recent
أخبار ساخنة

اللواء الطبيب الدكتور أياد غائب القاسم الحساني" رموز شامخة من مدينتي شهربان.

Site Administration
الصفحة الرئيسية
اللواء الطبيب الدكتور أياد غائب القاسم الحساني" رموز شامخة من مدينتي شهربان.

اللواء الطبيب 
الدكتور أياد غائب القاسم الحساني

رموز شامخة من مدينتي شهربان. 

بقلم / إبن شهربان

ينبض يراع الكاتب إبن شهربان ليرسم لوحة فنية عن رمز من رموز شامخة من مدينتي شهربان، ويسطر سيرة حياة الراحل اللواء الطبيب الدكتور إياد غائب القاسم الحساني الذي رحل مبكراً مودعاً بدموع المحبين. 

لا تربطني بأل ملا غائب مجيد القاسم لحساني علاقة أياً كان نوعها، ليس هناك علاقة صداقة أو زمالة مع أحد من أفراد هذه العائلة الشهربانيه الاصيله.

فلم تجمعني بأحدٍ منهم مدرسة أو صف أو نادي، لم أتذكر أنني التقيت أو تحدثت مع أحد منهم طوال حياتي في مدينة شهربان في سوقها ومقاهيه. 

إنما التقيت مع بطل هذا المقال خارج مدينة شهربان مرتين او ثلاثه وبالصدفه، كانت غريبة في مكانها وتوقيتها ونتائجها كما سترون لاحقاَ . 

لم يحصل ان تحدثت مع أحد منهم غيره على الرغم من أني أعرفهم فرداً فردآ بالاسم واعرف مكان بيتهم القديم في محلة النجاجير وبيتهم الحديث في الحي العصري.

كنت أراهم في سوق شهربان ربما كل يوم واعرف والدهم المكافح وطريقة تربيتة لهم التي أساسها الأدب الفائق ومبادئها التفوق في الدراسة فكانوا فعلا عائله متميزة أدباً واخلاقاً وعلماً ... فهم عائلة المتفوقين أولاد وبنات.

الذي أريد الوصول له هنا هو ~ لا توجد بيننا مصلحه أيا كانت ولا توجد غاية أو مبرر لأن أبالغ أو أجامل أو أجافي الحقيقة عندما أكتب عن احداَ منهم لاتوجد محاباة أو سبب للتملق أو نفاق عندما أطري على أحداً منهم. 

فضلاً عن ذلك فأنا منذُ ثلاثة عقود اعيش خلف المحيطات وان احتمال أن أراهم أو التقي باحدٍ منهم شبه معدوم . الذي اريد قوله من هذه المقدمة انني عندما اكتب عنهم إنما هو رأيي الشخصي المحايد بهم.

أكتب عنهم بتجرد تام ولا يدفعني شيئاَ غير اصالتهم ورقيهم و تميزهم ونبوغهم وكبريائهم وانتمائهم الشهرباني الأصيل فهم فخراَ لها وهم من رموزها.

اللواء الطبيب الدكتور أياد غائب القاسم الحساني" رموز شامخة من مدينتي شهربان.

هناك في أعماق ذاكرتي تنام لمحه موجزه عمرها لا يتعدى الثواني بمقياس الزمن لكنها رافقتني طوال سنين عمري.

حين انمحت من ذاكرتي الكثير من تفاصيل وأحداث عمري الا ان تلك اللمحة بقت صامدة تقف امام عيوني اتذكرها بدون مناسبة أو مبرر واعز أو سبب ... 

هي حصلت في أحد أيام الستينيات من القرن الماضي حينما كنت طفلاً يافعاً (اتسكع) هناك ~ في سوق شهربان عندما ظهر أمامي في ذلك السوق شاب يرتدي دشداشة وستره على كتفيه هادئ وسيم الملامح نوراني يشع الذكاء والحلم من بين عينيه. 

