واجبات فوق العادة
"الواجب الثاني"
مرافقة طائراتنا القاصفة خارج العراق
داود سلمان الشويلي
من مذكرات الكاتب داود سلمان الشويلي وواجبات فوق العادة" الواجب الثاني، ويتحدث عن مرافقة طاقم طائرة اليوشن لطائراتنا القاصفة خارج العراق.
في ليلة ما اتصل بي السيد أمر القاعدة وطلب مني تحميل الطائرتين بقنابل ستأتي في السيارة مع أفراد من قسم الأسلحة، وسيارات تزويد الطائرات بالوقود والهواء، والأوكسجين.
حملنا الطائرة، وجاء منتسبوا سرب جوي، أظن انه سرب القاصفات (TU-16) "الباجر"، أركبناهم معنا، وطرنا.
جلست مع صديقي الملاح وسألته الى أين وجهتنا فقال لا أعرف؟
بعد أن أكتمل التحميل الذي أشرفت علية وركوب مفرزة السرب، قفلت الابواب وبدأ الطيار بتشغيل الطائرة، أقلعت الطائرة من مدرج مطارH-3 وعرفت وجهتنا الى مطار صنعاء في اليمن.
هبطت طائرتنا في مطار صنعاء ليلاً، لم نغادر الطائرة بل بتنا ما تبقى من الليل في الطائرة، في اليوم التالي أقلعت طائرتنا من مطار صنعاء الى مطار في مدينة الحديدة.
عند هبوط طائرتنا في مطار الحديدة، وصلت طائرات الباجر الى المطار نفسه حيث كنا على موعد معهم، وهنالك كان تحطيط وتنسيق لهذا اللقاء، بقينا في مدينة الحديدة يومين كما أتذكر، كان مبيتنا في فندق داخل المدينة.
أذكر اني رأيت في ظهر ذلك اليوم اليمانيين وهم بأزيائهم الشعبية "الوزرة والقميص" ورأيت أكثرهم يحملون باقات القات المخدرة، وهي تشبه باقات الجت "البرسيم"، إذ في الليل تبدأ مجالس تخزين القات.
عندما أردنا أن نغادر المطار في المساء، تأخر طيراننا أكثر من نصف ساعة وذلك لأن مسؤول السيطرة كان في جلسة للقات مع أصدقائه، بعد فترة جاء الى القاعدة.
أتذكر ان الجندي اليماني الذين وقف حارسا على طائراتنا كان يحتذي "نعال اسفنج"، وبنطلون عسكري وفوقة "قمصلة" من ملابس العسكرين الروس،كانوا فقراء في كل شيء.
الطاقم الذي أشرف على انزالنا من الجو " أي مسؤولي السيطرة الجوية" هم طاقم انكليزي، إذ كل طواقم المطار هم من الانكليز.
وبعد تناول الفطور طرنا الى السعودية، فيما عادت طائرات الباجر الى العراق لأن مدرج القاعدة في جزيرة مصيرة ليس طويلا. مصيرة هي إحدى ولايات المنطقة الشرقية في سلطنة عمان.
عندما هبطنا في مطار الرياض هبط في الوقت نفسه أربع طائرات أمريكية من طائرات الانذار المبكر، أواكس.
لقد قدر الضباط الكبار الذين كانوا يرافقوننا بطائرة "جت ستار" أن طول مدرج مطار مصيره لا يكفي لطائراتنا المطلوب منها أن تنفذ واجب قصف جنوب ايران، ولهذا ألغي الواجب.
الكاتب والروائي ~ دواد سلمان الشويليمقال أخر للكاتب من هنا