الفريق الطيار
صفاء شمس الدين خالص الچيچاني
" رموز وأعيان مدينة شهربان
Ibin Shahraban AH
سلسلة كتابات غن رموز وأعيان مدينة شهربان وشخصية اليوم هي عن سيرة وحياة الفريق الطيار صفاء شمس الدين خالص الچيچاني او الشيشاني، الداغستاني، شخصية فريدة بمحطات ومفردات التمييز.
من خلال مطالعاتي وجدت بان اغلب العوائل الشيشانية التي هجرتهم روسيا في القرن الثامن عشر هم ثوار ايديولوجيين و من قادة ثورة القفقاس وليس من عامة الناس.~
لذلك فان خصلة القيادة والتفوق لمن تبوئوا مواقع عسكرية في العراق والاردن واضحة عندهم حسب وجهة نظري الشخصية.
الشيشان ومنهم شيشان شهربان يتميزون بثلاث خصال وهي :
أولا : الولاء للبلد الذي اتخذوه وطنا بعد التهجير القسري والمهنية العالية في أداء وظائفهم بشكل احترافي مميز ..
وهذه الخصلة جلبت للبعض منهم الكثير من الاذى كلما تبدل نظام الحكم في بلد غير ديمقراطي وتبديل الحاكم لابد ان يتم بانقلاب ..
اذْ ان ولائهم في كل حقبة حكم سابق تعد من قبل الحكام الجدد كولاء للحاكم وليس ولاء للوطن ..
فعلى سبيل المثال الولاء البروتوكولي لحرفة العسكرية من الجنرال غازي الدغستاني قائد احدى الفرق العسكرية اثناء الحكم الملكي عد من قبل ثوار ١٤ تموز كولاء للملك ~ و هو ذات الولاء (الظاهر) الذي كان يبديه قادة الثورة للملك قبل الثورة وتاسيساَ على ذلك تم ادانته فحكمت عليه محكمة الشعب المشكلة انذاك بالإعدام إلا أن الحكم لم ينفذ فيه وأطلق سراحه فانتقل الى لندن وتوفي هناك في العام ١٩٦٦ ..
ولائهم للمهنة في حكم صدام حسين وتميزهم في أداء الواجب عد كولاء للحاكم وهكذا.
لكن من يقرأ التاريخ يعرف بانهم بشر مخلصين في اعمالهم ليس في العراق فقط انما في جميع البلدان التي اختاروها اوطاننا بعد التهجير وخير مثال هو شيشان الاردن حيث كانوا ومازالوا محل ثقة الشعب الاردني وحكومتة والعائلة المالكة وهم يشغلون مواقع قيادية خصوصا في الجيش الاردني ..
ثانياً : حبهم للعسكريه وتفوقهم فيها .. فكانوا قادة وضباطا متميزين وصلوا الى اعلى المراتب ..
- منهم محمد فاضل باشا الداغستاني والي الموصل في عهد الدولة العثمانية وقائد ومفتش لقواتها في العراق .. وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وظهور العراق كدولة كان قائد احدى الفرق العسكريه الثلاثة هو الجنرال غازي الداغستاني ..
- هكذا في كل العهود اللاحقه، شيشان العراق طيارين وأمراء الوية وقادة فرق عسكريه محترفين .. لذالك تجدهم حاضرين في مختلف مراحل تاريخ العراق الحديث ..
- تفتخر شهربان ~ التي اختاروها وطن منذ ان دخلوا العراق ~ بخدماتهم كضباط شجعان في الجيش العراقي البطل حيث سقط العديد منهم شهداء في ساحات المعارك ..
- في مجال التعليم فان كل شهرباني يعرف المربي محمود رجب عبدالله الداغستاني الذي اشرف على تربية اكثر من سبعه و عشرين جيلا من ابناء شهرباء و بعض قصباتها كمعلم ومدير مدرسه .. فضلا عن معلمين وتربويين عديدين غيره.