عندها سألت الصديق الذي يمشي معي ... منو هذا ؟ 

هكذا كنا نسأل عندما نستفسر عن أحد. فرد علي صديقي بهذه الجملة المثيرة المسافرة معي (هذا هو الذي حفظ القاموس الانكليزي من الجلد للجلد. 

عندها سال لعاب الفضول ان اعرف من هو... عرفت بانه الطبيب العسكري النابغة أياد ملا غائب مجيد الحساني ... ومن تلك اللحظة العابرة في عمر الزمن سكن ذاكرتي هذا الإنسان المتفوق.

ربما هي عقدة قدحت عندي لتوها ولم اكن اعيها اني غرت (الغيرة) منه واني اتمنى ان اكون مثله .... اياَ كانت حالتي وعقدتها فإنه صار لي الإنسان القدوة وكم تمنيت أن أصبح مثله ... بعد ذلك صرت أراه باستمرار ... 

حين اتذكر هذا الإنسان المتميز في كل شيء العن الموت الأناني الانتقائي الذي قطفه منا وهو مازال كشجرة التين والزيتون أكلها ونتاجها من ثمار الجنه ... 

اللواء الطبيب الدكتور أياد غائب القاسم الحساني" رموز شامخة من مدينتي شهربان.

هل فعلا هذا الإنسان الباهر في كل شيء ينام تحت التراب ؟؟ كيف استقبل أهله خبر رحيله ؟ وكيف ينسوه مهما تعددت السنين ؟؟  

كيف هو حال رفيقة دربه وبناته وأولاده وأخواته واخوانه ... هناك نوعا نادراً من الناس غير قابل للتعويض كونه ببساطة لا يشبه غيره ورحيله يكسر القلوب مثل قوارير الكريستال، تتشظى وهي غير قابلة للتصليح. 

دكتور اياد القاسم واحد من هؤلاء ... الله خلقنا جميعا لكنه سبحانه ينتقي أفضلنا ويعجل بسفره ويبكر برحيله و النعم بالله ... يا حيف ...... 

مرت السنين بعد أن أنهيت دراسة الماجستير في كلية العلوم / جامعة بغداد التحقت لأداء الخدمة الإلزامية (خريج ماجستير مجند) وتم تنسيبي الى مديرية الامور الطبية وكان مقرها في منطقة الكرادة أو المسبح كما أتذكر.

حين ذهبت لاستلام كتاب تنسيبي الى احد المستشفيات العسكرية الذي حصل أن دخل هو إلى نفس الدائرة وكان في وقتها يحمل رتبة مقدم طبيب ... 

لقد رتبها الحظ بشكل لا يصدق... بأن طلبوا مني الدخول لاستلام كتابي من مدير الدائرة الطبية وحين دخلت كان هناك لسبب اجهله ... حين بادر إلى الكلام معي بدون مقدمات" اعتقد انا شايفك في شهربان . 

قلت نعم سيدي ... فقال هل انت تعرفني فقلت بدون تفكير" أنت الذي حفظ القاموس الانكليزي سيدي " فضحك من الاعماق وكنت أكاد أرى سنى ووهج فرحته يشع من بين عيونه ...... 

اللواء الطبيب الدكتور أياد غائب القاسم الحساني" رموز شامخة من مدينتي شهربان.

لن أدخل بالتفاصيل ... 

هي دقائق معدودة غيرت اتجاه رحلتي العسكرية فتم تحويل كتاب تنسيبي من مستشفى كركوك العسكري الى مستشفى معسكر سعد العسكري في مدينة بعقوبة ... 

بعد تنسيبي الى مستشفى سعد العسكري كنت اذهب في سيارة المختبر باستمرار الى مستشفى الرشيد العسكري- بغداد، لتحليل بعض عينات الدم لبعض المرضى من التي لا يمكن إجراؤها في مختبر معسكر سعد. 

كنت في كل مرة أزوره واسجل هنا أنه منعني من أداء التحية العسكرية له ومازلت أتذكر ابتسامته المشعة وهو يقول لي ... خلي التحيه هسه انت ابن ولايتي أدخل بدون التحية ومازلت اذكر اني رددت عليه .... 

