أين أمة العرب؟ محطات الانهيار والتراجع ومسؤولية الجميع.
راسم العكيدي.
الحديث عن حال الأمة العربية اليوم يثير الكثير من التساؤلات حول ما حدث وما زال يحدث، ويضع الجميع أمام مسؤولية مشتركة. فهل يمكننا فعلاً إلقاء اللوم على الآخرين، أم أن الوقت قد حان للاعتراف بأننا جزء من المشكلة؟ من الضروري أن نعيد ترتيب الأوراق لنفهم كيف وصلت الأمة إلى هذا الحال، مع الوقوف على أهم المحطات التي شكلت مسار الانهيار. مفال اخر.
أين أمة العرب؟ محطات الانهيار والتراجع ومسؤولية الجميع. |
يتسائلون اين امة العرب وهم يجب ان يسائلون فالكل جزء مما حصل للامة ؟ كلنا يجب ان نسأل انفسنا ونحملها جزء مما حصل ويحصل قبل ان نسأل ونسال فكلنا مسؤولون عن حالة التشرذم والانقسام والاقتتال.
الأمة انتهت في أفغانستان: الجهاد الذي أسقط الاتحاد السوفيتي ورفع نفوذ أمريكا.
كانت أفغانستان محطة تاريخية فاصلة، حيث جاهد أبناء الأمة لتحريرها من السوفييت، وانتهى الأمر بسقوط الاتحاد السوفيتي ليحل محله النفوذ الأمريكي. تفردت أمريكا بالقوة وتوسعت في المنطقة، لتبدأ سلسلة من التدخلات التي أدت إلى إضعاف العرب وتقسيمهم.
الامة انتهت عندما جاهد ابنائها لتحرير افغانستان من السوفيت لكي يسقط الاتحاد السوفيتي لصالح تفرد امريكا التي تفردت بالعرب وبالعراق اولاً .
غزو العراق للكويت: نقطة التحول التي لم يُغفر فيها الخطأ.
عندما غزا العراق الكويت، كانت تلك لحظة حاسمة في تاريخ الأمة. لم يغفر العرب للعراق خطأه، بل دمروا العراق وحاصروه بمساعدة أمريكا. وبدلاً من إيجاد حل عربي للأزمة، فتحت الحدود أمام غزو أمريكي انتهى بتدمير العراق وتشتيت شعبه، ليصبح نقطة سوداء في تاريخ العرب الحديث.
الامة انتهت عندما غزى العراق الكويت ولم يغفر العرب للعراق خطأه ودمروه وحاصروه بمساعدة امريكا ثم فتحوا حدودهم لغزو امريكي ولم يشتفوا من ثاراتهم حتى ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد بسكاكين اعتى مجرمي الكون.
الصراع في سوريا: حرب أهلية دمرت البلاد وقسمت العرب.
أدى الاقتتال بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه إلى تدمير سوريا بشكل شبه كامل. تعرضت البلاد للدمار وفقدت الكثير من مقومات الحياة الكريمة، بينما هُتك ستر النساء وانتهكت كرامة الرجال. لقد قسمت الحرب السوريين وأثرت على النسيج الاجتماعي بشكل يصعب إصلاحه.
الامة انتهت عندما قسمت السوريين ودمرت سوريا وهتكت ستر العربيات وكرامة الرجال باقتتال بين مؤيدي النظام وداعميه .
لبنان: حرب أهلية طويلة وخطف الدولة بيد السلاح الطائفي.
غرق لبنان في حرب أهلية استمرت لعقود، وما زال يعاني من تبعاتها حتى اليوم. اختُطفت الدولة بيد سلاح يدين بالولاء لقوى خارجية، مما زاد من تعقيد الأوضاع وأدى إلى تدهور اقتصادي واجتماعي.
الامة انتهت عندما غرقت لبنان منذ عقود بحرب اهلية ثم خطفت دولتها من قبل سلاح موالي للغير ثبت انه مخطوف ومخدوع.
اليمن وليبيا والسودان: دوامة من الفوضى والانقسام.
تاهت اليمن في دوامة من الفوضى السياسية وانتشار السلاح، بينما غرقت ليبيا في صراع بين حكومات متعددة الاتجاهات. أما السودان، فقد قسمته الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية، ليبقى المتبقي منه في حالة من الفوضى والانقسام.
الامة انتهت عندما تاه اليمن في فوضى حكم وسلاح وغرقت ليبيا بحكومات الاتجاهات الاربع وعندما تقسم السودان ثم غرق المتبقي بحرب اهلية.
الصراعات الطائفية: السنة والشيعة، المسلمون والأقباط، والجغرافيا المتنازعة.