ثالثاً : حبهم للرياضه وتميزهم فيها وبكل صنوفها وتفتخر مدينة شهربان بعدد كبير من رياضييها الشيشان ..
والتفاصيل اللاحقة هي جزء بسيط من تميزهم الرياضي في شهربان لكنها عينة احصائية دالة لمن يريد الدليل - ملخص لشباب الشيشان الرياضي في شهربان.
- ١- سعد شمس الدين - لاحقاً فريق في الجيش العراقي.
- ٢- صفاء شمس الدين - لاحقاً فريق طيار .. بطل هذا المنشور.
- ٣- الاستاذ مظهر شمس الدين - لاحقاً مدرس انكليزي .. هو من مؤسسي نادي المقدادية الرياضي.
- ٤- محجوب يوسف - لاحقاَ مدرس تربية رياضية .. من مؤسسي نادي المقدادية الرياضي ورئيس النادي بعد الدكتور مؤيد .. رئيس اتحاد شباب المقدادية ورئيس منظمة الطلائع.
- ٥- علاء الدين شمس الدين - لاحقاَ موظف صحي زميلي في الصف.
- ٦- الدكتور مازن عبد الرحمن - لاحقاَ الدكتور و ابن اخت الشيخ شمس الدين .. والده عبدالرحمن حديث مدير مدرسة قديم .. مدرس التربية الرياصية في اعدادية المقدادية للبنين .. من مؤسسي نادي المقدادية الرياضي.
- ٧- مؤيد عبد الرحمن حديث - لاحقاَ الدكتور .. هو اول رئيس لنادي المقدادية الرياضي ورئيس اتحاد الدراجات العراقي في اللجنة الاولمبية ومن ثم رئيس اتحاد السباحة.
- ٨- منذر عبد الرحمن - لاحقاَ موظف صحي.
- ٩- قيس محمد سليمان - لاحقاَ الاستاذ .. رياضي ومدرس تربية رياضية في متوسطة الكندي وهو كذلك مشرف على المخيمات الكشفية التي كانت تقام في الصدور.
- ١٠- شامل كامل محمد - لاحقاَ الاستاذ الدكتور، رياضي معروف بالنسبة لفرق كرة القدم في المقدادية، ومدرس تربية رياضية وماجستير ودكتوراه في التربية الرياضية، المشرف على التدريب لمنتخبات الشباب بالاتحاد الاسيوي، عضو الاتحاد الاتحاد العالمي لكرة القدم الفيفا نائب رئيس الهيئة التطبيعية.
- ١١- يونس شعبان - لاحقاَ الاستاذ المرحوم .. معلم رياضة كانت مدرسته تشارك بالمهرجانات الرياضية رغم بعدها عن مركز المدينة حيث كانت قرية الججان تعد بعيد نسبياً في ذالك الوقت قياساً لهذه الظروف.
السيرة الذاتية للفريق الطيار صفاء شمس الدين خالص الشيشاني
- * ولد في قرية الشيشان (الچچان) / قضاء المقدادية بمحافظة ديالى في العام ١٩٤٢.
- * في العام ١٩٥٦ أكمل الدراسة الإبتدائية في مدرسة القرية، ثم أكمل المتوسطة والثانوية في ثانوية المقدادية للبنين في العام ١٩٦١.
- * في العام ١٩٦٢ التحق في كلية القوة الجوية العراقية - الدورة ١٤.
- * في العام ١٩٦٣ تم ايفاده الى المملكة المتحـــدة للتدريب حيث أكمل دورة الطيران ليتخرج منها برتبة ملازم طيار في العام ١٩٦٥ ليعود للعمل ضابط طيار في القوة الجوية العراقية لاكثر من الثلاثة عقود اللاحقة.
- * في العام ١٩٧٠ اوفد مرة ثانية الى المملكة المتحدة للمشاركة في دورة معلمي الطيران.
- * ثم بعدها أوفد الى فرنسا لدخول دورة تدريبية على الطائرة ألويت3 الفرنسية الصنع التي تعاقد عليها العراق.
