، فعرف مابها . 

فقال الطبيب : ماأحوجها الى زوج ! 

فقال الابن : وما حاجة العجائز للأزواج ؟ 

أجابت الأم على الفور : ويحك ؟ الطبيب أعلم منك على كل حال.

المرأه الحولاء . 👇

تزوج جحا امرأه حولاء ترى الشيء شيئين ، فلما أراد الغداء أتى برغيفين ، فرأتهما أربعه . 

ثم أتى بالاناء فوضعه أمامها. 

فقالت له : ماتصنع بانائين وأربعة أرغفه؟ يكفي اناء واحد ورغيفان . ففرح جحا؟

وقال : يالها من نعمه ! وجلس يأكل معها ، فرمته بالاناء بما فيه. 

وقالت له : هل أنا فاجره حتى تأتي برجل معك لينظر الي؟ 

فقال جحا : ياحبيبتي أبصري كل شيء اثنين الا زوجك.

طرافة الأعرابي ومناشدته. 👲

أمنية أعرابي :

قال الأصمعي : رأيت أعرابيا ماسكا بستار الكعبه ، وهو يقول : 

"اللهم أمتني ميتة أبي خارجه !"

فقلت له  مستغرباً : يرحمك الله ، وكيف مات أبو خارجه ؟؟

قال : أكل حتى امتلأ ، وشرب حتى ارتوى ، ونام في الشمس ، فمات شبعان ريان دفئان .

موسى والصره .

سرق أعرابي صرة فيها دراهم ، ثم دخل المسجد ليصلي ، وكان اسمه موسى . 

فقرأ الامام: ” وماتلك بيمينك ياموسى ” 

فقال الاعرابي: والله انك لساحر. 

ثم رمى الصره، وخرج هاربا.

الأعرابي والسائل.

ألح سائل على أعرابي أن يعطيه حاجة لوجه الله. 

فقال الأعرابي: والله ليس عندي ماأعطيه للغير، وما عندي فأنا أولى به وأحق .

فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصه ؟!

فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس الحافا.

قصة الرشيد ومكافأة الذكاء.

قال رجل لهارون الرشيد : اني أستطيع أن أقوم بعمل يعجز عنه جميع الناس . 

فقال له الرشيد : هات ماعندك حتى نرى ! 

فأخرج علبه مليئة بالابر ، فغرس احداها في الأرض ، ثم أخذ يرميها بسائر الابر ، بحيث أن كل ابرة تشتبك بثقب الابرة السابقة . 

ولما انتهى من رمي الابر ، وقف الرجل مزهوا بعمله ، منتظرا الجائزه . فأمر الرشيد بضربه مائة جلده واعطائه مائة دينار.


ولما سئل الرشيد عن سبب هذا التصرف. 

قال : أعطيته مائة دينار مكافأة على حذقه ومهارته ، وأمرت بضربه مائة جلده لأنه يضيع ذكاءه بما لايفيد !!

الخاتمةتعكس هذه الطرائف حس الفكاهة والحكمة لدى العرب، وتوضح كيف كان التراث العربي مليئاً بالقصص الشيقة والمواقف الذكية.

google-playkhamsatmostaqltradent