recent
أخبار ساخنة

حكاية القرد والغيلم: درس في الغدر والصداقة الزائفة

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 حكاية القرد والغيلم: درس في الغدر والصداقة الزائفة

بقلم / خوام الزرفي.

القصص الشعبية تحمل في طياتها عبرًا وقيمًا تتناقلها الأجيال. حكاية القرد والغيلم، التي اشتهرت في أدب الأطفال، تكشف عن تناقضات الشخصيات وصفات الغدر والصداقة المصلحية. تعود هذه القصة إلى مرحلة دراسية عام 1956 حيث كانت تُروى للأطفال لتغرس فيهم القيم بطريقة مبسطة وشيقة.

من منا لا يتذكر قصة الغيلم والقرد التي كانت ترافقنا في أيام الطفولة؟ تلك القصة التي كانت تثير فضولنا وتجعلنا نضحك ونبكي في نفس الوقت. الغيلم البطيء والقرد الماكر، قصة تجمع بين البراءة والخبث.تلك القصة ليست مجرد حكاية، بل هي جزء من تراثنا الثقافي، وهي تذكرنا بأيام الطفولة الجميلة.

حكاية القرد والغيلم: درس في الغدر والصداقة الزائفة
 حكاية القرد والغيلم: درس في الغدر والصداقة الزائفة

الغيلم ~ الذكر من السلحفاتٍ~الرفش، حين تعاهد القرد مع الغيلم على أن يكونا أصدقاء صادقين فكان عهداً غير صادق بل تحول العهد الى الغدر. في قراءه الصف الرابع الابتدائي عام 1956 قصه غريبه كنا نلتذذ بها لانها قريبه !!  وكل منا يرمي صاحبه انك قرد او اذا كان مددب الغيلم (الرفش) كما كنا نسميه محليا!! جمعت هذين المتناقضين صداقه مصلحه القرد يركب ظهر الرفش بالماء والرفش مستفاد مما يجلبه القرد له من طعام !!!.

القرد والغيلم: صداقة ظاهرها مصلحة وباطنها غدر

الغيلم، الذكر من السلحفاة، اتفق مع القرد على أن يكونا أصدقاء. بدا هذا العهد واعدًا ولكنه سرعان ما تحول إلى غدر. كان القرد مرحًا، متنقلًا من شجرة لأخرى، يبحث عن رزقه ويسعى لتحقيق مصالحه، بينما كان الغيلم هادئًا لكنه ماكر، يستفيد من طعام القرد مقابل السماح له بركوب ظهره لعبور المياه.

في أعماق الغابة، نشأت صداقة غريبة بين القرد المرح والغيلم الهادئ، الذكر من السلحفاة. كان الاتفاق بينهما يقوم على مبدأ المصلحة المتبادلة؛ القرد يجلب الطعام من الأشجار العالية، بينما يوفر الغيلم له وسيلة لعبور الماء بأمان.

ظاهريًا، بدت العلاقة مبنية على التعاون، لكنها سرعان ما كشفت عن تناقضات دفينة. القرد كان مرحًا، لا يهدأ، يتنقل بين الأشجار بحيوية، لكنه كان ثرثارًا وسريع الغضب، يسعى لتحقيق مكاسبه دون اكتراث بالعواقب. على الجانب الآخر، الغيلم بدا هادئًا وعميق التفكير، لكنه أخفى وراء ذلك دهاءً واستغلالًا لمجهود القرد.

مع مرور الوقت، بدأت ملامح الغدر تظهر. الغيلم كان يجمع المنافع لنفسه دون اعتبار لمصلحة القرد، بينما استمر القرد في تصرفاته المتهورة غير مدرك لمكر شريكه. هذه العلاقة، التي بدأت كصداقة، كشفت عن طبيعتها الحقيقية: مصلحة متبادلة مغلفة بغدر دفين.

حكاية القرد والغيلم ليست مجرد قصة من الخيال، بل هي رمز للعلاقات التي تظهر الود، لكنها تخفي المصالح والأطماع، وتذكير بأن الغدر لا يثمر إلا الفشل في النهاية.

التناقض بين شخصيتي القرد والغيلم

تُظهر حكاية القرد والغيلم تناقضًا واضحًا في شخصيتيهما، مما يجعل العلاقة بينهما مليئة بالتحديات والمفارقات.

