شِّريعِة ~ تانج ~ بروانه الكبيره
بقلم /خوام الزرفي
مشكلة الكثير من الناس ليس النسيان ولكن كثرة الذكريات التي لها قلبا لا ينبض، الا في الليل!!
الاماكن القديمه قصص بلا لسان عندما تمر بها تثير شجون، تتكوم عقود من السنين أمامك تفترش رصيف قلبك لتقول هنا كانت حياة تصرخ بالمحبه والبهجه سحقتها عجلة هوجاء وتركتها دياراً مقفرةً موحشة.
بروانه الغافيه على ماء الكوثر، شعر رأسها تمشطه مياه ديالى، ورجليها يغسلهما نهر خريسان، القريه الهانئه العاشقه لبساتينها الحالمه بالمحبه!!
الماء يجري سريعاً قوياً يحمل احياناً فواكهاً يلقى بها من البساتين التي تكون قريبة من بيوتات الدراويش وحتى الخيار !!
أكثر الشباب يتوجه أليها أحياناً، بعد العودة من البساتين عند نهاية العمل ليغسل ويزيل ما علق به من تراب وعرق واخرى.
هناك لعب اخترعها الشباب لقضاء الوقت واخطرها (الـچلاق) يغطس اللاعب في الماء ليظهر فجاه وينقلب على ظهره وتكون ساقيه في الهواء ليهوي بها على الخصم !وكذلك الوثوب الى الماء أو ما يسمى (إزريج) أو (الدقله) تمر الساعات قصار على الشباب كانها لحظات احيانا تستمر الى مغيب الشمس!!
كانت لوحة جميله بالوانها الزاهيه والكثير ممن يسبح عارياً ولايجلب الانتباه وخاصه عندما يكون العدد قليل فقط مابين المعارف (العرف).
أما صباحا تكون الشمس تطل من وراء البساتين!! شرارة شوق احرقت سنين ونحن نمر بالقرب منها!! يا قنديل محبه علقت باهداب فرح عميق!!! كانت ايام نقائها طلاسم تناسقت بها البهجه وصفاء السريره!! يا تراتيل عفويه عاشت وبقت شذا عالقا في سماء الموده!!!!
هاجر خريسان الى حيث شاء الذين أرادوا، حمل معه مواسم الفرح والخير واصبح ماءه هنا أعواد مشانق لأحلام كانت فقيره !!
خريسان بعدت وحملت معك فرح الناس هل اتعبتك دوران الارض لتهرب عن احبابك ياعذاب الجروح على فراقك !!
أصبحت صرخه بلا صوت وأنت تهرب بعيداً !
يا شريعه الزمان كنت كالصابون تحتك بجميع الاوساخ ولكنها تبقى نظيفه وهكذا كنت!!