أملك وحرمان أمير يملك الجاه والمال" كتب عن الحرمان والبؤس.
أغنية سمراء يا حلم الطفولة. كتب كلمات الأغنية أمير من أمراء الخليج يملك المال لكن كلماتها عن الحرمان والبؤس. كلمات هذه الأغنية أنشدها عبد الحليم حافظ في الستينيات من القرن الماضي. من ميثولوجيا الأساطير حتى الأحمق يكون بالمال عملاقاً (ديستوفيسكي).
سمراء يا حلم الطفولة
يا منية النفس العليلة
كيف الوصول إلى حماك
وليس لي بالأمر حيلة
أمير يملك المال" كتب عن الحرمان. |
الغرابة أن الدكتور طه حسين كتب مقال عن هذه الأغنية (أملك وحرمان) عندما أن كاتب هذه الأغنية هو أمير من أسرة ملكية بالخليج. كانت المقالة تحمل علامات التعجب كيف لابن الملوك أن تأتي كلماته فيها من الحرمان ويتحسر بلوعة. عن شيءٍ يستطيع أن يشتريه وهو يملك الدنيا. لكنها العفة والنقاء والأخلاق تمنعه من ذلك.
بعد الاحتلال اصبح يملك المال بالحرام دون الحلال.
بعد الاحتلال كان المال سائباً في دوائر الدولة أصبح يملك المال من الحرام. ونهب منَّ نهب وفسد منَّ فسد. بعد ذلك زور وسرق وارتشى وباع سلاح والقائمة طويلة. كلنا نعرفهم يعيشون في وسطنا لا يملكون شروى نقير (ماكلهم الهبري).
يعيشون في فقر مدقع (والفقر ليس عيبا أو مسبة) ولكن الحال الذي وصلوه وتأثيرهم السيئ في حياة الناس. الذي أصبح مرض وسرطان يأكل كل صحيح ويغير موروث وقيم عاشت بيننا مئات السنين. مثلما اغتنوا بكل السبل الغير شريفه هم اليوم يشترون ذمم وحاجات الناس بطرق ملتوية.
هناك مقوله قديمه تقول. المال خادم جيد لكنه سيد فاسد. لذلك حول المال هذه الطبقة الجديدة الغريبة في مجتمعنا الى طبقه فاسده غير منتجة. تبحث عن مغانم بعيداً عن خدمة وطن أو مصلحه عامه. وأصبح من يملك المال الحرام يدعونه أمير ولا يذكر عن الحرمان الذي كان يعتريه وما كتب.
هذه الأموال التي جاءت من السحت التي تقودهم إلى عمل الموبقات فقط. لأن هذا المال سيد فاسد وهم لا يملكون الحصانة الخلقية أو يرعون من عمل الخطأ. لضعف القانون أو محتمين به هؤلاء فقدوا إنسانيتهم وشعورهم بالمواطنة والأخوة.
أبو العتاهية يقول:
حتى متى انت في لهو ولعب
والموت نحوك فاغرا فإها
فساد العقل حب الدنيا (الإمام علي). ماذا يجني الشخص أن كسب أموال وأموال وخسر نفسه. هكذا وبهذا المعنى يصف جيفارا (الحال) أنه لا يساوي شيئاً. لإنه راحل لا محاله والخلود للعظماء الذين خدموا الإنسانية.
هكذا قالها جيفارا وغيره ممن خلدتهم الدنيا. الإنسان كبير ويكون كبيراً بقدر ما يقدم لأخيه الإنسان من خدمه وعظيماً من يتعامل مع الفقراء والمساكين والضعفاء بإنسانيه. تولستوي العظيم الذي خلدته الأيام قال لماذا املك الأرض (وهي كبيره) وغيري لا يملك شيئا فوزع كل أرضه على الفقراء.
ثلاثة يمتحن به عقل الرجال هي المال والولاية والمصيبة (قول الإمام علي). فكيف من حصل على المال والولاية ووظفها بغير مكانها الطبيعي. تكون كارثة على الناس. يملك المال وهو ليس أمير ولا يتصف بتلك الأخلاق وما كتب عن ذلك لأنه يعمل لنفسة وليصيب الحرمان بقية الناس.
الظرف الحالي يحتاج الى التكاتف والتكافل لنبعد الناس عن الحرمان.
ونعود لحاله غريبه أيضاً ذكرها ديستوفيسكي ما معناه . الناس يتسامحون معك شرط تملك المال وهذا الذي نراه جلياً الآن. كلنا نعرف أن هذا الذي امتلك مالا بطرق فاسده مجال احترام وتقدير رغم أن (جيبه مليان) وعقله فارغ. ويستقبل ببهرجه واحترام ويقيم الولائم (وهي من مال فاسد) وكلنا نأكل منه ونشكر صاحب الوليمة. زينة الغنى الكرم بشرط من مال حلال.
الظرف الحالي يقتضي التعاون والتكافل. لأنه امتحان صعب لكل الناس والرحمة في الأرض يقابلها رحمة في السماء مع تأشير المستغل والذي اغتنى من السحت الحرام. حتى صدقته ومساعدته تقطر دماً من جسد العراق.
الذي ندعو بهمة الغيارى الأوفياء أن يتسامى هذا الوطن ويعيش حاله حال من يسكن المعمورة. ويبقى من يملك المال يحافظ على الخلق الرفيع لخدمة الناس ومروءة أمير كتب عن الحرمان. وإلا ستكون عليه تلك الأموال ناراً تكوي به الجباه. وهناك مثل اردني الناموس والفلوس لا يلتقيان. وهو الآن هكذا إلا من رحم ربي أصبح المال في وطني مفسده !! ابن نحن من كتب سمراء يا حلم الطفولة وهو يملك الدنيا بعفته ونزاهته وخلقه.
بقلم خوام الزرفي.