قلب قواعد التحليل
للحصول على نتائج أفضل
لا تتوقف عند أي مشكلة تواجهك بالحياة، بل حاول أن تجد الحلول ليست هنالك مشكلة دون حل وللحصول على نتائج أفضل عليك قلب قواعد التحليل بشكل معاكس.
واليكم هذه القصة التي حدثت في الحرب العالمية الثانية وكيف كان التعامل معها لحل تلك المشاكل بحقائق وقواعد تحليل سليمة.
عندما تحولت صفحات الحرب العالمية الثانية من حرب مواجهة على جبهات القتال الى حرب جوية باستخدام عدد كبير من الطائرات للاغارة على المعسكرات والمدن الصناعية للتأثير والضرر لاجبار العدو على أيقاف الحرب.
تم تشخيص مشاكل من قبل القوات الجوية البريطانية، أن حملة الطائرات المكثفة للهجوم على المعسكرات والمدن الالمانية، أن تلك الطائرات تتعرض لها قذائف الدفاع الجوي الالمانية وتوقع خسائر كبيرة.
لقد كانت الخسائر بالطائرات كبيرة وأن نصف الطائرات تسقط ولا تعود الى مطارتها، والطائرات التي تعود سالمة لاتخلو من الاصابة في أماكن من متفرقة من جسم الطائرة.
للتقليل من تلك الخسائر فكر مهندسي سلاح الطيران في أيجاد الحلول وقد توصلوا الى أن الطائرات بحاجة الى دروع من الحديد في أسفل بدن الطائرة ليحميها من قذائف الدفاع الجوي والرصاص.
لكن تلك الفكرة في تدريع الطائرة قد واجهتها عواقب ومشاكل، إن تدعيم الطائرة بالكامل سوف يزيد من وزنها ويجعل الطائرة ثقيلة مما سيحد من مناورتها وتحتاج الى جهود أكبر وصرفيات وقود أكثر لادائها.
والسبب الاخر الذي وقف عائقاً هو افتقارهم للامكانيات العلمية الدقيقة وكذلك الوقت اللازم للانجاز، لذلك كان الحل الامثل هو تخمين المناطق الواهنة والضعيفة التي تحتاج لتدعيمها بالدروع، وذلك بأستخدام الدليل المنطقي.
بدأت الدراسة على الطائرات العائدة من المعركة أن جل أصابتها وأثارها هي تقع في اسفل الجناحين ومنتصف الطئرة بشكل كثيف، وبدرجة أقل بجناح الطائرة الخلفي، في حين أسفل كابينة الطيار والذيل لم تتعرض للاصابة.
بعد نتائج تلك الدراسة توصلوا الى أن أماكن تدعيم الطائرة بالدروع هي الجناح ومنتصف الطائرة، وهي الاماكن التي كما بدا لهم أنه يسهل أصابتها.
تم المباشرة بالعمل وتدعيم جديد للطائرات بحيث لاتؤثر على أمكانياتها، ترقب المهندسين النتائج، فكانت المفاجئة؛ لم يحدث أي تغيير، لازالت أغلب الطائرات تسقط، والقليل منها يعود سالماً؛ إذن اين الخلل؟
لذا قررت قيادة الجيش الاستعانة بعلماء من خارج التخصص؛ ووقع اختيارهم على العالم ابراهام والد (Abraham Wald)، وهو عالم رياضيات نمساوي، هرب من فيينا بسبب الحرب، وفقد الكثير من افراد اسرته على يد النازيين.
بعد أن قام العالم ابراهام والد بالدراسة المستفيضة؛ وجد ببساطة أن المهندسين قد أستخدموا منطقاً معكوساً للنظر بتلك المسألة، لقد قلب الطاولة، وهنا كانت المفاجأه! الثاني.
لقد أخبر والت المهندسين بأن الطائرات التي تلقت الرصاص بالاجنحة ومنتصف البدن، هي الطائرات التي عادت ببساطة، اي انها تحملت هذه الاصابة ولم تسقط.
بينما الطائرات التي تكون أصابتها في كابينة الطيار أو في مجموعة الذيل هي الطائرات التي سقطت، مما يدل على أن هذه هي المناطق الواهية والهشة بالفعل، وهي التي تحتاج الى تدعيمها بالدروع الفولاذية.
تم تنفيذ هذه الفكرة وتدعيم تلك المناطق بالطائرة التي أشار إليها عالم الرياضيات والت فكانت تلك المناطق السليمة للتدعيم بالدروع، فكانت النتائج والفكرة أثبتت صحتها بحيث أرتفعت نسبة الطائرات الناجية بشكل كبير، فتم تطبيق هذا المبدأ على بقية أسلحة الجيش.
أصبحت هذه القصة بعد ذلك نموذجاً لما يسمى:-
بتحيز الاختيار (Selection bias)، الذي يعني أن تحليل المعلومات قد يخضع لعملية انتقائية بناء على معطيات غير دقيقة وذلك يؤدي إلى نتائج غير صحيحة.
أطلقوا على هذا النوع: تحيز البقاء على قيد الحياة (Survivorship bias) وكان لهذا أثر كبير في كثير من العلوم بعد ذلك.
تلك التجارب والحلول يمكن أستخدامها في حياتنا اليومية حتى في المشاكل العائلية تضع نفسك بمكان خصمك وتفكر بما هو يفكر ستصل الى الحل بسهولة...
الذهاب الى مقال اخر من هنا