شهدت المنطقة العربية صراعات طائفية وقومية تسببت في تفكك المجتمعات. تقاتل السنة والشيعة، وتناحر المسلمون والأقباط، والصراع انتشر بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. الجميع يتخندق ويدافع عن طائفته، مما زاد من تأزم الوضع.
الامة انتهت عندما تقاتل السنة والشيعة والمسلمين والاقباط والشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط والاطراف. الكل يتقاتل ويدعم ويثقف ويسلك سلوك الظلاميين ويتخندق ويستسلم ويهادن سواء منتمي او موالي والجميع يصرخ انها مؤامرة ويحذر انها فتنة لكنه يمضي بها وكأن الجميع يشبه شخصيات الفتنة الكبرى.
ماضٍ قريب وحاضر أقرب: دروس من التاريخ.
عند النظر إلى الماضي القريب، نجد أن الأمة كانت تعتبر العراق حامي البوابة الشرقية، لكنها نحرته عند أول كبوة. المصري عاش الهزائم والجوع، مما دفعه للاغتراب بحثاً عن لقمة العيش. اللبناني غارق في لادولة منذ قرون، والسوري محاصر بالجوع والدمار، واليمني يعاني ضياع الأرض ولهيب السماء.
اسألوا الماضي القريب والحاضر الاقرب عن الامة التي جعلت من العراقي بطلاً حامياً للبوابة الشرقية ثم نحرته عند اول كبوة وباعته خارج اسوار البوابة الشرقة. اسألوا المصري كيف جوعته واذلته الهزائم والنكسات حتى ملئوا المنافي لاطعام اطفالهم من غربتهم واسألوا اللبناني الغارق منذ قرون في اللادولة وينزف من حينها.
اسالوا السوري عن حصار وجوع مضايا وحرائق حلب والقتل والضياع واسالوا اليماني عن ضياع في الارض ولهيب من السماء واسالوا الليبي عن عدد الحكومات واسألوا الجزائري والتونسي والصومالي عن الحاضر الذي بلا ملامح ولا يلد غد .
الأمة في التيه الأخير: هل هناك أمل؟
لقد تاهت الأمة في متاهة الصراعات والانقسامات. لا تزال الغالبية تعيش في حالة من الهلوسة والهذيان، حيث تُقلب الحقائق وتُختزل المقاومة في إطار طائفي يضر أكثر مما ينفع. المقاومة هنا ليست ضد العدو، بل ضد جزء من الأمة نفسها، مما يعمق من حالة الانقسام ويزيد من تأزم الموقف.
انها امة تاهت التيه الاخير وضاعت ولن تجد نفسها . امة نومها هلوسة وصحوتها هذيان ومقاومتها ضد جزء منها لان المقاومة ترتدي ثوب الطائفية في تبادلية المقاومة لمكون ضد اخر بذريعة العدو .
البكاء على حال العرب: دعوة إلى التصالح والمحاسبة.
لنبكي حال العرب ولنبكي حال الامة وحال انفسنا لن يتغير الحال إذا استمر الجميع في إلقاء اللوم على المؤامرات الخارجية والتغاضي عن الأخطاء الداخلية. يجب أن يبدأ التصالح من داخل الأمة، والاعتراف بأن الجميع مسؤول عن هذا الحال. علينا أن نبكي على حال العرب، لكن لا بد أن يكون هذا البكاء بداية لتغيير حقيقي، لا مجرد تكرار للمرثيات.
الخاتمة: نحو مستقبل مشرق أو تيه متواصل؟ إن أمة العرب تعيش أزمة حقيقية تتطلب من الجميع التكاتف لإيجاد حلول واقعية. لن ينفع الاستسلام لليأس، بل يجب أن نعمل جميعاً على تغيير الواقع نحو الأفضل، لعل المستقبل يكون مشرقاً أكثر مما يبدو اليوم.
************
أسئلة شائعة
1. ما هي أبرز المحطات التي أثرت في تاريخ الأمة العربية؟
من أهم المحطات التي أثرت في تاريخ الأمة: غزو العراق للكويت، الحرب في سوريا، والتدخلات الخارجية في أفغانستان.
2. لماذا وصلت الأمة إلى حالة التشرذم والانقسام؟
تسببت الصراعات الطائفية والتدخلات الخارجية في تفاقم الوضع، إلى جانب الخلافات السياسية وعدم وجود قيادة موحدة.
3. هل يمكن للأمة العربية استعادة وحدتها؟
نعم، ولكن يتطلب ذلك جهوداً جماعية وإصلاحات جذرية على المستويات السياسية والاجتماعية والدينية.