لغة العيون: سحر يأسر القلوب ومعانٍ تفوق الكلمات
بقلم: خوام الزرفي.
العين: مرآة الروح وسحر الوجود, لطالما تغنّى العشاق والمبدعون بجمال العيون، تلك النافذة الصامتة التي تعكس مكنونات النفس، وتنقل المشاعر ببلاغة تفوق أي حديث. فهل يمكن للعيون أن تكون أكثر من مجرد أداة للرؤية؟ هل يمكن أن تحمل بين طياتها أسرار الحب، ومفاتيح السعادة، وألم الحزن؟
![]() |
لغة العيون: سحر يأسر القلوب ومعانٍ تفوق الكلمات |
عشاق العيون خارج عن المألوف فيما نكتب هل هو خارج عن المألوف فيمن عشق العيون على الازمان والدهور فقد اسميناهم عشاك العيون؟ بعيداً عن هم الاخبار وتأخير الرواتب وهموم أخرى؟
في برنامج الصدمة على قناة M.B.C ... كيف تتحول العين بسرعة من إزدراء وتعجب؟ الى إبتسامة، عند ظهور صاحبة العيون الساحرة، في برنامج ضي القمر الاعلامية سهير القيسي، عند ذاك رجعنا الى اكثر من نصف قرن لفترة الشبيبة فكتبنا...
جاذبية العيون بين الأدب والفن
في ستينات القرن الماضي، صدحت المطربة أحلام وهبي بأغنيتها الشهيرة "عشّاق العيون"، التي كتبها سيف الدين ولائي، لتؤكد على حضور العيون في الفنون وتأثيرها العاطفي العميق. لم يكن هذا العمل مجرد أغنية، بل كان تجسيدًا لعلاقة الإنسان العاطفية مع نظرات العيون، وكيف تُلهب الأحاسيس وتثير الجدل حول جمالها الأخّاذ.
ومن هنا جاء الجدل حول أيّ العيون أجمل: (عيناك غابة نخيل ساعة السحر) هل هي العيون الخضراء التي تشبه غابات النخيل في السحر كما وصفها بدر شاكر السياب؟ أم العيون السوداء التي يرى البعض أنها أكثر سحرًا وأسرارًا؟
كنت ارددها مع صديق لي ~رحمه الله~ كان يقول ان العيون السود أجمل وانا أرد عليه أقول: لا بل العيون الخضر أحلى~ لان نصف أخوالي كانت عيونهم خضراء~ فكان يرد علي قائلاً: إسمع ما تقوله الاغنيه:-
هكذا ينتهي حديث مبتور يعتمد على التطرف والإصرار على الرأي ولو على خطأ ... انها ثقافة الرأي الواحد.
العيون بين الحب والحسد
اتفق أكثر الصحابة وعلماء المسلمين في جواب الى سؤال هل العين تحسد؟ فكان الجواب -أن العين والحسد حقيقة ولها أصل في القران الكريم والسنه النبوية الشريفة ~ .
العين ليست فقط رمزًا للحب والجمال، بل أيضًا للحسد، وهو ما أكده الإسلام في أحاديث النبي محمد ﷺ، حيث قال:
"إذا رأى أحدكم من نفسه أو أخيه ما يعجبه فليدعُ له بالبركة، فإن العين
حق."
العيون.. لغة تتحدث بلا صوت
أدرك العرب منذ القدم أن العيون تحمل في نظراتها قصصًا لا تُحكى بالكلمات، وهو ما عبّر عنه أحد الشعراء بقوله:
لم تكن العيون مجرد وسيلة للرؤية، بل أداة للتعبير والتواصل العاطفي العميق. كيف لا، حين شكت ممرضة انكليزية من عيون الشاعر السوداني "ادريس محمد جماح" الذي اصيب بالجنون وهو يطيل النظر في عينيها! قال لها الطبيب ارتدي نظاره كي لا يراها نفذت تلك الممرضة الامر.
دخلت على الشاعر وهي لابسة نظارتها لكي تخفي بريق عيونها الجميلة! نظر اليها فقال بيت من الشعر أجمل ما قيل في العيون عندما ترجم لها جلست تلك الممرضة تبكي من روعة ذلك البيت من الشعر ويقول فية:-
وقال شاعر ثالث:-
العيون في الثقافة العالمية
لم يكن العرب وحدهم من أبدعوا في وصف سحر العيون، بل حتى ويليام شكسبير كتب قائلًا:
"أيّ شعر يفوق عيني المرأة في السحر؟"وفي تعبير آخر عن عمق العيون، قيل إن ابتسامة المرأة هي سرّ الحياة، لكن عينيها هما دهاؤها وعمقها، فهي تروي قصصًا خفية يقرؤها من يفهم لغة النظرات.