صفات القرد تعكس طبيعته العصبية والمندفعة. فهو دائم الانفعال، لا يستقر في مكان واحد، يتنقل بين الأشجار بخفة وسرعة، بحثًا عن المكاسب بسهولة ودون عناء. القرد محب للضحك والمكائد، يستمتع بخداع الآخرين وممارسة الحيل لتحقيق أهدافه، ولكنه في ذات الوقت يتصف بالسطحية وسرعة الانفعال التي تجعله أقل وعيًا بما يحيط به.

على النقيض، الغيلم يتميز بالهدوء الذي قد يبدو على السطح كعلامة على الحكمة، ولكنه يخفي وراءه شخصية استغلالية. فهو يستخدم دهاءه لجمع المنافع من الآخرين دون أن يكشف عن نواياه الحقيقية. يتمتع الغيلم بمظهر يوحي بالثقة والاتزان، ما يجعله قادرًا على كسب ثقة القرد، رغم أن أفعاله تشير إلى مكر واستغلال.

هذا التناقض بين الشخصيتين يبرز اختلاف أولوياتهما وطبيعتيهما. القرد يعيش اللحظة ويسعى للمكاسب السريعة، بينما الغيلم يخطط بعناية لتحقيق أهدافه. هذه الفجوة بينهما كانت أساس النهاية التي كشفت حقيقة العلاقة المبنية على المصالح والغدر.

الكوارث الطبيعية: اختبار للصداقة

كوارث الحياة كانت ثلاث الوباء - الزلازل والبراكين - الفيضان!!!؟ غمر البلد فيضان رهيب اطاح بكل مقومات الحياة جلب معه القرد والغيلم والافاعي وشتى شذاذ الافاق من الضباع والذئاب وكل ما خلق الله من يعمل بالارض خرابا!!.

حين ضرب الفيضان المدمر البلاد، أظهرت الطبيعة قوتها العاتية التي لم تفرق بين أحد، فجرفت المياه كل ما في طريقها، بما في ذلك القرد والغيلم. كان الموقف يتطلب التعاون والتكاتف لمواجهة الكارثة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن عوضًا عن ذلك، كشف كل منهما عن نزعته الأنانية.

القرد، بطبيعته الطائشة والمتهورة، لم يفكر سوى في استغلال الأوضاع لصالحه. انشغل في البحث عن كل ما هو ثمين وغالٍ بين الركام، غير مبالٍ بالدمار الذي أحاط بهم. في المقابل، الغيلم، بدهائه المعروف، لم يكن أفضل حالًا. استغل قدرته على السباحة وقوة ظهره السميك ليجمع ما يستطيع من بقايا الطعام والخيرات التي خلفها الفيضان.

ركب القرد والغيلم موجه الفيضان السوداء وعاثوا فساداً مع ما أضافه الفيضان من تخريب !! القرد يبحث عن الغالي والسمين ويخرب، والأخر أخطبوط الأذرع يجمع تحت مظله ظهره الثخينه ما بقي من خيرات !!!.

بدلًا من أن تكون الكارثة فرصة لتعزيز الصداقة بينهما، أظهرت هذه المحنة ضعف الرابط الذي جمعهما، إذ كان مبنيًا على المصلحة لا الثقة. أثبت الفيضان أن العلاقة التي لا ترتكز على قيم حقيقية كالصدق والتعاون مصيرها الانهيار أمام أول اختبار حقيقي.

عهود الغدر لا عهود صادقة ، الغيلم~ ذكر السلحفاة ~  والقرد

العواقب الوخيمة للغدر

الغدر، كما يشير الإمام علي (عليه السلام) في قوله: "الحقد شعاع دون دخان"، هو نار خفية لا تلبث أن تظهر آثارها المدمرة. وهذا ما حدث مع القرد والغيلم، إذ انتهت مغامراتهما نهاية مأساوية بسبب أفعالهما الأنانية.

حين جرف الفيضان الأفاعي السامة مع بقية الكائنات، كانت السموم القاتلة هي نهاية القرد والغيلم. بدلًا من التعاون لمواجهة الخطر، انشغل الاثنان بنزاعاتهما ومصالحهما الشخصية. اختلفا كما يختلف اللصوص، فتقاتلا بشراسة، لينتهي بهما الحال ضحايا لخيانتهما وأطماعهما.

