القاضي داوود سمرة من ابرز القضاة في العهد الملكي.
من كتاب شخصية من بلادي للكاتب موفق الربيعي. شخصيتنا هي القاضي داوود سمرة وهو من ابرز القضاة الذين عملوا في العهد الملكي. الكاتب والباحث/ موفق الربيعي.
ولد القاضي داوود بن حسقيل بن شوعة سمرة في 8 كانون الأول من عام 1878 من آسرة يهودية في العاصمة بغداد. واستمر داوود سمرة ساكناً في بغداد ولم يغادر العراق منذ ولادته وحتى وفاته في العام 1960.
درس القاضي داوود سمرة في بغداد دراسته الأولية ومن ثم انتقل إلى إسطنبول لدراسة الحقوق فأتمها بعد أن نال شهادتها وعاد إلى بغداد.
يعتبر القاضي داوود سمرة شيخ القانونيين وإمام المشرعين والحقوقيين، إذ أن له باع وخبرة طويلة في المجال والأمور القانونية.
• شغل القاضي داوود سمرة عدة مناصب وتدرج فيها وفي سلمها الوظيفي.
- - نال عضوية استئناف الموصل وكذلك بغداد وتم تعيينه عام 1918 حاكما في محكمة البدائة.
- - عين حاكماً في محكمة استئناف العراق عام 1919.
- - نائبا لرئيس محكمة استئناف العراق منذ العام 1923 حتى منتصف الثلاثينيات.
- - اختير عضوا في محكمة تمييز العراق واستمر في العضوية اكثر من 15 عام.
- - أخيراً شغل منصب نائبا لرئيس محكمة تمييز العراق حتى اندلاع ثورة 14 تموز 1958.
أستاذ في كلية الحقوق منذ بداية تأسيسها حيث كان يدرس شرح قانون أصول المحاكمات الحقوقية وقانون الأجراء وشرح قانون أحكام الصلح وله مؤلفات وأبحاث في اختصاصه.
عمل في ديوان التدوين القانوني (مجلس شورى الدولة). حيث كان له دور في كتابة قانون الحكام والقضاة رقم (31) لسنة 1929. والقانون الذي حل محله القانون رقم 27 لسنة 1945. وقانون الخدمة القضائية رقم (58) لسنة 1956. والقانون المدني رقم (41) لسنة 1951. وقانون المرافعات المدنية والتجارية رقم (88) لسنة 1956.
كان له دور في كتابة أول دستور عراقي لسنة 1925 وفي التعديل الأول للدستور الذي صدر في السنة الاولى لتطبيق الدستور.
تولى التدريس في مدرسة الحقوق منذ تأسيسها وحتى بعد تحويلها إلى كلية الحقوق، لسنوات عديدة.
تولى تدريس عدة مواد أهمها المرافعات وأصول المحاكمات الحقوقية والتنفيذ والقانون المدني وسواها من فروع القانون كقانون الإجراء، وقانون أحكام الصلح.
أفاد داوود سمرة طلابه لعدة اعتبارات أهمها:
- معلوماته في الشريعة الإسلامية التي كان يقضي بموجب أحكامها. إذ كانت مجلة الأحكام العدلية هي المرجع في الأحكام حتى عام 1955. واطلاعه على القوانين الغربية بسبب أجادته اللغة الإنكليزية وإلمامه العام باللغات الأوربية.
- جمعه بين معلوماته النظرية للدراسة مع الجانب العملي باعتباره قاضياً.
يتقن داوود سمرة لغات عدة مع اللغة العربية مثل (التركية والعبرية والفرنسية والإنجليزية).
كان لداوود سمرة مجلس ثقافي عام يعقده في داره ببغداد. تناقش فيه مختلف المواضيع من لغة وتاريخ وثقافة وأدب وفلسفة وموروث شعبي وفقه إسلامي. فمجلسه من المجالس المتميزة في بغداد، حيث يتردد إليه أهل الأدب وأصحاب القانون و الثقافة العامة.
ومما كان يثري مجلسه قدرته تضلعه في أحكام الشريعة والفقه الإسلامي بحكم دراسته لها وتوليه القضاء على وفق أحكامها الفقهية في النزاعات والخصومات إذ أنها أساس القوانين العثمانية والدولة العراقية حتى عام 1955.
وتظهر ثقافته واضحة من المواضيع التي يتم مناقشتها في مجلسه البغدادي كالفلسفة اليونانية وتاريخ العالم. والمعتزلة والمتصوفة وأخوان الصفا والتاريخ العباسي والعثماني والشعر والأدب وعلم الاجتماع. وعلم الكلام والمنطق والجدل والأفكار الفقهية للمدارس الإسلامية وسواها.
كما ان داوود سمرة يتميز بفلسفته القانونية والقضائية التي برع فيها أكثر من غيرها.
كرم داوود سمرة من قبل الملك فيصل الأول بوسام الرافدين من الدرجة الرابعة ومن النوع المدني.
كان داوود سمرة احد أعمدة القانون العراقية والواحة القانونية والمرجع لكثير من طلبة الحقوق وأستاذهم الأول. وتخرج علي يده عدد غفير من طلبة الحقوق. والذين صاروا أساتذة الحقوق وأعلام القانون في ما بعد.
• مؤلفات القاضي داوود سمرة.
كتب القاضي داوود سمرة مصنفات ومؤلفات كثيرة في القانون ومنها:
- - شرح قانون الجزاء.
- - شرح قانون الإجراء.
- - شرح قانون أصول المحاكمات الحقوقية .
- - شرح قانون المحاكم العلمية.
- - قانون حكام الصلح المؤقت و ما يتعلق به من الأنظمة والبيانات.
- - مذكرات داود سمرة نائب رئيس محكمة تمييز العراق سابقاً.
توفى القاضي داوود سمرة بعد أن ذاع صيته من خلال خدمته في العهد الملكي ويعد ابرز قاضي في تلك الحقبة الزمنية . توفي داوود سمرة في بغداد رحمه الله عام 1960.