لغة العيون: مرآة المشاعر الصامتة
العيون تحمل أسرارًا لا تستطيع الكلمات وصفها، فهي تنقل مشاعر الفرح والحزن، وتحمل في دموعها آهات الشوق ولوعة الفراق. إنها لغة عالمية تنطقها القلوب قبل الألسن، وتسمعها الأرواح بلا حاجة إلى تفسير.
فالدموع قد تكون أهازيج فرح في الأعراس، أو تراتيل حزن تعكس لوعة الفقد. وقد تنقل العيون نداء استغاثة من أرملة ثكلى، أو صرخة مظلوم يبحث عن العدالة.
أشهر لغة في العالم هي لغة العيون ينُطق بها من غير لسان" ونسمعها من دون كلام، اللغة الصامتة هي لغة العيون ففيها اشجان وعتاب، ففيها قهر وحرمان، وفي داخلها نشوة وبهجة، وفي عمقها محيط تضم العالم رغم ضعفها...
دموعها فرح واهزوجة عرس... ترحها شجن وانين ينقل للقلب لسعات... لحظات طويلة وتراتيل مزمار بعيد ... لهيب شوق ساحر... فيها اجنحة امل تكسرت على رصيف الضياع وهجير صحراء بلا نهاية...
العيون بين الجمال والظلم
إذا كانت العيون تحمل سحر الجمال، فإنها أيضًا تحمل مأساة الإنسانية. فقد نظر الشاعر الإنجليزي جونز إلى العيون كأجمل ما في المرأة، واعتبرها أكبر لص تحت قبة السماء، لكن هل كان ليتخيل لصوص العصر الحديث الذين لا يسرقون فقط الجمال، بل الأوطان والأحلام ودموع الأطفال؟
ألم يدركوا أن الظلم يُقرأ في عيون الجائعين والمحرومين؟ ألم يروا نظرات الحسرة في عيون الأمهات الثكالى؟رسالة العيون بلا حروف على صفحات الماء او قلم أشجار مورقة...لا يحملها بريد تاهت اطرافه ... هي شعاع الابديه يطير بين ثنايا الفرح ... بريق يخترق وديان الظمأ... لغة العيون طلاسم صداها في مسافات الزمان ... هي نزيف المحبين الأبدي وصمت اسطورة بلا زمن.
يقول جونز فيما يعني "أن أكبر لص تحت قبة السماء هو الجمال الكائن في عيني المرأة...
هل انصفنا هذا الكاتب لكنه لم يعيش لكي يعرف لصوص في القرن الحادي والعشرين لم يعرف الزمان لهم مثيل سرقوا وطنهم...
سرقوا حتى الاحلام ... سرقوا دمعة في عين يتيم هي صرخة مدوية للعداله هنالك ظلم ونظره وحسره لعين ارمله هي مأساة الإنسانية كلها... ضياع الوطن تمر على عين مهجر سيف يقطع الحياة.
نظرة بلا ضمير.. عواقبها أليمة
فقدان البصر وجع ولكن فقدان البصيره للمسؤول تجاه أبناء جلدته وعذاباته هو جهنم بكل درجاتها.
انظروا الى العوز والجوع والحاجة في عيون الآخرين... هنالك حساب{اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم} ولات حين مندم ...
عندها يقول من نهب وسلب ولم ينظر في عيون الآخرين {{قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا}} لانك كنت اعمى عن إعطاء كل ذي حق حقه في الحياة.
تحية حب ووفاء للعيون الجميلة والعيون التي تسهر لخدمة الناس والوطن الذين سوف يجزيهم الله احس جزاء.
في النهاية، لا يسعنا إلا أن نحيي كل عينٍ تسهر من أجل راحة الآخرين، كل عينٍ تحرس الأمن، وكل عينٍ تنظر بحب وإخلاص للوطن والإنسانية. هؤلاء هم أصحاب العيون الجميلة بحق، الذين سيجزيهم الله خير الجزاء.