recent
أخبار ساخنة

تحليل قصيدة "هو العراق" للشاعر الدكتور غزوان علي ناصر

Site Administration
الصفحة الرئيسية

تحليل قصيدة "هو العراق" للشاعر الدكتور غزوان علي ناصر

الموضوع والفكرة العامة

تُجسّد القصيدة حبّ العراق وعزّته وصموده رغم المحن والاحتلالات، وتؤكّد مكانته التاريخية والحضارية. يشيد الشاعر بصمود العراق أمام التحديات، ويرفض كل محاولات الغزو والهيمنة، مؤكدًا أن العراق سيظل شامخًا وأبيًّا رغم المصاعب.

تحليل قصيدة "هو العراق" للشاعر الدكتور غزوان علي ناصر
تحليل قصيدة "هو العراق" للشاعر الدكتور غزوان علي ناصر

تعكس القصيدة فخر الشاعر بوطنه العراق، حيث يصوره كرمز للشموخ والقوة رغم ما مر به من محن وويلات. يستهل الشاعر قصيدته بإبراز مكانة العراق التاريخية، فهو "الشامخ الهام فخرًا حين ينتسب"، ما يدل على أصالته وعراقته. كما يبرز دوره الحضاري منذ فجر التاريخ، مستحضرًا أمجاده القديمة من سومر إلى يومنا هذا.

يؤكد الشاعر على صمود العراق في وجه الغزاة، فهو "كالرمح منتصب في كفّ فارسه"، في إشارة إلى ثباته وعدم انحنائه للغزو والاحتلال. ويستخدم صورًا بلاغية قوية للتعبير عن صلابة العراقيين، مثل "خطواته النار"، ما يعكس قوة تأثيره واستمراريته رغم العواصف.

ينتقد الشاعر الخونة والمتآمرين، ويصفهم بأنهم ذيول بلا قيمة، في مقابل تأكيده على أن العراق وأبناءه المخلصين باقون. ويختم القصيدة برسالة تحدٍّ، مفادها أن العراق سيظل شامخًا رغم كيد الأعداء والخائنين، وستظل راياته خفاقة في وجه الريح.

تمتاز القصيدة بجزالة الألفاظ وقوة المعاني، وتوظيف الصور البيانية بمهارة، مما يجعلها قصيدة وطنية تمجد العراق وتؤكد خلوده في وجه التحديات.

تحليل الأبيات

🔹 البيت الأول والثاني

هوَ العراقُ بمـلء العينِ يتنصبُ / الشّامخُ الهامُ فخراً حينَ ينتسبُ
الشّاهقُ الحرُّ في زهوٍ وفي ألقٍ / رغمَ النّوازلِ لا يلوي بهِ التّعبُ
  • الشاعر يبدأ بتصوير العراق شامخًا عظيمًا، يمتلئ به البصر فخرًا، فلا تهزه الأزمات ولا تُضعفه المحن.
  • استخدم كلمتي الشامخ والحر ليؤكد العزة والكرامة.

🔹 البيت الثالث والرابع

ومذْ أطلَّ على الدّنيا بغـــــــرّتهِ / كانتْ شموساً وبالأنوارِ تنسكبُ
وإنّهُ واحـــــــــدُ الدّنيا وسيّدها / ومنْ بهِ تحفـــــلُ الأيّامُ والكتبُ
  • الشاعر يبرز قدم العراق وعراقته منذ بداية التاريخ، فهو نورٌ أضاء العالم بحضارته العريقة.
  • استخدم تعبير كانت شموسًا للدلالة على أن العراق مصدر إشعاع حضاري.

🔹 البيت الخامس والسادس

مرتْ عليهِ العوادي السّودِ فانحسرتْ / فما تمايلَ كلُّ الأرضِ تضطربُ
كالرّمحِ منتصبٌ في كفِّ فارسِهِ / يكسو المطاعينَ طعناً وهو مختضبُ
  • يوضح الشاعر كيف تجاوز العراق كل المحن، فلم يهتز رغم العواصف والأهوال.
  • تشبيه العراق بالرمح المنتصب في يد فارسٍ يعزز فكرة القوة والصمود.

🔹 البيت السابع والثامن

خطواتهُ النّارُ ماهبتْ وما عصفتْ / لو ضجَّ يوماً تناخى أهلهُ النّجبُ
يا مطلعَ الأنوارِ والأحلام يا بلــدي / يهفو لكَ القلبُ والأطيارُ والقصبُ
  • الشاعر يشبّه العراق بالنار التي لا تنطفئ، وعند الشدة ينهض أهله للدفاع عنه.
  • الصورة البلاغية في يهفو لك القلب والأطيار والقصب تعبر عن حب الجميع للعراق.

