recent
أخبار ساخنة

كلمات النخوة "حمًيَر" وقصة القرية الجميلة

Site Administration
الصفحة الرئيسية

كلمات النخوة "حمًيَر" وقصة القرية الجميلة

بقلم خوام الزرفي.

كلمات نخوة" حَميَّر" كنا نتداولها وحَميَّر (فتح الحاء وتشديد الياء) " كل حَميَّر ما تلحكلك" هي كلمة (نخوه ) تقال ونتداولها في حديثنا. بقيت تلك المفردة راسخة في عقلي لهذه السنين. كما كتبها الاستاذ خوام الزرفي في مدونته.

كلمات النخوة "حمًيَر" وقصة القرية الجميلة
كلمات النخوة "حمًيَر" وقصة القرية الجميلة

كلمات النخوة "حمًيَر" كانت تُستخدم بين الناس كتعبير عن القوة والشجاعة. فهي تحمل معاني عميقة من النخوة، وكأنها تعبير عن صلابة الروح وإرادة التحدي. هذه الكلمة ما زالت عالقة في ذاكرة الكثيرين رغم مرور السنين.

قرية ضباب: ملاذ الطبيعة والحياة البسيطة

تتوسد قرية "ضباب" بين نهر ديالى وذراعي خريسان العاشقة، حيث تمتد على شريط ضيق بعرض 70 مترًا وطول 200 متر. كانت القرية تمثل نموذجًا للحياة البسيطة والهادئة.

بعد هجره طويله من العثمانيون وعملاءهم من شيوخ ... أناخو هنا في مكان قل نظيره!. في السنين السالفة وقبل عصر الانقلابات التي بعثرت المال وسفكت الدماء... في تلك الأيام (أيام الخير والأمان) لم يكن الماء يصل الى البيوت!.

خريسان يجاور كل دار في ضباب تخرج البنات صبحاً او عصراً يحملن ((المشربه)) على الأكتاف عموديا. الخروج من البيت الذي هو محراب عبادة وأغنية فيروزية! تلك الفسحة القليلة من الوقت التي يتمعن بها البنات للخروج؟

ماء خريسان؛ ماءً زلال من دون أي تعقيم. يملئ (حب البيت)، تلك قطرات ندى مع همسات طريق خجلى!... كان أفراد القرية كسالى وقت عملهم يبتدأ من نيسان لغاية أنتهاء الحاصل (جني الثمار وعادة يكون نهاية العام.

حياة القرويين: كان أهل القرية يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة، حيث كان المحصول هو المصدر الوحيد للدخل. لم تكن الوظائف الحكومية أو المهن الحضرية شائعة. حتى المهن مثل الحلاقة كانت مرتبطة بمواسم الحصاد.

الماء والنهر: كان ماء خريسان الزلال يُستخدم للشرب دون حاجة للتعقيم، وكانت النساء يخرجن يوميًا لجلب الماء في مشهد يحمل عفوية الحياة الريفية.

الاقتصاد الريفي: بين الزراعة والتكافل الاجتماعي

اعتمد اقتصاد القرية على المحصول السنوي، مما جعل القرويين يتسمون بالصبر والتكافل. كان العمل يبدأ من نيسان وحتى نهاية العام. في حال قلّت الموارد بسبب الظروف المناخية، كانت المشكلات تحل بروح من الأخوة لأن معظم السكان ينتمون إلى جذور عائلية واحدة.

حتى الحلاق الوافد كل شهر هذا ديدنه! كم حدثت مشاكل حين يقل الحاصل نتيجة ظروف مناخية مما يجعل المدين لا يفي بتعهداته ولكنها تزول لان اكثريه أبناء القرية من جد مشترك! الشهور؛ خاصه في الشتاء يتوسدون بهجة زمن وسط شلال عواطف صافيه لا أمطار سوداء فجرهم تكاسل؟ ليلهم تفاخر ببطولات تكون اغلبها خرافيه؟

كل الاقتصاد مختصر (بالمحصول) او الوارد لم تكن الوظائف او الجيش وغيرها معروف! المهن مقتصرة على "مقهى "وقصاب؛ هؤلاء يستلمون نقودهم عندما يبيع صاحب البستان ما جناه من ثماره نهاية العام.

البيئة الطبيعية: بين ظلال التين وديالى العذبة

كانت القرية غنية بالطبيعة الخلابة؛ ظلال أشجار التين والرمان والنخيل كانت ملاذًا من حرارة الصيف. أما شتاؤها، فكان يحمل غيومًا ناعمة كأنها حرير. ولم يكن للكهرباء أثر في ذلك الزمان، مما جعل الناس يعتمدون على العيون المائية الباردة لتبريد الفواكه وحفظها.

يحتمون من هجير صيفهم بظل أشجار متشابكه كانها غابات الأمازون! شتاء غيومه من حرير، وصيفهم تحت ظلال التين والرمان والبرتقال وباسقات النخيل. ليس جنه لعدن بل جنات! خريسان يرتدي أشجار الصفصاف وديالى تتوشح من شجر (الغَّرب) تكون صيفاً ملاذاً بارداً؛ يهرب إليه الناس (لا أثر للكهرباء لأنها لم تصل). أما عيون الماء من ضفاف ديالى الباردة جداً في الصيف فهي مكان لحفظ الفواكه.


كانت حياة بسيطة كانها انبساط سهل ممتد في نهايات الكون!. لا قلق أو تعب أو مصير مجهول والأمان مثل الأيام سياق متسق!!! فجر حلم هادئ تطرزه ضحكه أطفال سعيده وأماني شباب قريبه!!الغروب بوابة ليل حالم قمره يطل خجلا من وراء أشجار نخيل متشابكه وشمس غائبه تحجبها ظلال أشجار غناء!!!.