سيدي سوف أؤدي التحية العسكرية ان وجدت أحدا معك!! فضحك من الاعماق"رحمك الله دكتور أياد الانسان المتواضع"

  • اللواء الطبيب إياد غائب القاسم هو أحد متفوقي طلبة مدارس شهربان الستينات ونجح في امتحان البكالوريا (نظام الخامس علمي) بتفوق ... 
  • في تلك السنين يوم لم تكن هناك دروس خصوصيه او ملازم ليتنافس مع جميع طلبة العراق على الخمسين (أو أكثر) مقعد في كلية طب جامعة بغداد وحصل عليه ايضاً حيث تم قبوله بسهولة وتخرج منها بتفوق … 
  • انتسب لطبابة الجيش العراقي وتدرج بالرتب إلى رتبة لواء- جراح أخصائي من جامعة لندن- بريطانيا يحمل شهادة اف أر سي أس (F..R.C.S) تم منحه درجة الاستشارية في العام ١٩٨٩م ... 
  • عمل لفترة طويله مدير شعبة الجراحة العامة في مستشفى الرشيد العسكري. أهل شهربان وتحديداً سكان محلة النجاجير يتذكرونه طالب عبقري ومجتهد للحد الذي حفظ القاموس الانكليزي كاملا ..... 

اللواء الطبيب الدكتور أياد غائب القاسم الحساني" رموز شامخة من مدينتي شهربان.

رحيله المبكر كان خسارة لا تعوض لبلده وأهله ..

الراحل اللواء الطبيب إياد غائب القاسم الحساني أبن عائلة شهربانيه معروفة، فوالده ملا غائب وجه شهرباني معروف وجده عبد المجيد كان قارئ للقرأن في جامع شهربان الكبير وصاحب صوت شجي تخشع له القلوب . 

له ثمانية من الأشقاء هم : 

اللواء احمد .. السيد محمد .. العميد الطيار حامد ... بطل العراق والعرب وآسيا برفع الأثقال محمود ... الاستاذ لطيف ... الدكتور بشار ... السيد ستار ... السيد عمار ... وله ثلاث شقيقات .. هن ثلاث نخلات سامقات بخيلاء في فضاء مدينة شهربان. 

الله الذي خلقه متميزاً وحده يعرف بما فعل لبلده وارشيف شعبة الجراحة العامة في مستشفى الرشيد العسكري وغيره من المستشفيات العسكرية للجيش العراقي يحتفظ بأسماء الالوف من العسكريين (ضباط ومراتب) الذين أنقذ حياتهم أو ضمد جراحهم هذا الإنسان النادر خلال أربعة عقود ونيف من حروب وطائفيات العراق المتواصله . 

فلهذا الانسان العبقري ضمير من ماء وقلب من زجاج وانامل من ذهب .. 

الراحل اللواء الطبيب إياد غائب القاسم الحساني رمز شامخ من مدينة شهربان . أهل شهربان لن ينسون رموزهم . مدينة شهربان تفتخر به ... الله يرحمه 

أختم منشوري بهذه الكلمات الحزينة النائحة التي قطفتها خلسة من صفحة أحدى بناته الأصايل بدون علمها (قرصنة مشاعر) .... 

{كنت سندي .. كنت اماني .. كنت الكتف الذي ارمي همومي واحزاني عليه .. كنت مصدر تفاؤلي وقوتي بالحياة .. كنت دافعاُ للنجاح والتقدم .. كنت قدوتي ومثلي الاعلى بالحياة وكـــنـــت (( الحيااااة )) ولا حياة من بعدك يا حبيب عمري 💔 مثواك الجنة يااااا رب بلا حساب ولا سابقة عذاب يا شهيد قلبي}.

الذهاب الى مقال أخر للكاتب من هنا

google-playkhamsatmostaqltradent