الشاعر
عبد الوهاب البياتي
شخصية من بلادي
الكاتب والباحث
موفق الربيعي
من ضمن الشخصيات المهمة وذات الريادة في الأدب العربي والعالمي المعاصر الشاعر عبد الوهاب البياتي في سطور شخصية من بلادي.
ذكرت السيدة ميسون البياتي ان الشاعر عبد الوهاب احمد جمعه البياتي ولد عام 1926 في بغداد / محلة باب الشيخ.
منذ طفولته المبكره أظهر شخصية قويه وإعتداداً بالنفس والرأي.
• حين انهى دراسته الثانويه تقدم للقبول في الكلية العسكرية العراقيه وقبل فيها وداوم فترة قصيره لكنه سرعان ما ترك الدراسة فيها لأنه وجد ان حياة العسكريه لا تلبي حاجاته الفكريه.
• إنتسب في نفس العام الى دار المعلمين العاليه – قسم اللغة العربيه وكان من زملاء دورته كل من : نازك الملائكه - بدر شاكر السياب- لميعه عباس عماره - عبد الرزاق عبد الواحد.
• بدأ بكتابة الشعر، وكان هو ونازك الملائكه وبدر شاكر السياب الثلاثه أصحاب الرياده في الأدب العربي الذين كتبوا الشعر الحر.
• تخرج من دار المعلمين العاليه عام 1950 وعمل حتى عام 1954 بتدريس اللغة العربيه كما كتب ونشر في نفس الفتره في "مجلة الثقافه الجديده التي سرعان ما أغلقت بسبب نزعتها الشيوعيه، وتم فصل البياتي من عمله التدريسي.
• بعد انقلاب تموز 1958 العسكري تم تعيينه ملحقاً ثقافياً في السفارة العراقيه في موسكو فقام في نفس الفتره بتدريس اللغة العربيه في جامعة موسكو، وعمل باحثاً علمياً في جامعة روسيا الصديقه للشعوب.
• بوقوع إنقلاب 1963 في العراق تم فصل البياتي من عمله في السفارة العراقيه في موسكو وتوجيه الأمر له للعوده الفوريه الى بغداد، حين رفض العوده صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام وسحبت منه الجنسيه العراقيه، قام الحرس القومي بإعتقال والده وجميع أخوته وزجهم في المعتقلات عدة أشهر قبل الإفراج عنهم.
• خلال هذه الفتره من الستينات كان جمال عبد الناصر قد تحول الى الإشتراكيه وتربطه علاقات وطيده مع الإتحاد السوفييتي وبالتنسيق بين البلدين سافر البياتي من موسكو الى القاهره ليقيم فيها كلاجيء عربي لا يحمل جنسيه.
• بعد وقوع انقلاب تموز 1968 في العراق شكلت حكومة العراق الجديده لجنة من الأدباء برئاسة الأستاذ الشاعر حميد سعيد وتم إيفادهم خارج العراق في جوله لمصالحة الأدباء والشعراء المغضوب عليهم من قبل الحكومة السابقه وإعادتهم الى العراق.
هكذا أعيد البياتي الى العراق في إستقبال مهيب حيث أعيدت له جنسيته وحقوقه وتم تعيينه مستشاراً لوزير الثقافة والإعلام.
• في العام 1978 تم تعيين الشاعر عبد الوهاب البياتي ملحقاً ثقافياً في السفاره العراقيه في مدريد / إسبانيا وبقي في هذا العمل حتى بلوغه السن القانونيه للإحاله على التقاعد عام 1991.
• في إسبانيا تمت معاملته من قبل مثقفيها وكأنه أحد الأدباء الإسبان البارزين حيث ترجمت دواوينه إلى الإسبانية، وكان يعطي الكثير من المحاضرات في جامعة مدريد.
تجمع حوله مثقفون عرب واسبان وأمريكيون لاتينيون أمثال "بدرو مارتينيث مونتابيث "كارمن رويث برابو "فدريكو أربوس "الناقد المصري الدكتور خالد سالم "الشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي "القاص والشاعر أنطونيو غالا.
حتى اليوم يوجد في مدريد شارع ومكتبه عامه تمت تسميتهما بإسم عبدالوهاب البياتي.
• بعد شهرين من عودته الى بغداد بعد إحالته على التقاعد عام 1991 وقعت الحرب الأمريكيه الأولى على العراق، وأثناء عمليات القصف توفيت إبنته السيده "ناديه عبد الوهاب وهي في زهرة العمر تاركة ورائها 4 طفلات، كانت تعيش مع زوجها واطفالها في الولايات المتحده.
فقامت وزارة الخارجيه العراقيه بتسهيل مهمة وصول والدها عبد الوهاب البياتي من بغداد الى الولايات المتحده أثناء فترة القصف لحضور تشييع إبنته، كان موتها المفاجيء سبباً في دخول والدها عبدالوهاب البياتي بدوامة من الحزن العميق رافقته حتى موته.
• عام 1993 وجهت الدعوه الى الشاعرين عبد الوهاب البياتي ومحمد مهدي الجواهري لحضور مهرجان الجنادريه في المملكه العربيه السعوديه، حين لبيا الدعوه ، نشرت صحيفة بابل التي يملكها عدي صدام حسين رئيس التجمع الثقافي في العراق انذاك خبر سحب الجنسية العراقية من كليهما.
واجه البياتي الأمر بالصمت وعدم الإهتمام وعاش في الأردن / عمّان مواصلاً نشاطاته الأدبيه والثقافيه، لكن الجهات الأمنيه في العراق بقيت تراقب تحركاته وتجمع المعلومات عنه وتتابع أخوته وعائلته في محاوله لمضايقته والإضرار به وإشتدت تلك المتابعه بين عامي 1997 - 1998 مما دفعه الى تغيير مقر إقامته من الأردن الى سوريا.
• للبياتي 31 كتاب منشور أكثر من نصفها دواوين شعر والباقي دراسات ومسرحيات وكتابات نقديه في الأدب.
• يوم 3 آب 1999 كان خبر وفاة الشاعر عبد الوهاب البياتي يتصدر جميع نشرات الأخبار العربيه وأغلب نشرات الأخبار في العالم .
أقيم للشاعر عبدالوهاب البياتي مجلس عزاء في جامع الجندي المجهول، وقد تم ابلاغ أهل الشاعر عبدالوهاب البياتي أن قرار سحب الجنسية العراقيه منه لم يكن حقيقياً وإنما هو مجرد خبر عابر نشرته جريدة بابل.
• يرقد الشاعر عبد الوهاب البياتي اليوم في مقبرة محي الدين ابن عربي في دمشق الى جانب الشاعر محمد مهدي الجواهري والشاعر نزار قباني.