recent
أخبار ساخنة

الشيخ عطية: أسطورة الكرم والشهامة في تاريخ شهربان

Site Administration
الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 الشيخ عطية: أسطورة الكرم والشهامة في تاريخ شهربان

بقلم: خوام الزرفي.

يمثل الشيخ عطية أحد أبرز رموز مدينة شهربان، حيث عُرف بكرمه وشهامته التي جعلته شخصية استثنائية خلدها التاريخ. كان رجلاً لا تُذكر سيرته إلا مسبوقة بلقب "شيخ"، وهذا اللقب لم يكن يُمنح في تلك الحقبة إلا لقلة قليلة من الرجال الذين اجتمعت فيهم الصفات القيادية والنبل.

الشيخ عطية: أسطورة الكرم والشهامة في تاريخ شهربان
 الشيخ عطية: أسطورة الكرم والشهامة في تاريخ شهربان

الشيخ عطيه علي المبارك!!!! أخذ من الحياة كل مفاتنها أحد رجالات شهربان الذي جاد الزمان به عام 1959.. شاهدت رجلا يمشي في شارع شهربان الرئيسي ووراءه رجلاً سرعان ما وقف، (ربل. عجلة تجرها أحصنة) ليصعد الرجلان  قالوا هذا شيخ عطيه!!! لم يطلق اسمه مجردا الا تسبقه كلمة شيخ وهذا المصطلح في حينه لايطلق الا على إعداد لايتجاوزون عدد أصابع اليد.

نشأة الشيخ عطية وحياته

وُلد الشيخ عطية عام 1900 في شهربان، ونشأ وسط بيئة تُقدّر الشهامة والكرم. منذ صغره، كان يتميز بالقوة والشجاعة، حيث شارك في العديد من الأحداث التاريخية، من بينها ثورة العشرين. تظهر صورة الشيخ عطية في مجلة "آفاق عربية"، حيث يظهر بجانب والده وأفراد عشيرته، ما يثبت دوره البارز في هذه الثورة الوطنية.

كان هذا الشاب شخصيةً فذةً، شهدت حياته وقائعَ عديدةً تُجسّد قوّته وشجاعته وكرمه. من بين هذه الوقائع:

  • مُسابقته للقطار: كان خط سكة حديد بغداد-كركوك يمرّ بأراضي بلّور لمسافة تزيد عن 20 كيلومترًا، وكان هذا الشاب يُسابق القطار عند مروره، مُظهرًا بذلك قوّته البدنية وجرأته. وجدير بالذكر أن المحطة الرئيسية في المقدادية أُنشئت على أرض تبرّع بها الشيخ علي المبارك، وهو ما يُمكن التحقّق منه من خلال سجلات التسجيل العقاري.
  • مُشاركته في ثورة العشرين: شارك هذا الشاب بفاعلية في ثورة العشرين. يظهر في الصورة مع والده ومجموعة من أفراد عشيرته قبل اندلاع الثورة. وقد أُعيد نشر هذه الصورة في كتاب "ثورة العشرين" للكاتب صلاح جرو. وللمزيد من التفاصيل، يُمكن الرجوع إلى برقيات الحاكم العسكري الإنجليزي في المقدادية، رِكلي، قبل مقتله.
  • تبرّعه بالأرض للمقبرة: تجلّت كرمه في تبرّعه بـ 80 دونمًا من أرضه لإنشاء مقبرة المقدادية، التي تُعتبر المقبرة الوحيدة في القضاء.
توقّف القطار عند القلعة: كان القطار يتوقّف أمام الباب الغربي للقلعة التي يسكنها الشيوخ في حال رغبة الركاب بالنزول إلى القلعة، وذلك قبل وصوله إلى المحطة.

الشيخ عطية علي المبارك: شخصية عشائرية وسياسية بارزة في ديالى

يُعتبر الشيخ عطية علي المبارك من كبار مشايخ ديالى، حيث ترأس عشيرة المهدية من نهاية عام 1947 حتى وفاته عام 1964. كان من أصحاب الأملاك والإقطاعات الزراعية الواسعة، ما منحه نفوذًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا.

