recent
أخبار ساخنة

ما الذي يحمله قطار التغيير للعراق؟

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 ما الذي يحمله قطار التغيير للعراق؟

بقلم ساجد الدوري.

يشهد العراق اليوم موجة من القلق مع وصول قطار التغيير إلى محطته. هذا القطار لا يحمل فقط هدايا، بل يأتي مع تحديات ضخمة قد تعيد رسم ملامح المشهد السياسي والاستراتيجي للبلاد. كيف سيؤثر هذا التغيير على العراق؟ وما هي الخيارات المتاحة أمامه؟

ماذا يحمل قطار التغيير من هدايا للعراق؟ يساور القلق الكثير عند وصول محطة التغيير الى العراق, لن يكون العراق بمأمن من التغيرات في قواعد اللعبة واعادة اوزان الدول إلى حجمها، بل مثقلة بخسائر استراتيحية متعددة، فالاساليب والوسائل والاسبقيات تحددها، المراحل الحسابية، تفصح عن نفسها ولها القول الفصل في رقع الشطرنج.

ما الذي يحمله قطار التغيير للعراق؟
 ما الذي يحمله قطار التغيير للعراق؟

مازال النظام في العراق يحظى بالحضن الامريكي الدافئ...! كيف لا؟ [وهو وليد هجين من رحم مغتصب ومن نطفة عاهر صليبي] يتمتع في كثير من المزايا والصفات الأبوية، تحت مظلة الشراكة والتشاور والتطابق مع الرؤية ألامريكية في تبعية الوصف والجسد، دون ان يكون له مساحة مطلقة خارج مقدرات الوصاية [ كضمانة تحقق لذات السلطة، مشروعية البقاء واستمرار النظام في هندسة اظلاع المكونات الثلائة الرئيسة.

التغييرات الدولية وتأثيرها على العراق.

في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، لم يعد العراق بعيدًا عن قواعد اللعبة الجديدة التي تعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة. فالتحولات السياسية والاقتصادية أصبحت أداة لتحديد الأولويات وصياغة الاستراتيجيات المستقبلية.

الدعم الأمريكي للنظام العراقيعلى الرغم من الانتقادات، لا يزال النظام العراقي يتمتع بدعم أمريكي واضح، إذ يُنظر إليه كأحد أدوات الحفاظ على النفوذ الأمريكي في المنطقة. هذا الدعم ليس فقط لضمان استقرار النظام، بل أيضًا للتحكم في ميزان القوى بما يتماشى مع المصالح الأمريكية.

طوفان التغيير في المنطقة.

شهدت المنطقة مؤخرًا تحولات كبرى، أبرزها أحداث "طوفان الأقصى"، التي قلبت موازين القوى وأخرجت لاعبين كبارًا من المشهد. هذه التغيرات أدت إلى إعادة ترتيب الأولويات وأبرزت حاجة الولايات المتحدة إلى مراجعة سياساتها تجاه العراق.

الدور والتوسع الإيراني في العراق والمنطقة أصبح محل جدل كبير. فقد أدى إلى استنزاف الموارد وتغيير التركيبة الديمغرافية والجيوسياسية. ومع تصاعد الضغوط الدولية، يبدو أن هناك حاجة لإعادة النظر في العلاقة بين إيران والعراق، خاصة في ظل المطالبات الدولية بتقليص النفوذ الإيراني.

أبعاد التغيير على المدى الطويل.

لا يمكن النظر إلى قطار التغيير الذي يمر بالعراق على أنه مجرد موجة عابرة، بل هو جزء من مخطط عالمي لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وعلى المدى الطويل، قد نشهد تأثيرات عميقة تشمل:

  1. إعادة هيكلة النظام السياسي: يمكن أن يؤدي التغيير إلى صياغة جديدة للنظام السياسي في العراق، بحيث يصبح أكثر توافقًا مع المصالح الغربية والإقليمية.
  2. إصلاح الاقتصاد: تحسين البنية التحتية الاقتصادية قد يكون أولوية لتقليل الاعتماد على الخارج، خاصة إيران.
  3. تعزيز الهوية الوطنية: بعيدًا عن الصراعات الطائفية، قد يُعاد التركيز على بناء هوية وطنية جامعة توحّد جميع مكونات المجتمع العراقي.

مطالب المجتمع الدولي للعراق.

