المضمد~عبداللطيف
عبدالكريم عبدالستار
الكوادر الصحية التي خدمت
مدينة شهربان وقراها
Ibin Shahraban AH
اولا : السيد عبد اللطيف عبد الكريم عبد الستار (ابا سعد)
.. رأيت المضمد الانسان الرحيم السيد عبد اللطيف عبد الكريم لاول مره وعمري لا يتعدى السبعة سنين.
حينما أخذني والدي الى المستشفى بعد ان تعرضت لعضه من كلب غريب قابلني فجأةَ في البستان وأتجه نحوي بدون نباح، عض يدي لكني تمكنت ان اطرحه أرضاً، وبدأت بالصياح / الصراخ! طالباً النجده وبقيت جاثماِ عليه الى ان وصلتني النجده، فصلونا وكلانا مرعوب ... الكلب وانا ... لكون الكلب غريب ولكونه لا ينبح ...
والدي تصور بانه كلب مسعور(مجلوب) فعمل شيئين بوقت واحد ... الاول :
الشئ الثاني : والدي طلب من سائق العربانه التوجه بنا الى المستشفى العام وليس للسوق، لاخذ حقنة ضد السعار ...
مازلت افز كلما تذكرت وجعها في حينها .. بعدها ما دخلت المستشفى الجمهوري في شهربان الى يومنا هذا !!!
السيد عبد اللطيف عبد الكريم عبد الستار من مواليد شهربان ( محلة النجاجير ) في سنة ١٩١٢.
حيث كان يقوم باعمال التداوي وزرق الابر وعامل خدمه وحارس وموظف استقبال المرضى ومسؤول الذاتيه وفراش ويقوم بكل ما يتطلبه أي مستوصف صحي في الوقت الحالي ..........
كي تتصور الحسبه تصور كم مضمد وموظف وكم عامل يحتاجه مستوصف اليوم وتصور ايضاَ بان كل هذه الامور يقوم بها مضمد واحد مثل السيد عبد اللطيف.
في العام ١٩٤٨ تم نقله للعمل في مستوصف قرية الساده قرب بعقوبه وهناك تزوج من قرية نهر الشيخ من احد العوائل المعروفه، من عشيرة السعيدات.
في العام ١٩٥٢ نقل الى مدينة خانقين للعمل في مركزها الصحي وكان يعمل ايضا كمضمد زائر في قرية قره تو ........... في العام ١٩٥٥ نقل للعمل في مستشفى الخالص.
في العام ١٩٥٨ باشر العمل في مستشفى مدينته شهربان وكان كادرها الكامل هو طبيب واحد ومضمدين اثنين وكانت بناية المستشفى تحتوي على غرفة الطبيب وغرفة المضمد و ردهتين ~ واحده للرجال واخرى للنساء وغرفة صيدليه ........
في تلك السنين كان يتم تحضير الادويه في المستشفى من مركبات منفصله داخل المستشفى، حيث كانت الادويه توجد في علب كبيره ويتم خلطها حسب المقادير وصنع دواء معين منها ؟
السيد عبد اللطيف له معرفه بكل التفاصيل في تركيبات الادويه وهو من يحضرها لسنين عديده.
من الاطباء الذين عمل معهم واحد من افضل الاطباء لدى اهل شهربان واحبهم الى قلوبهم، هو الدكتور ثامر لطفي (رحمه الله) ولشدة تعلقهم بهذا الطبيب الانسان كان الكثير من عوائل شهربان تعلق صورته على جدران غرف الضيوف في بيوتهم.
لقد احب الدكتور ثامر لطفي المضمد الصحي المتميز السيد عبد اللطيف واقتنع بمهنيته فاولاه ثقته المطلقه، الى الحد الذي كان يوصي مرضاه قائلا لهم عندما لا اكون موجود فأن ابو سعد هو الدكتور مكاني .
لقد خدم هذا الانسان المثابر مدينة شهربان واهلها وقراها، هذا الانسان المتقن لمهنته الى حد التفاصيل الصغيره، الانسان الدقيق الذي كان يعمل بنكران الذات عند النمل، وبدقة واتقان النحل الذي يندر ان تسمع صوته، الذي يدمن العمل ولا يعرف الثرثره ....
لقد خدم جميع ابناء ديالى وشهربان بشكل خاص، يشهد له كل من كانت له حاجه من خدمه علاجيه في المستشفى حيث كان يتفانى في خدمة الناس المرضى ...
علما بان شقيقه ... السيد كامل عبد الكريم والمتوفي سنة ١٩٥٨ كان أيضا مضمد يعمل في مستشفى شهربان عمل فيها منذ تأسيسها.
احبتي واصدقائي اهل شهربان ... السيد عبد االطيف المضمد خدمنا لاربعة عقود من الزمن ... لنتذكره ونترحم عليه ولمن عنده أي ذكرى عنه او تفاصيل ليشاركنا بها ... الرحمه على الانسان النادر ابو سعد.
*شكر وتقدير لصديقي العزيز سعد عبد اللطيف على التفاصيل لسيرة بطل المنشور الراحل عبد اللطيف عبد الكريم عبد الستار.