النفوذ العشائري والمكانة الاجتماعية:

الزعامة العشائرية: تميز الشيخ عطية بنفوذ وسلطة كبيرين داخل عشيرته، حيث كان لكلمته وزنٌ لا يُستهان به. كان له جاهٌ وسطوةٌ لا يُمكن تجاوزها، إضافة إلى ثروته الكبيرة وكثرة رجاله من أبناء عمومته وعشيرته عامة.

الاستقبالات والضيوف: كانت قلعة الشيخ عطية محطًّا للزوار من مختلف الأطياف، حيث كان القطار يتوقف أمام الباب الغربي للقلعة في حال رغبة الركاب بالنزول إليها قبل الوصول إلى المحطة. وكان من أكثر الأشخاص زيارة له الحاج وهاب بنية وبيت الشيخ أسود، وهم من أقاربه من المهدية الذين يسكنون بغداد في الفضل في محلة المهدية.

رمز المكانة: امتلك الشيخ عطية خط هاتف في قلعته، وكان ثالث خط في القضاء بعد خط القائمقام والقاضي، ما يُشير إلى مكانته الرفيعة في المجتمع.

العلاقات السياسية والنفوذ:

العلاقات مع الطبقة الحاكمة: كانت للشيخ عطية علاقات واسعة مع الطبقة السياسية الحاكمة في عصره، مثل نوري السعيد وجعفر العسكري ورشيد عالي الكيلاني ومحمد الصدر.

العلاقة مع الوصي عبد الإله: كانت تربط الشيخ عطية علاقة قوية بالوصي عبد الإله، مكّنته من التأثير في القرارات الحكومية على مستوى القضاء، حيث كان يستطيع نقل أي موظف حكومي لا يرضى عنه على الفور. 

وله وقائع مسجلة مع قائمقام القضاء والحاكم وضباط الشرطة، حيث كان رضاه كفيلًا ببقائهم في المقدادية. يُمكن الرجوع إلى كتاب فاضل البراك عن شيوخ ديالى ووثائق الأمن العامة في محافظة ديالى للتحقق من هذه الوقائع.

العلاقة مع قادة ثورة 14 تموز: كان الشيخ عطية على علاقة بعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف بحكم وجودهما في معسكر المنصورية في المقدادية، وكان فاضل عباس المهداوي يزوره بانتظام قبل ثورة 14 تموز عام 1958، وبعد الثورة ازدادت علاقته وثاقة مع رجال الثورة.

كان الشيخ عطية ووالده الشيخ علي المبارك نموذجًا للعطاء بلا حدود. من أبرز مساهماته:

  • تبرع بأراضٍ عامة: تبرع بـ 80 دونمًا من أرضه لإنشاء مقبرة المقدادية، التي ما زالت تُستخدم حتى اليوم.

  • إسهاماته في تطوير البنية التحتية: تبرع بأراضٍ لإنشاء محطة قطار بغداد-كركوك، مما ساهم في تحسين حركة النقل والاقتصاد المحلي.

 أن الشيخ عطية علي المبارك لم يكن مجرد شيخ عشيرة ذي نفوذ محلي، بل كان شخصية سياسية واجتماعية بارزة، تربطه علاقات قوية مع شخصيات نافذة في الدولة، ما مكّنه من التأثير في مجتمعه ومحيطه السياسي بشكل كبير.

شخصية الشيخ عطية: الكرم والشجاعة

كان الشيخ عطية رمزًا للكرم الذي لا يُضاهى. يتحدث عنه من عرفوه بأنه كان يقدم العطاء بسخاء قل نظيره، مما جعله محبوبًا من الجميع. يقول الخليفة عمر بن الخطاب: "ما أعطاه أبوك قد ذهب، ولكن كلام الناس يبقى يذكره". وينطبق هذا الوصف تمامًا على شخصية الشيخ عطية، إذ أن إرثه الأخلاقي بقي خالدًا.

عام 1982 كنا في الجبهه،، طلبنا مقاتلا يعرف يعمل الشاي وجدنا رجلا كان مرافق للشيخ عطيه حتى وفاته  يجلس معنا يتكلم عنه يعرفه أكثر من نفسه  لا يعجز عن الكلام لا تعبره اي شارده أو وارده عنه قراراته المشاكل علاقته بالآخرين وكنا بشوق أن نسمع ونبحث عن أدق الاسئله لمعرفة رجل ترك إرثا لايمكن لزمن أن يتجاوزه  ترك الكرم والجود  الذي لايمكن أن يتكرر

قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم                     
                   وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ

الاسطوره لايمكن الإلمام بكل جوانبها ولكنها تبقى على مدى الأيام حتوته الصغار ودرساً للكبار، اجد حروفي تبتعد لصياغه اي مفرده توصف هذا الرجل، هذه الحروف تضعف وهي في السفح لاترتقي لقمة جبل عال. 