قصة الرجل العجوز والشيطان: رمز الشجاعة والنخوة

في إحدى ليالي الصيف، زعم أحد رجال القرية الذي تجاوز السبعين عامًا أنه أثناء نومه في مزرعته الصغيرة تعرض لزيارة الشيطان. قال إنه استيقظ ليجد الشيطان جالسًا على ساقه، فصرخ بكلمة "حَميَّر". لم تخلُ القصة من الطرافة، حيث قال له أحد المستمعين: "الشيطان يخاف من الحديد، فكيف تخاف منه؟

الجهة الشرقية من خريسان (مصفره) هكذا تسمى؛ تلك اليابسة المرتفعة عن النهر مساحتها اكثر من بساتين القرية! أحياناً يأتي شخص يزرع خضروات بواسطه (ناعور) يسحبه حيوان!. لم يفكر احد باستغلالها لعدم وجود مكائن سحب المياه ورفعها او ان الناس هنا كانوا يخجلون من زراعة هكذا زرع!!! ذهبت هذه الأراضي لإناس غرباء عن القرية..

رجل من القرية قد تجاوز 70 من العمر؛ عمل (خضره) مزرعة صغيره زرعها رقي (دبشي) أثار استغراب الأكثرية من أبناء القرية...!! كان ينام في هذه المزرعة؛ بعده مده من الزمن جاء الى المقهى وبدأ يسرد ما حدث له ليلاً.

فتحدث ذلك الرجل قائلاً: كنت نائماً! (الكل متنبه لحديثه)؛ لم أشعر إلاّ الشيطان قد جلس على ساقي؟

سحبت خنجري وصرخت (حَميَّر) رد علي الشيطان قائلاً:- "اليوم كل حَميَّر ما تلحكلك".

نظر أحدهم إليه باستغراب وقال: (انت لابس (بسطال) وكله بسامير والشيطان يخاف من الحديد انت خفت هذا مو شيطان)... بقت هذه الحادثة مجال تندر وكان صاحبها قد تعرض له الأطفال وشقاوتهم كثيراً ما يتضايق منهم، لكن كان الخنجر يحميه من مضايقاتهم!!.

قيم الماضي: البساطة والأخوة

رغم صعوبات الحياة، كانت قرية ضباب مليئة بالمحبة والبساطة. كان الأطفال يملؤون الأجواء بضحكاتهم، والشباب يعيشون أحلامهم القريبة، والشيوخ يتبادلون الحكايات تحت ظلال الأشجار.

هكذا كان زمن الطيبين!! نقول؛ الحب كالموت" الكل يسلكه" فاجعله طريقك الدائم لان للطريق نهاية !!. ساعة الرحيل ساعه سفر خالد  اذا حملت حب الآخرين والاهم حب الوطن!!. 

الله أعطانا العيون فلا نرى بأذاننا لكثرة العثرات في طريق الرحيل!!. نزع عباءة الضياع والتيهان وارتدي أجنحة الأمل!!. سد شدقت الحقد والضغينة لأنها عبث جنوني... وافتح محراب الأخوة والجيرة... واسجد بجنب أخيك نحو عالم الفضيلة والإنسانية!!.

اجترار مرارة الأيام تحبط مسرة الأيام ... اقلع مقبرة الصمت والماسي من حياتك ... لأنها حلوه وتعيشها مره واحده!!!. الحياة ابتسامه طفل؛ حلم شباب؛ تجربة شيوخ ~ عذوبة عشق خريسان الأبدي الأزلية غنج ديالى!!.

رحلوا وسوف نرحل ويرحل من بقى ولكن للأيام التي مضت أذان وعيون!! ويختلف عطر وشذى تلك الأيام عن صدى صوت بوم؛ الله يا وطني وتاريخك المعشوق!!!.

رسائل من الماضي: دروس في الحياة

  • الحب والأمل: الحب مثل الموت يسلكه الجميع، فليكن طريقًا دائمًا في حياتنا.
  • الوطنية: ساعة الرحيل هي ساعة الخلود إذا حملت حب الآخرين وحب الوطن.
  • القيم الإنسانية: نزع الحقد وارتداء أجنحة الأمل هما السبيل نحو حياة أفضل.

الخاتمة: قرية ضباب ليست مجرد مكان؛ إنها رمز للحياة البسيطة والقيم الأصيلة التي نفتقدها اليوم. تلك الذكريات، بما تحمله من عطر الماضي، تظل شاهدة على جمال الحياة التي عاشها الأجداد، معبرة عن تراثنا الثري وروحنا الإنسانية.


أسئلة شائعة

كلمات النخوة 'حمًيَر' كانت تُستخدم في قرية ضباب للتعبير عن الشجاعة والنخوة، وهي كلمة تُقال للتشجيع في المواقف الصعبة.

قرية ضباب تمثل نموذجًا للحياة الريفية البسيطة التي تعتمد على الزراعة ومصادر الطبيعة في توفير المياه والظلال. ..

هي قصة طريفة عن رجل زعم أنه واجه الشيطان أثناء نومه في مزرعته، واستخدم كلمات النخوة 'حمًيَر' للدفاع عن نفسه..

كانت النساء في قرية ضباب يجلبن ماء خريسان باستخدام 'المشربة' يوميًا، مما يعكس روح التعاون في المجتمع الريفي.

يعكس المقال أهمية القيم الأصيلة مثل الشجاعة، الأمل، والبساطة في حياة الناس في الماضي..

google-playkhamsatmostaqltradent