عام الحكمة: رؤية فلسفية من وحي الحياة اليومية
بقلم الكاتب أنيس السعيدي.
تأخذنا هذه القصة الفلسفية إلى عالم مليء بالحكمة والتأملات التي تستند إلى خبرات الحياة اليومية. تعكس الحكاية فلسفة التعامل مع التحديات وأهمية الحكمة في اتخاذ القرارات، وتوضح كيف يمكن للتجارب الشخصية أن تشكل منظورنا للحياة.
![]() |
عام الحكمة: رؤية فلسفية من وحي الحياة اليومية |
العلاقات الإنسانية وحكمة التعامل
أنيسيّات ; Aneesiyyat ( عامُ 2025الحكمة أو سفيرُ الآلهة ) النصيحة كنز ثمين, الصداقة هنا ليست مجرد علاقة اجتماعية؛ بل هي منصة للنقاش وتبادل الآراء. يوضح الراوي كيف يمكن للنصيحة أن تكون مفتاحًا لحل المشاكل، خاصة عندما تأتي من منظور محايد.
في إحدى الحكايات ... صديقٌ لي تقدمني عمراً مواليد ١٩٤٣ عسكريًٌ متقاعد ، متزوج اثنتين ، له من الأبناء تسعةٌ وأمّا البناتُ فلا أعلم، كبير قومه گليطاً رغم ذلك يلجأ الى العبد الفقير يستشيرني في كلّ أمرٍ حويطاً ، لاأبخلُ عليه بحراً محيطاً ، حتى عاندته يوماً ومن قولي نشيطاً :
فقلت له-- أبو افلان : جنابك أكبر مني ب ١٤ سنة ، وأقدم مني بالوظيفة ، وُلِدك امرتبين ، وانته ازلمة حوك ماخذ نسوان اثنين، خو مو مثلي ايخاف من خيالها گاضيها بطرگ الفيكات وغراميات وحبچيات ، فوگاهه انته چبير عمامك وكل هذا تجي تاخذ رايي بخصوصياتك وآنه تلميذك ، المفروض آنه اللي آخذ رايك ، مو إنته ؟ يامحفوظ
.واجهني -- بابتسامةً غامضةً طافت على قسماته السمراء عبثت بها أصابع الزمن العراقي منذ الملك غازي وحتى نوري المالكي :
أبو أسامة -- آنه أعرف المن اتوجه واخذ مشورته، وذني مالاتك خليهن على صفحة مايعبرن ، يايوم گلت احچاية وطلعت غلط؟
التعامل مع الأزمات بحكمة
جاءني ذات يومٍ مخبوصاً فچ بالسما وفچ بالگاع : أبو أسامة الحلگلي ! عندي واحد من ولدي امشارك نسيب اخوه منطيه ١٠٠ مليون بضاعة من الصين وطلعت مامطابقة ، وهسه الوضع خطر ، وأكو واحد بالنص جاي يحرض بابني حتى يكتل نسيبنا لو يعوقه
طمأنته : ميخالف ، الجمعة الجاية دز عليهم ابيتك ، افتعلك مناسبة ، ومن اطلعون العصر ، سويلك مرّة من گدام المحل وسلّم عليّه ، راح اسألك : ها ابو افلان خو ماكو شي ؟ وانته ابرطهن
فعلاً من هنا مرّ العراقيون ، في الوقت المعلوم آمنون، ابتدرني الرجل بالسلام الحنون ، تكلمت بما نحن متفقون، أجابني من حيث لايشعرون ، فإذا بذلك الفتان ( الطرف الثالث ) يعترض بجنون : ماكو داعي ، يابه احنا مو اتفقنا الوُلِد يروحون عليه يهددوه ، وإذا مازاع الفلوس يضربوه لو يعوقوه ، هيه فالتو حلال العالم بلاش؟
لم أعره اهتماماً موجهاً حواري الى صديقي كأنّي من حكماء قريش : طالما نسيبكم ماناكر الفلوس ، ويگلگم مستعد لكل شي : تحبسوني تاخذون كمبيالات ، بس آني ماأگدر ادفعهن كلهن كتة وحدة ، مناوش هل ايطيح بيدي لمن ايخلصن ماتقبلون؟ قتلوني