تسعى القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى تطبيق تغييرات جذرية في العراق، دون اللجوء إلى تدخل مباشر. وتشمل أبرز هذه المطالب:

  1. حل الفصائل المسلحة الخارجة عن إطار الدولة: لضمان استقرار الأمن وحصر السلاح بيد المؤسسات الرسمية.
  2. تقليص النفوذ الإيراني: ومنع الاعتماد على إيران في المجالات السياسية والاقتصادية.
  3. وقف تهريب العملة: كجزء من العقوبات المفروضة على إيران.
  4. الالتزام الكامل بالمصالح الأمريكية: لضمان بقاء العراق ضمن نطاق النفوذ الغربي.

أمريكا وتغيير قواعد اللعبة.

من الواضح أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن العراق بسهولة. فالبلد يشكل محورًا استراتيجيًا لوجودها في الشرق الأوسط. ولكن أمريكا لم تعد تعتمد فقط على وجودها المباشر، بل تعمل على بناء تحالفات محلية تضمن بقاء نفوذها.

الأدوات الأمريكية في العراق:

  • الدبلوماسية الضاغطة: تستخدم أمريكا أدوات دبلوماسية لضمان انصياع الحكومة العراقية لمطالبها.
  • العقوبات الاقتصادية: كوسيلة للضغط على الأطراف التي تعارض المصالح الأمريكية.
  • إعادة بناء التحالفات المحلية: مع السنة والكرد كأطراف يمكن الاعتماد عليها لتحقيق التوازن.

مصير الحشود المسلحة

أحد أكبر التحديات أمام الحكومة العراقية هو التعامل مع الفصائل المسلحة التي تعمل خارج إطار الدولة. هذه الفصائل تشكل خطرًا كبيرًا على استقرار العراق، إذ تُعتبر أدوات لتوسيع النفوذ الإيراني في البلاد.

خطوات ضرورية لمواجهة الفصائل المسلحة:

  1. تفكيكها تدريجيًا: من خلال برامج دمج أفرادها في القوات الرسمية.
  2. قطع الدعم الخارجي: تجفيف منابع التمويل التي تصل إلى هذه الفصائل، خاصة من إيران.
  3. تعزيز قوة الجيش الوطني: ليصبح قادرًا على السيطرة على الأوضاع الأمنية دون الحاجة إلى الميليشيات.

إعادة العراق إلى موقعه الطبيعي.

العودة إلى الدولة المدنية: يرى العديد من المراقبين أن المستقبل السياسي للعراق يعتمد على تحقيق التوازن بين مكوناته الرئيسية: السنة، الكرد، والشيعة، مع احترام حقوق الأقليات. وهذا يتطلب إعادة بناء الدولة على أسس مدنية ديمقراطية تضمن التعددية وتحترم المبادئ الإسلامية.

الدور التركي في المعادلة تلعب تركيا دورًا محوريًا في دعم السنة والكرد، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في تحقيق هذه الأهداف. إن الهدف الأكبر من التغييرات المرتقبة هو إعادة العراق إلى مكانته كدولة مدنية ديمقراطية تتمتع بسيادة حقيقية. ولكن هذا الهدف لن يتحقق دون معالجة المشاكل المتجذرة، مثل:

  • الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
  • انعدام الثقة بين المكونات السياسية.
  • التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراعات الداخلية.

التفاؤل بالمستقبل.

على الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهها العراق، إلا أن هناك فرصة حقيقية لبناء مستقبل أفضل. ولكن تحقيق ذلك يتطلب إرادة سياسية قوية، ووعيًا شعبيًا بأهمية التغيير، ودعمًا دوليًا يعزز الاستقرار بدلاً من تأجيج الصراعات.

العراق اليوم يقف على مفترق طرق. إما أن يستغل هذه الفرصة للتغيير ويعيد بناء دولته على أسس قوية، أو يظل عالقًا في دائرة الأزمات التي تعصف به منذ عقود.

التحديات أمام الحكومة العراقية.

على الحكومة العراقية أن تدرك أن المجتمع الدولي مصمم على إحداث تغييرات في المنطقة. إذا لم تُظهر الحكومة مرونة في التعامل مع هذه المطالب، فقد تجد نفسها أمام سيناريو مشابه لما حدث في دول أخرى كلبنان وسوريا.

إجراءات عاجلة لتجنب التغيير القسري:

  • تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة.
  • الابتعاد عن سياسات المماطلة واللعب على التناقضات.
  • الاستجابة للمطالب الدولية بما يضمن استقرار العراق.

الخلاصةقطار التغيير الذي وصل إلى العراق يحمل معه تحديات وفرصًا. على العراق أن يختار بين التكيف مع هذه التغيرات لضمان استقراره ومستقبله، أو مواجهة عواقب وخيمة قد تطيح بالنظام القائم.

المقال بقلم: ساجد الدوري.

google-playkhamsatmostaqltradent