يقال إن الرجل العظيم تظهر عظمته من يستخف ب مشاكل الحياة والتعامل معها لذلك كان  الاحترام والتبجيل من كل الناس. 

يقول الخليفه عمر ابن الخطاب ل سفانه بنت حاتم الطائي ما أعطاه ابوك قد ذهب ولكن كلام الناس سوف يبقى يذكره فالكرم أعلى مراحل الشجاعه وبه تبدأ وقدقيل يعطي بسخاء من عرف شعور الاحتياج. 

وكُـــــلُّ أمرٍ ... لهُ لابُدَّ عاقِبةٌ                          
                          وخيرُ أمركَ ما أحمدتَ عَقباهُ 
تلهو وللموت مُمسانا ومُصبحنا                        
                      من لم يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ

وهنا العاقبه هو الذكرى الجميله وما ترك من إرث لأهله. كان هذا الرجل يسرد لنا وهو في خشوع ويخاف أن تفوته سجيه لايذكرها ولو كل حياته سجايا خالده قول ارني الرجل الذي تتحدث عنه لاعرف من انت فكيف لرجل عاش كل حياته بالقرب من أيقونه شهربان بالكرم والسخاء.

أسطورة لا تُنسى

لم يكن الشيخ عطية مجرد رجل عادي، بل كان رمزًا للأمل والفرح في حياة أهله وأبناء مدينته. كل من تعامل معه شهد له بالوضوح والنزاهة، إذ كان صافي النية مثل أشعة الشمس التي لا تخفيها غيوم.

الكثير رحل وبعد فتره أصبح نسيا منسيا وأخذه النسيان ولازال شيخ عطيه عصيا على النسيان وهو اغنية فرح لكل محفل يبغي الحياة الجميله ولوحه فيها طلاسم  حب الامل والفرح فترك  لأبنائه وأحفاده قصيدة فخر  واهزوجه عز وجود. اقول الرجال الذين لايخشون من الحقيقه لأنهم في وضح النهار بدون اخفاء  ليس لديهم ما يخسرون لأنهم الق شفاف واضح للكل من غير مواربه أو غش وخداع كان واضحا كاشعة الشمس. 

كان شيخنا اعطى كل شي وأخذ كل ما أراد من الحياة كان يملك الكثير واعطى الكثير ليعيش الحياة التي اختارها صافيه نقيه غيره كتب على الماء وذهبت ولكنه نقش على جدار ومسله  يقراها الجميع. يا أسطورة حياة وحقيقة الوجود الاكثر يخفي ما يفعله ويتستر ويدعي خلاف ما يظهر ولكنك كنت فجرا  وضوءا لامعا لا يخفيه ليل أو ظلام.  

الشيخ عطية والكرم العربي الأصيل

يُعتبر الكرم من أرفع القيم الإنسانية، وكان الشيخ عطية من أوائل من جسّدوا هذه القيمة بأفعالهم. كان يرى أن الحياة تُعاش مرة واحدة فقط، لذا كان يمنح بسخاء كل من حوله، مؤمنًا بأن العطاء هو جوهر الإنسانية.

الكرم والشجاعة: وجهان للحياة الكريمة! لقد كان الشيخ عطية مثالاً حيًا لما يجب أن تكون عليه القيادة الحقيقية. لم تكن ثروته أو نفوذه هما ما جعلاه عظيمًا، بل كرمه وشجاعته التي ألهمت الجميع من حوله. كان يؤمن بأن الحياة تُعاش لتُعطي، وأن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أثره الطيب.

إن الحديث عن الكرم والشجاعة في سياق حياة الشيخ عطية يعيدنا إلى قيمنا العربية الأصيلة، تلك القيم التي بُنيت عليها حضارتنا. الكرم ليس مجرد عطاء مادي، بل هو فعل إنساني يحمل في طياته رسالة حب وتقدير للحياة وللآخرين.