🔹 البيت التاسع والعاشر

قلْ للغزاةِ ومن كانوا لهم تبعـــــاً / يبقى العراقُ عصيّاً ليسَ يحتطبُ
في هذهِ الأرضُ قد قامتْ شواهدُنا / من سومرٍ لم تنلْ من أرضنا النّوبُ
  • رفض قاطع للغزاة والمتآمرين، فالعراق يبقى عصيًا على الطامعين.
  • ذكر سومر يربط الماضي بالحاضر، ليؤكد امتداد التاريخ العريق.

🔹 البيت الحادي عشر والثاني عشر

هذي بيارقُنا رفــــرافـــــــــة أبداً / وما تزالُ بوجــــــهِ الرّيحِ تلتهبُ
أهلُ الخيانةِ قد ماتتْ ضمائرهـم / لفرطِ خسّتهم لا ينفـــــــعُ العتبُ
  • صورة جميلة للبيارق التي لا تزال مرفرفة، رغم العواصف.
  • هجاء لاذع للخونة الذين باعوا وطنهم، فلا ينفع معهم العتاب.

🔹 البيت الثالث عشر والرابع عشر

نبقى ويمضونَ نحوَ الذلِّ مسلكهم / وإنْ تواروا باشكالٍ فهـــــم ذَنَبُ
  • تأكيد على بقاء العراق وأهله المخلصين، بينما يذهب الخونة للذل والهوان.
  • كلمة ذَنَبُ توحي بالاحتقار التام للخونة.

الأسلوب واللغة

يستخدم الشاعر صورًا بلاغية قوية للتعبير عن صلابة العراق، فيشبهه بالرمح المنتصب في كفّ فارسه، مما يعكس قوته وعزيمته. كما يبرز أن العراق لا يلين أمام العواصف، مستخدمًا تعبير "خطواته النار"، ليؤكد شدة بأسه وتأثيره. في المقابل، يهجو الخونة والمتخاذلين، ويصفهم بأنهم بلا قيمة، في إشارة إلى زوالهم أمام ثبات الوطن.
  • اللغة: فصيحة جزلة، تتسم بالفخامة والعزة.
  • الأسلوب: يجمع بين الأسلوب الخبري والإنشائي، مما يعزز التأثير العاطفي.
  • الصور البلاغية: استخدم الاستعارة والتشبيه بشكل مؤثر، مثل كالرّمحِ منتصبٌ، وخطواتهُ النّارُ.

قصيدة هو العراق.

*************
هوَ العراقُ بمـلء العينِ يتنصبُ                       
                         الشّامخُ الهامُ فخراً حينَ ينتسبُ

الشّاهقُ الحرُّ في زهوٍ وفي ألقٍ                        
                        رغمَ النّوازلِ لا يلوي بهِ التّعبُ

ومذْ أطلَّ على الدّنيا بغـــــــرّتهِ                       
                       كانتْ شموساً وبالأنوارِ تنسكبُ

وإنّهُ واحـــــــــدُ الدّنيا وسيّدها                        
                       ومنْ بهِ تحفـــــلُ الأيّامُ والكتبُ

مرتْ عليهِ العوادي السّودِ فانحسرتْ                
                      فما تمايلَ كلُّ الأرضِ تضطربُ

كالرّمحِ منتصبٌ في كفِّ فارسِهِ                      
                  يكسو المطاعينَ طعناً وهو مختضبُ

خطواتهُ النّارُ ماهبتْ وما عصفتْ                   
                      لو ضجَّ يوماً تناخى أهلهُ النّجبُ

يا مطلعَ الأنوارِ والأحلام يا بلــدي                  
                    يهفو لكَ القلبُ والأطيارُ والقصبُ

قلْ للغزاةِ ومن كانوا لهم تبعـــــاً                      
                      يبقى العراقُ عصيّاً ليسَ يحتطبُ

في هذهِ الأرضُ قد قامتْ شواهدُنا                    
                    من سومرٍ لم تنلْ من أرضنا النّوبُ

هذي بيارقُنا رفــــرافـــــــــة أبداً                       
                       وما تزالُ بوجــــــهِ الرّيحِ تلتهبُ

أهلُ الخيانةِ قد ماتتْ ضمائرهـم                        
                         لفرطِ خسّتهم لا ينفـــــــعُ العتبُ

نبقى ويمضونَ نحوَ الذلِّ مسلكهم                      
                       وإنْ تواروا باشكالٍ فهـــــم ذَنَبُ

الخاتمة:

القصيدة ملحمة وطنية تمجد العراق، وتعبر عن صموده رغم كل المحن، وتؤكد على مكانته الحضارية والتاريخية. رسالة الشاعر واضحة: العراق باقٍ مهما حاول الأعداء إسقاطه، والخونة مصيرهم الذل والهوان.

google-playkhamsatmostaqltradent