واصلت مناقشتي مع ضيوفي مازالوا في الشارع وقوفاً : إذا اعتديتوا على نسيبكم وانته شيخ واتعرف العشاير ، راح تخسرون فلوسكم ، والنوب اتدفعوله فصل ، وراح ايصير بيناتكم دم وذوله احفادك من يكبرون يگولون عمنا كتل خالنا ، فانطوا الرجل فرصة يرجعلكم حقكم ، فوگاها راح تسوون عليه فضل لإن صبرتوا عليه
أطرق الشباب دليل اقتناعهم بما أفتى سماحتي دام ظلي فيما تهلل وجه أبيهم، ولكن نبح المشاغب يرافقهم يدعي حرصه عليهم هوه هذا حچي؟ تره هوه عنده افلوس بس يضحك عليكم يستغل طيبتكم وجاي يشتغل بفلوسكم مستفاد من التأخير ، عنفته هذه المرة : خالي انته ياهو مالتك ؟ ليش اتسبب كارثة بيناتهم ؟ وهاي الأقدار تره اتگب من شرارة محد طفاها ، فإذا به يلتفت نحوي يكرّ سبحته حنقاً ، تمنى لو يلتهمني : جمبيتك ، صاير حكيم بروسنا ؟ ذاك اليوم وانته مسدسك بحزامك وفنه اليندگ بيك ، وحتى اللي يضايقك بسيارتك اتحطه جوه التايرات ، چنت خالس الناس كلها.
وقصده من تعليقه هذا هو استفزازي كي أثور عليه فأفقد أنا حكمتي ويظهرني أمامهم فارغاً أجوفاً نزقاً ، حيث يصير الرجل حكيماً برأس غيره ، بس إذا مسته الشغلة ينگلب طنطل.
التعلم من الأخطاء: بين الماضي والحاضر
غير أني أفشلت مسعاه الخبيث هذا ، حيث أفحمته بحلم معن بن زائدة :-
كل اللي گلته عليه أبو افلان صحيح ، بس هذني السوالف من چنت امسودن ، وبسببها طردوني من منصبي وإلاّ أكو واحد عاقل يسب صدام حسين وهوه مسؤول ، ولحد الآن أدفع ثمن رعونتي ثم أگلك شي ، إحنا ب ٢٠١٨ وإذا تجيني السنة الجاية ، أگلك چنت العام امسودن ، وب ٢٠٢٠ أگول على ٢٠١٩ نفس الشي ، البشر يعقل.
... من هذه الحكاية أنني إذا استطعت أن أُفسر واتفلسف وأُحلل تلك السنوات التي بنا مضت ، فلأنها مكشوفةٌ لي تماماً ، ولكنّ هذا العام يبقى غامضاً مجهولاً لاأفك طلاسمه وكلّ غيوبه لستُ منجّماً علاّماً ، لهذا فإنّ سلاحي الوحيد لمواجهة ٢٠٢٥ هو الحكمة وعليه أسميته عام الحكمة ، لاسيما وإنّ جميع الآلهة قد انتدبتني سفيراً أممياً لها فوق العادة بل وكامل السلطة مفوضاً في عصر التوحيد
النضج عبر الزمن: إشارة إلى أن الحكمة تأتي مع الزمن، وأنه كلما تأملنا في الماضي تعلمنا من أخطائنا، مما يساعدنا على التعامل مع الحاضر بشكل أفضل.
شكر وامتنان في نهاية العام
اختتم حكايتي برسالة شكر وامتنان لكل من كان جزءًا من رحلته في عام 2024.
الدروس المستفادة
- الحكمة في مواجهة الأزمات: التفكير بعقلانية يمكن أن يحل أعقد المشاكل.
- التعلم من الماضي: الأخطاء فرصة للنضج وتحسين الذات.
- التواصل الإيجابي: الحوار البناء يعزز العلاقات الإنسانية ويقلل من التوترات.
خاتمة: عام الحكمة ليس مجرد عنوان؛ بل هو دعوة للتأمل والتعلم من كل لحظة نعيشها. تحمل هذه القصة رسالة عميقة بأن الحكمة ليست صفة تولد معنا، بل هي نتيجة لتجارب الحياة، والتزامنا بتطوير أنفسنا واستيعاب دروس الزمن.
فليكن عام 2025 عامًا مليئًا بالحكمة والتسامح والمحبة.
... هكذا تكلّم أنيس !!