- * أوفد الى المانية في الثمانييات من القرن الماضي للتعاقد على طائرة BO-105.
خلال مسيرة حياته الوظيفية تقلد عدة مناصب هامة
بعد عودة صفاء شمس الدين الى العراق تم تنسيبه بمنصب ضابط طياربالسرب الرابع - قاعدة الرشيد الجوية في بغداد عام 1965 ومارس الطيران على طائرة الهليكوبتر M-4 الروسية الصنع.
لكن بعد انقلاب 8 شباط 1963 والاطاحة بعبد الكريم قاسم، قرر الاتحاد السوفيتي مقاطعة العراق في مجال التسليح في حين كانت طائرة الهليكوبتر M-4 قد تهالكت وتحتاج الى قطع غيار.
قرر العراق وبرغبة من قائد القوة الجوية عارف عبدالرزاق التعاقد لشراء طائرات هليكوبتر بريطانية الصنع من إنتاج شركة WEST LAND وإسم الطائرة (WESSEX) تيمّناً بإسم إحدى المقاطعات البريطانية.
أستلم العراق 12 طائرة هليكوبتر ويسكس أثنان منها معدة للشخصيات المهمة VIP ، في المنتصف عام 1965 تباعاً بعد أن تم أرسال طيارين للتدريب عليها وعندما عادوا كان الملازم الطيار صفاء شمس الدين أحد المتدربين على هذه الطائرة ، ومن ثم فعال عليها.
في يوم 13 نيسان 1966 كلف السرب الرابع بنقل الرئيس العراقي عبدالسلام محمد عارف طائرات VIP وقد تحطمت الطائرة ويسكس التي كانت تقله وهو نفس سرب بطل المنشور ملازم طيار صفاء شمس الدين.
بعد هذا الحادث تم نقل السرب الرابع الى قاعدة كركوك وبقي مقر السرب هناك.
بعد أن أكمل صفاء شمس الدين دورة معلمي الطيران 1970 في أنكلترا بنجاح عاد الى الوطن.
تم تنسيب الملازم أول طيار صفاء شمس الدين أمر رف بالسرب الثلاثين والذي جهز حديثاً بطائرات جديدة الالويت 3 فرنسية الصنع. تم تنسيبة أمر رف ومعلم طيران في السرب الثلاثين حيث كان مقر السرب في بداية الامر بقاعدة المثنى ببغداد.
أنتقل السرب الثلاثين الى كركوك وشارك السرب في حرب الشمال 1974-1975 وقد أطلق على طائرة الالويت 3 تسمية ~الكوبرا الصفراء~ لفعاليتها في تلك الحرب، والمرونة في عملها في المناطق الجبلية.
من خلال عمل صفاء شمس الدين في السرب نفذ عملية السن الصخري في بداية السبعينات بطائرة الألويت 3 مستخدماً صواريخ AS-11 . وبكفاءة عالية.
تدرج بطل المنشور صفاء شمس الدين بسرب الثلاثين حتى من آمر رف الى معاون آمر السرب حتى تم تقليده منصب آمراً للسرب نفسه في العام 1976.
بعد كل تلك الكفاءة والمهنية العالية تم أنتخاب صفاء شمس الدين خالص الشيشاني في العام ١٩٧٩ أن يكون آمراً للسرب ١٠٥ الخاص وهو مكلف بواجبات رئاسة الجمهورية.
كان هذا السرب يسمى بالرف الجمهوري ومزود بطائرات متنوعة ومختلفة ومن هذه الانواع طائرة BO-105 وهي طائرة المانية المنشأ ، طائرة 214-ST أيطالية المنشأ، وطائرة SA 330 Puma فرنسية المنشأ، وفيما بعد تم تجهيز السرب بطائرة BK-117 المانية المنشأ.
لقد كان يتمتع بمهارة وقيادة جميع الطائرات المروحية التي يحتويها السرب لذلك كسب رضا ومحبة المسؤولين بمهارتة ومهنيته وأخلاقة العالية وتدرج بالرتب الى وصل الى رتبة عميد طيار من ثم الى رتبة لواء طيار.
