recent
أخبار ساخنة

قصيدة رحيلٌ بلونِ الدمع

Site Administration
الصفحة الرئيسية

قصيدة رحيلٌ بلونِ الدمع

بقلم: مالك المهداوي.

"رحيلٌ بلونِ الدمع" قصيدةٌ تستحضرُ ألمَ الفراقِ ولوعةَ القلبِ المكسور. يستهلُ الشاعرُ قصيدتَه بصورةٍ مؤثّرةٍ للدموعِ التي تهطلُ بغزارةٍ، فكأنها أمطارٌ تسقي الأرضَ والجبالَ من شدةِ الحزن، ليرسمَ لنا لوحةً مفعمةً بالشوقِ والأسى، ويبدأَ رحلتَه في استعراضِ جراحاتِ القلبِ التي خلّفها الغياب.

قصيدة رحيلٌ بلونِ الدمع
قصيدة رحيلٌ بلونِ الدمع

في لحظات الرحيل، تُولد آلاف القصائد في قلبٍ واحد. ويغدو الحزنُ نافذةً يُطلُّ منها الشاعر على الذكرى، والدمعةُ مرآةً تعكس وجعه الدفين. (قصيدة | زهرة ذابلة بدموع أعجمية" شرح وتحليل) هذه القصيدة هي نبضُ عاشقٍ لم يحتمل فراق محبوبته، فسكب وجعه على **بحر الرمل**، إيقاعًا حزينًا يعبّر عن ألمه وحنينه وضياعه.

القصيدة (رحيلٌ بلونِ الدمع):

رحلت والدمع في عينيها هطلْ                 
                فابتلتِ الأرضُ الحزينةُ والجبلْ

وسرى الحنينُ بخافقي متوجِّعًا                 
                    يتلو مواجعهُ إذا الليلُ انكفلْ

يا من تركتِ القلبَ في نارِ الجوى            
           ما عادَ في صدرِ الهوى غيرُ المللْ

ماذا جنيتُ لكي أذوقَ مرارتي؟               
                ما عادَ بعدكِ من رجاءٍ يُحْتملْ

كانتْ ليَ الدنيا بعيني بسمةً                    
              فغدتْ جراحًا لا تطيبُ ولا تُسَلْ

يا زهرةً فاحتْ بعطرِ مودتي                
               ذبلتْ وسافرَ طيفُها عندَ الأجلْ

من لي سواكِ إذا تناثرَ دمعُنا                 
         إن غابَ وجهُكِ، من يُعيدُ لنا الأملْ؟

يا ليتني كنتُ السحابةَ حولَها                 
           كي لا أرى للوصلِ يوماً مرتحلْ

ما زلتُ أذكرُ نظرةً قد خضّبتْ             
             وجهي بحُسنٍ ليسَ يُشبهُهُ مثلْ

رحلتِ، وانطفأَ الربيعُ بأرضِنا             
        وغفتْ على نارِ الجراحِ بيَ السُبُلْ

يا موجةً عبرَتْ فؤادي كالندى            
              لكنها غدرتْ كأقسى من نزلْ

إن عدتِ، عادتْ للحياةِ حقيقتي            
          أو متُّ من بعدِ البعادِ وما اكتملْ

تحليل قصيدة "رحيلٌ بلونِ الدمع"

قصيدة "رحيلٌ بلونِ الدمع" هي لوحة شعرية ترسم مشهد الفقد والألم الذي يخلفه الفراق. يظهر الشاعر في هذه الأبيات عمق الحزن الذي يعانيه بعد رحيل من يحب، مستخدمًا صورًا شعرية غنية ليعبر عن حالته النفسية. يبدأ النص ببيان تأثير هذا الفراق على الطبيعة نفسها، حيث "ابتلتِ الأرضُ الحزينةُ والجبلْ" من كثرة دموعه، وهذا يوضح حجم الألم الذي يشعر به.

تتصاعد المشاعر في القصيدة، حيث يصف الشاعر حالة الشوق المؤلم الذي يسري في قلبه، وكيف أصبح عالمه بعد رحيلها خالياً من الأمل، فـ "ما عادَ في صدرِ الهوى غيرُ المللْ". يستخدم الشاعر استعارات قوية مثل "نارِ الجوى" و"جراحًا لا تطيبُ" ليعبر عن الألم العميق الذي يعيشه. تتجلى في الأبيات التالية حالة الحيرة واليأس، حيث يتساءل عن السبب وراء هذا الفراق، ويصور الحبيبة كـ "زهرةً" ذبلت وأصبحت مجرد طيفٍ راحل.

تصل القصيدة إلى ذروتها في التعبير عن الأمنيات المستحيلة، حيث يتمنى الشاعر لو كان سحابةً تحيط بحبيبته كي لا يرى يومًا الفراق، وهذا يظهر مدى تعلقه بها. ويختتم الشاعر قصيدته بمقارنة مؤلمة بين الحياة التي تعود بعودتها، والموت الذي ينتظره في حالة استمرار الغياب.

خاتمة:

في ختامِ القصيدة، يضعُ الشاعرُ مصيرَه على محكِ العودةِ والغياب. فبينَ الأملِ المحتومِ بعودتِها التي تُعيدُ للحياةِ معناها، وبينَ اليأسِ من الموتِ الذي ينتظرُه في حالِ استمرارِ الفراق، تختتمُ القصيدةُ بصرخةِ عاشقٍ يتأرجحُ بينَ الحياةِ والموتِ، ليُبقيَ النهايةَ معلّقةً في انتظارِ ما قد يأتي أو لا يأتي.

google-playkhamsatmostaqltradent