السحر والجن حقائق أم خرافات؟
منذ القدم، ارتبط السحر والجن بالخرافات والأمور الغيبية. فقد شاعت في المجتمعات البشرية قصص عن السحرة والمعالجين الروحانيين الذين يستخدمون قوتهم السحرية للسيطرة على الجن، وتحقيق أمور خارقة للطبيعة. كما شاعت أيضًا قصص عن الجن والشياطين التي تسكن العالم الخفي، وتتسبب في الأذى للبشر مقال اخر للكاتب.
 |
| السحر والجن: حقائق أم خرافات؟ |
وفي هذا المقال، سنتناول موضوع السحر والجن وخرافات أخرى، من منظور نقدي. سنناقش الأدلة العلمية والتاريخية على وجود السحر والجن، وسنحاول التمييز بين ما هو حقيقة وما هو خرافة.
تعريف السحر والجن.
السحر هو عملية تستخدم فيها قوى غير طبيعية أو خارقة للسيطرة على الظواهر الطبيعية أو تحقيق تأثيرات غير مفهومة عن طريق الكلمات أو الأعمال السحرية. يعتقد البعض أن السحر قد ينطوي على التلاعب بالطاقات الروحية أو العوالم الخارقة للطبيعة.
أما الجن، فهو مصطلح يشير إلى كائنات غير مادية وغير مرئية تعيش في عوالم متوازية، ويُعتقد أنها تمتلك قدرات خاصة وقوى خارقة. يعتبر الجن جزءًا من العديد من الأساطير والتقاليد والديانات، وتشتهر القصص التي تتحدث عن تفاعل البشر مع الجن والتأثيرات التي يمكن أن يحدثوها في العالم البشري.
يجب أن نلاحظ أن السحر والجن مواضيع مثيرة للجدل، وأنها تختلف بشكل كبير في التصورات والمعتقدات بين الثقافات والديانات المختلفة. قد تكون لها تأثيرات كبيرة على العقائد والسلوكيات الفردية، وتُعتبر جزءًا من التراث الثقافي للعديد من الشعوب.
قال الشيخ عبدالوهاب الفياض عن السحر والجن وخرافات اخرى.
يقول الشيخ عبدالوهاب الفياض: قبل اسبوع من الان وردني اتصال هاتفي من احد الاصدقاء المقربين ، فقال لي ارجوك اخي ابو عبدالله هنالك عائلة عربية تسكن بالقرب من داري ، قد لجأت الي في وقت متأخر من الليل وهي تشكو سوء الحالة النفسية لولدهم الاكبر، والبالغ من العمر 14 عاما ونصف العام ..
فأرجوك يا اخي ان تمد لهم يد العون فتذهب اليهم ، وما عليك الا ان تقرأ الرقية الشرعية عليه عسى ان تهدأ حالته النفسية فيطمئن عليه والديه .. قلت له حسنا ، قل لي اين بيتهم بالضبط ، فقال سارسل لك بعد صلاة العشاء ، سائقي الشخصي وسيقوم بايصالك الى دارهم ثم العودة الى منزلك بعد اتمام مهمتك .
صليت العشاء وجاءني السائق بعدها بدقائق فتوكلت على الله وذهبت الى دار الصبي عسى أن افلح في علاجه .
الاوهام التي يقع بها الناس والخرافة والعادات.
استقبلني رب الأسرة خير استقبال وجلست في غرفة الضيوف انتظر مجيء ولده كي أبدأ بالقراءة عليه مايتسير من ايات الذكر الحكيم التي تقرأ عادة على المسحورين او المرضى او المعيونين وغيرهم وكل حسب حالته.
قال لي ابوه .. لقد اصبح ولدي لا ينام الا قليلا ولا يستيقظ الا وهو مفزوع ويكره الاكل ويسكت كثيرا ، ويسرح فكره بعيدا عنا وكأننا غير موجودين ولا يذهب الى مدرسته ابدا . واني أشك ان ولدي مسحور ومعه (جني) يرافقه اين ما ذهب !! ..