من كبار مشايخ ديالى  عطيه علي المبارك
من كبار مشايخ ديالى عطية علي المبارك

الكرم مرتبه انسانيه لايصلها الابعض البشر وهو كان في الصف الأول منهم الشيخ عطيه تاريخ لم يكتب بعد ولعل أحفاده يسطرون مأثره. هذا الجبل الذي مر بدرابين شهربان وعرفته بساتينها الغناء الذي شارك الناس بها لم يمكن أن تعطيه حقه بكلمات قليله يقول أبو العتاهيه :-

أَنصِف هُديتَ إِذا ما كُنتَ مُنتَصِفاً.                      
                    لا تَرضَ لِلناسِ شَيئاً لَستَ تَرضاهُ. 

هل يمكن انصافه بهذه العجاله وهو سجل ومجلد من سلوك وقيم حملها من أسلاف العرب! لقد غرف من مفاتن الحياة كل ما أراد ولكنه أعطاها الشهامه والسخاء بلا حدود... احب الجمال والفن لأن الحياة نعيشها مره واحده وهذه فلسفه الكثير من العظماء في العالم يؤمن بها.

في الحياة هناك رجلا يمر واخر لم يولد بعد لهذا غاب منذ نصف قرن من يتمثل  بمثله ويكون على غرار هذا الشيخ الكبير. اكتب واعتذر أن أكون قادرا على الإلمام بكل جوانب شخصيته من رجل بسيط كان يخدمه.

رسالة للأجيال القادمة

إن قصة الشيخ عطية ليست مجرد حكاية عن رجل عاش في الماضي، بل هي إرث يعلّمنا كيف تكون الحياة أكثر عمقًا وتأثيرًا عندما تُبنى على العطاء والتواضع والقيم الأصيلة. يجب أن ندرك أن مثل هذه الشخصيات تمثل درسًا حيًا في أن القوة ليست فقط في النفوذ أو السلطة، بل في التأثير الإيجابي الذي تتركه على حياة الآخرين.

على الأجيال الجديدة أن تستلهم من هذه القصة معاني النبل والشجاعة والكرم. أن يكونوا أوفياء لإرث أجدادهم وأن يحملوا الراية بنفس القوة والإصرار، لأن المجتمعات لا تُبنى إلا على أكتاف الأفراد الذين يُضحّون ويعطون دون انتظار المقابل.

دعوة لحفظ التاريخ: التاريخ هو الشاهد الصامت على حياة العظماء، ومثل الشيخ عطية يجب أن يُوثّق في كتب ومقالات وسجلات تحكي للأجيال القادمة عن بطولاته وقيمه. لذا، من المهم أن تتضافر جهود الباحثين والمؤرخين للحفاظ على هذه السير الخالدة. فحفظ التاريخ هو حفظ للهوية، وهو السبيل الوحيد لضمان أن لا تُنسى مثل هذه الشخصيات.  

لماذا تبقى ذكراه خالدة؟ يبقى الشيخ عطية عصيًا على النسيان لأن حياته كانت لوحة فنية رسمتها أفعال العطاء والبساطة والوضوح. هو ليس مجرد اسم في قائمة الرجال العظماء، بل هو قصة متجددة تُلهم كل من يبحث عن معنى للحياة.

إرث خالد عبر الأجيال

بعد وفاة الشيخ عطية عام 1964، أقيم له تشييع رسمي مهيب حضره كبار رجال الدولة من سياسيين وعسكريين، في مشهد يعكس المكانة الكبيرة التي حظي بها. لم يكن الشيخ عطية ينتمي لعشيرته فقط، بل كان رمزًا لكل أبناء شهربان، تاركًا وراءه إرثًا غنيًا من القيم والمبادئ التي يجب أن تُنقل للأجيال القادمة.

الخاتمة:

الشيخ عطية لم يكن مجرد شخصية تاريخية، بل كان أسطورة خالدة في ذاكرة أهل شهربان. إرثه من الكرم والشجاعة سيظل منارةً تهدي الأجيال القادمة. إن الحديث عن الشيخ عطية هو درس في الإنسانية والنبل، وتذكير بأهمية القيم التي تجعل الإنسان خالدًا في ذاكرة الزمن.

رحم الله الشيخ عطية، وجعل ذكراه الطيبة نبراسًا لنا جميعًا.

أسئلة شائعة

google-playkhamsatmostaqltradent