الغدر لم يترك لهما سوى مصير محتوم، حيث واجه كل منهما عاقبة أفعاله. القرد بدفعه نحو المكاسب السريعة، والغيلم بدهائه الماكر الذي لم ينفعه أمام سم الأفاعي. كانت النهاية درسًا بأن من يزرع الغدر يحصد الهلاك، وأن الطمع والخيانة لا يثمران سوى الدمار.

ماتوا قتلتهم سموم الافاعي التي ركبت موجه الفيضان المدمر !! إذا اختلف اللصوص تقاتلوا وينهش بعضهم البعض؟؟ مات "أبو رغال" وبقيت خيانته تزكم الانوف الى يوم يبعثون وهو خائن واحد! ماذا يقول من ساعد الفيضان على هدم خيرات بلد وقتل الحياة فيه!!! .

دائما الجاهل يميل لمثله قول الامام علي (ع)،هكذا كان الجهل والحقد عيون للفيضان وحرق بلد واغراقه ونهب ثروته وتراثه !!. في النهاية، يبقى التاريخ شاهدًا على أن العلاقات المبنية على المصالح والغدر مصيرها الانهيار.

الدروس المستفادة من حكاية القرد والغيلم

تحمل حكاية القرد والغيلم عبرًا ودروسًا عميقة تسلط الضوء على نتائج الغدر والخيانة. هي ليست مجرد قصة خيالية، بل انعكاس لواقع العلاقات التي تخلو من الصدق والتعاون، وتذكير بأهمية القيم الأخلاقية التي يجب أن نبني حياتنا عليها.

  1. الغدر لا يدوم: الكذب والخيانة سرعان ما ينكشفان، مهما طال أمد الخداع. الغدر ليس سوى طريق مختصر نحو النهاية المحتومة.
  2. أهمية العمل الصالح: العمل الصالح هو الزاد الحقيقي في الحياة، كما جاء في قوله تعالى: "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
  3. التاريخ لا ينسى: ستظل خيانة القرد والغيلم درسًا يرويه التاريخ للأجيال القادمة، لتذكيرهم بأن الغدر يترك وصمة عار لا تمحى.

رسالة أخيرة

الحياة قصيرة، وكل لحظة فيها تذكير بأن الأعمال هي ما يخلد ذكر الإنسان بعد رحيله. من يعيش على الغدر والخيانة يترك خلفه إرثًا من العار، يشهد عليه التاريخ ولا ينساه الناس. فالغدر، مهما كان مربحًا في لحظته، لا يثمر سوى الندم والفضيحة، كما أن الخيانة تُفقد صاحبها احترام الآخرين وثقتهم.

على النقيض، يبقى العمل الصالح زادًا للآخرة وذكرى طيبة تخلد الإنسان بين الناس. قال الله تعالى: "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". لذا، يجب أن تكون حياتنا مليئة بالصدق والإخلاص، فهي القيم التي تصنع الفارق وتترك أثرًا دائمًا.

دعونا نتذكر أن النهاية آتية، وأن الحساب عند الله عادل. فلنزرع الخير أينما كنا، لأنه الزاد الحقيقي الذي يبقى لنا بعد الرحيل.

خاتمةحكاية القرد والغيلم ليست مجرد قصة، بل درس يبرز أن المصالح الزائفة والصداقة المبنية على الغدر تنتهي دائمًا بعواقب وخيمة. التاريخ شاهد على أفعال الجميع، وسيظل يروي للأجيال القادمة من كان وفيًا ومن خان.


أسئلة شائعة

القصة تدور حول صداقة ظاهرها المصلحة بين القرد والغيلم، حيث يظهر الغدر والخيانة كعنصرين رئيسيين في العلاقة التي انتهت بعواقب وخيمة.
الحكاية تعلمنا أن الغدر لا يدوم، وأن الأعمال الصالحة هي التي تخلد الإنسان، وأن العلاقات المبنية على المصلحة مصيرها الانهيار.
بدلاً من التعاون لمواجهة الفيضان، انشغل القرد في البحث عن المكاسب الشخصية، بينما جمع الغيلم ما تبقى من الخيرات مستغلاً الوضع لصالحه.
القرد يرمز إلى الطيش والأنانية، بينما الغيلم يمثل الاستغلال والدهاء، مما يعكس تناقضًا كبيرًا في شخصيتيهما.
انتهت مغامراتهما بمقتلهما بسبب السموم التي جرفها الفيضان، مما يعكس عاقبة الغدر والخيانة.
google-playkhamsatmostaqltradent