أكتوبر" والزمن الحاسم" وأختيار أجباري على الارض |
أكتوبر" والزمن الحاسم"
وأختيار أجباري على الارض
بقلم/ راسم العكيدي
اكتوبر تشرين الاول الشهر الفاصل والزمن الحاسم لامريكا تقابلها ايران واختارا ارض العراق ملعب لمباراة فاصلة.
مباراة خشنة لكل فريق جمهوره وادواته ولاعبيه فايران لها اسلوبها المعهود مع تغيير في الخطط لارباك حسابات امريكا.
ايران تلعب بخطة تشكيل حكومة عراقية تقف في وسط المسافة لكن ايران تطوق الحكومة العراقية باذرع سياسية تمنعها من الاقتراب من امريكا وتحيطها بفصائل مسلحة تمنعها من الخروج عن نطاق دائرة التاثير الايرانية وهو اسلوب امتلاك الحكومة ومعارضيها وقوة تهدد وجودها وتخدش شرعيتها لكي تدرك الحكومة انها لا تملك القرار الا بما ترسمه ايران وحلفائها في اسلوب المتمكن من صنع الازمة والقادر على فرض الحل.
امريكا باسلوب القوة من الاعلى والهيمنة على الجميع بسياسة التهديد والحماية لكنها امام وضع هي من خلقه فعلى الارض الهيمنة لايران كما في كل سوح الصراع الاقليمي حيث لايران ادواتها المؤثرة على الارض وتستفيد منها امريكا في تقنين الحراك وتثبيت الاوضاع لكنها في العراق فقدت زمام المبادرة ووجدت نفسها في الشهر الفاصل تفقد التحكم في التوازنات المؤثرة في الانتخابات .
أكتوبر" والزمن الحاسم
حكومة الكاظمي بدأت قوية لكنها اصطدمت بحزم لاذرع ايران وموقف امريكي يطالب ويفرض ويهدد لكنه على الارض مقيد وفي الجو له قوة لكنها اثبتت في كل الصراعات انها لا تحسم بل تعقد الاوضاع.
الكاظمي ادرك طبيعة الصراع وادواته وحدود زمنه في الشهر الفاصل فاعتبره زمن وقت مستقطع للعودة لمباراة يمكن تمديد وقتها الى نقطة لا حسم فيها بل يضطر الفريقان الى انتظار النتائج لدوري جديد.
الكاظمي اعلن ان علاقة الحكومة والكتل السياسية والفصائل مع ايران اعلى من علاقة المصالح مع امريكا وهو اعلان ازعج امريكا التي طلبت منه الحسم واكدت له دعمها لكن الكاظمي بتجربته التي تامل فيها المواقف الامريكية في العراق والمنطقة والعالم وهو موقف يدفع ويعلن الدعم وان حصل نصر تبناه وان حصلت خسارة تخلى عن تحملها وهادن المنتصر الى حين وترك الخاسر يدفع فاتورة الخسارة.
مع وجود كتل سياسية رشحت الكاظمي لكنها قيدته بمهمة لا يمكنه الحسم الا اذا اقترب من مصالح ونفوذ تلك الكتل وهي مهمة مقيدة وقد القت الكتل مسؤوليتها على الكاظمي وتقف الكتل خلف الفصائل المسلحة تتبرأ من العنف الذي حولته امريكا الى تهمة ارهاب لكن الكتل تدعم المقاومة التي تصفها امريكا بالارهاب في معادلة فوضى تديرها ايران لتعقيد الاوضاع لتمرير الهدف.
أختيار أجباري على الارض
الوقت المتبقي يحمل صدمة اعلامية يخلقها حدث تسعى امريكا لامتلاك صنعه وتسويقه وتسعى ايران لدفع اذرعها لمفاجئة تدفع امريكا لطلب التهدئة وتبدوا في وضع المهادن القلق من حدث يمتص زخم التاثير في الناخب الامريكي الذي يحرك مزاجه اعلام باحث عن الحدث والاثارة.
الكاظمي ادرك قواعد اللعبة وعرف ادواتها ويلعب معها بنفس اسلوبها فهو يلقي الكرة في ملعب الكتل السياسية تارة ويعيد الحجة على امريكا تارة ويناور مع ايران يطلب منها لجم اذرعها لانه يعرف دورها وايران تخبره بانه رئيس حكومة وقائد عام وان اخراج امريكا من المنطقة هو ليس واجب ايران وحدها بل تقع على العراق التزامات فيه وهي تهرب من الحل لان وقته ليس في صالحها بل التازيم يخدمها.
ويظل الجميع يتحرك في مساحته يخسر جزء ويعيده لكن لا يسمح بخسارة كل مساحته في مماطلة وتسويف ومناورة مكشوفة لمباراة تنتظر صافرة نتائج الانتخابات الامريكية لكي يبدأ كل طرف حسابات جديدة.
متابعة مقال الكاتب من هنا