الاحراش حين تنمو
تختفي فيها الوحوش
راسم العكيدي
الاحراش حين تنمو بعشوائية تحتمي وتختفي فيها الوحوش، وتعود الاغتيالات بل وتستمر الاغتيالات ويستمر نزف الارواح والدماء والموارد.
كلما خرج الشعب مطالباً بحقوقه في وطنه صدرت الاوامر بتصريح بالقتل، كلما اقتربت الانتخابات صدر التصريح بالقتل من قبل احزاب السلطة المسلحة.
قتل لاصحاب الكلمة وقتل للمنافسين النشطين وقتل لمن ينافس مرشحي السلطة ومن يريد تجديد سلطته، وقتل لمن يستنهض الوعي ويستحضر الشعور الوطني ويكشف حقيقتهم وفسادهم ورصاصهم الذي يوجهوه لصدور الشعب.
رغم ان عدو صنعوه يحيطهم وحولهم وقريب منهم لكنه ذريعة لكي يحملوا السلاح وذريعة لكي يصفوا اعداء سلطتهم وتسلطهم وفسادهم.
كأن العراقيين يأجلوا تصفية حساباتهم لحين صدور تصريح بالقتل من سلطة الاحزاب المسلحة وتزامناً مع قرب الانتخابات.
ولماذا يختار المدفوعين جنائياً وعشائرياً مداخل المدن وشوارعها واطرافها ولهم ساحات قتل اخرى بعيدة تدل عليهم وبها يتسترون.
العشائر لها دكتها لتقول للمطلوب انها وصلته وعليه ان يطلب عطوة ثم يفصل وتترك دليل عليها لكي يعرفها المطلوب لها.
الجرائم الجنائية اصحابها يلوذون بالقانون لاخذ حقهم وان عجز القانون ياخذوه بذراعهم ويتركون دليل دامغ عليهم لانهم اصحاب حق، من يهدد ويقول لا يفعل وهذا معروف لدى العراقيين.
هذا يدينهم لذلك يغيروا الدافع الحقيقي بدافع اخر ويغطوه باغطية جنائية وعشائرية وكأن القتل بتلك الدوافع مسموح ويجب التهاون معه وكأنه قانوني وشرعي وخارج واجبهم ومسؤوليتهم ولا يتطلب متابعته وادانته ومعاقبته.
انهم يقتلون القتيل مرتين ويضيعوا الحق مرتين ويهربوا من واجبهم ومسؤوليتهم الى ادانتهم ولكن لا ادانة لهم لان من يرتكب القتل يريدها هكذا والتصريح بالقتل يتطلب اغطية تحمي من يغطيه بالذرائع من الحساب والمسائلة والادانة.
تذهب "بلاسخارت لمناقشة استقرار العراق وتطلب من ولايتي العون وقرار بتاجيل التصريح بالقتل، ويتعهد بانه وبلده يرفضون ويمنعون صعود العلمانيون والمدنيون على حساب ازاحة الاسلاميين.
هو لم يهرب من الطلب لكنه اكد استهداف المنافسين والخصوم، وتعود بلاسخارت بعد ان اعترفت ومن ورائها الامم المتحدة ان العراق غابة خلفية لقوى اقليمية، واحزاب مسلحة.
وقد حولته امريكا الى محمية لمافيات متعددة، لتؤمن عدم عودته كدولة لحين يحين وقته كدولة.
كما تريد اسرائيل وايران وقطر والامارات وسورية والسعودية وتركيا والاردن ودول اخرى لها ملاعب فيه.
تنمو اشجار الغابة والاحراش بكثافة تحمي وتخفي الوحوش ويستمر نزيف الدماء والبعض لازال يتصور انها دماء تسقي شجرة الحرية.
الذهاب الى مقال اخر للكاتب من هنا