تم توسعة ملاكات الرف الرئاسي في العام 1986 ليكون جناح طيران الخاص وكان العميد الطيار صفاء شمس الدين أمراً للجناح، وأستمر بالعمل بهذا المنصب لحين أن تم ترقيته ونقله ليتسلم منصب مدير طيران الجيش.
تم تكليف اللواء الطيار صفاء شمس الدين الشيشاني وتعينه ليكون مديراً لطيران الجيش 1993 - 1998 وعضواً في القيادة العامة للقوات المسلحة .. بعدها رقي الى رتبة فريق طيار.
تم نقل الفريق الطيارصفاء شمس الدين في العام 1998بعد رقي الى رتبة فريق طيار وعين مديرا لدائرة النخوة في رئاسة الجمهورية.
تلك المسيرة الحافلة بالانجارات المهنية على المستوى الشخصي والمهني سجلت محطتان من المحطات الكثيرة التي لايسعى هذا المقال لذكرها.
1. في العام ١٩٧٥، هبطت طائرة سمتية إيرانية في قاعدة المثنى الجوية، نتيجة خطأ ملاحي من قبل الطيار أو لسبب مجهول لا نعلمه، فتم تكليف صفاء شمس الدين بقيادتها وإعادتها الى إيران في حين هو لم يتدرب على هذه الطائرة سابقاً ، تسرب هذا الخبر الى الصحف العالمية، نشرت إحدى مجلات الطيران الأمريكية تفاصيل هذا الخبر، ذاكرة أن الطيار العرقي الرائد الطيار صفاء شمس الدين أعاد تلك الطائرة.
2. بداية أعوام الثمانينات تم إجراء قتال جوي ( تمرين كفاءة) بين طائرة ال BO-105 بقيادة الفريق صفاء~وكان حينها برتبة مقدم ~ وطائرة PC-7 بقيادة اللواء الطيار عادل سليمان فكان عرضاً جوياً مثيراً أبهر الحاضرين .. كان قتالاً خطراً وإحترافياً أظهر فيها الكفاءة والمهنية العالية لهاذين الصقرين التي يتمتعون بها.
3. ترجم عددا من الروايات والقصص الروسية من الإنكليزية الى العربية والتي تتناول الحياة القفقاسية والحروب الطاحنة التي دارت هناك دفاعا عن أرض القفقاس وسيادتها وحرية شعوبها ونشر بعضها في مجلة التضامن .
الفريق الطيار صفاء شمس الدين يتمتع بكفاءة مهنية ومهارات طيران قل نظيرها في سلاح الجو على مستوى دول العالم ..
أنه رجل شجاع قائد متمرس ومن فرسان ديالى والعراق .. وكما هي خصائل الفرسان عبر التاريخ هو رجل دمث الأخلاق ومقل في الكلام ومعروف بهذه الصفات بين منتسبي القوة الجوية وطيران الجيش العراقي.
إستشهد الفريق الطيار صفاء شمس الدين إثر مواجهة مفتعلة بين فريقين من المسلحين المجهولين اثناء العنف الطائفي في منطقة نفق الشرطة في العاصمة بغداد في الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الإثنين الموافق ٣٠ تموز ٢٠٠٧ ..
بعد أن أصابته طلقة قاتلة في رقبته أدت الى نزف شديد عندما كان ينتظر دوره لتعبئة حصته في محطة البانزين ..
حاول نجله الذي كان يصاحبه اسعافه وتنقل به بين عدد من مستشفيات بغداد فأبدت عجزها ! ففارق الحياة شهيدا في احضان بغداد التي دافع عنها ..
حضر مجلس فاتحته عدد كبير من شيوخ العشائر العراقية وضباط الجيش العراقي وقادته السابقين وجمع غفير من المواطنين.
الله حيهم ~ زلم شهربان وفرسانها .....
للذهاب الى مقال سابق للكاتب من هنا