قلت له .. هل تحدثت بهذا الامر امام ولدك ؟ فقال نعم ، قلت له هذا اول خطأ وقعت به اخي الكريم ، لقد زرعت في عقل ابنك ان شيطانا يرافقه وهذه مصيبة الآباء والأمهات في زمننا الحاضر.
الحقيقة التي أكتشفها الشيخ عبدالوهاب الفياض.
قال ان شاء الله عمو ..
أول سؤال سألته اياه .. هل يضربك والدك او والدتك فقال .. لا لا لا ابدا .. فقلت هل زعلك احد او اخطأ بحقك احد .. فقال لا والله . قلت له مالذي تشكو منه بالضبط ، ولا تنسى اننا تعاهدنا ان نكون اصدقاء ، والاصدقاء لا يخفون عن بعضهم البعض اسرارهم وهمومهم ..
قال والله لا ادري مالذي حل بي يا عم .
فجأة اصبحت اكره كل شيء حولي ولا انام الا قليلا ولا اشتهي الأكل ابدا ، وبعد ان كنت من المتميزين في دراستي بين اقراني ، وجدت نفسي اكره المدرسة كرها شديدا ولا اطيق رؤيتها .
فكانت عبارته الاخيرة هذه مفتاحا لحل ما يعانيه هذا الصبي !..
الرقية الشرعية وقراءة أيات من الذكر الحكيم.
قرات سورة الفاتحة ثم اية الكرسي ثم اواخر سورة البقرة ومعهن قل هو الله احد والمعوذتين ، ثم بعض الادعية التي وردت على لسان الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في شفاء المرضى .. ولم الحظ عليه اي شيء يدل على انه مسحور ابدا ..
بعد ان انتهيت من القراءة عليه ذهبت الى غرفته ورقيت اركانها بآية الكرسي . ثم قلت لوالديه ..
ولدكم لا يعاني من شيء على الاطلاق وتأكدوا ان معاناته الوحيدة تكمن في مدرسته ، المشكلة في مدرسته . ربما من مدرس او طلاب او مدير ..
انقل ابنك منها وسيعود اليكم كما كان سابقا ..
غادرت منزلهم بعد ان اوصيت الصبي ان لا يضيع صلاة الفجر في موعدها وان يقرا اية االكرسي والمعوذات قبل النوم ، واوصيت والديه ان يضعوا هاتف خلوي فيه سورة البقرة . تقرأ بصوت واطيء قرب وسادته عند النوم ..
بعد ايام قلائل اتصلت بي والدته وشكرتني ودعت لي كثيرا وقالت لقد عاد عبدالرحمن كما كان سابقا بعد ان التحق بمدرسته الجديدة فجزاك الله كل خير ..
النصيحة لتجنب تصديق أهل الأهواء والدجل.
كتبت هذه الخاطرة نصيحة للاحبة والأصدقاء ، كي لا يستعجلوا بتصديق اهل الأهواء والدجل الذين يأكلون اموال الناس بالباطل بحجة السحر والجان والشياطين على اختلاف الوانها .. فكل ما عليهم ان يكونوا قريبين الى اولادهم ، متفهمين ما يحيق بهم من اخطار نفسية قد تدمر مستقبلهم ان لم نجد الحل المناسب لها عبر الشرع والعقل والمنطق ..
الخاتمة: في الختام، يمكن القول إن موضوع السحر والجن وخرافات أخرى، هو موضوع معقد وشائك. لا توجد إجابة واحدة حاسمة على السؤال حول ما إذا كان السحر والجن حقيقة أم خرافات. ومع ذلك، من المهم أن نكون على دراية بالأدلة العلمية والتاريخية المتعلقة بهذا الموضوع، حتى نتمكن من تكوين رأينا الخاص.
هذه القصة كتبتها قبل ست سنوات و اعيد نشرها اليوم للاستفادة ..