recent
أخبار ساخنة

مقاهي الأعظمية أيام زمان: تاريخ وذكريات الزمن الجميل

Site Administration
الصفحة الرئيسية

مقاهي الأعظمية أيام زمان: تاريخ وذكريات الزمن الجميل

بقلم : الباحث نبيل عبدالكريم.

الأعظمية، واحدة من أقدم وأعرق مناطق بغداد، لم تكن مجرد حي سكني، بل كانت مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا يعج بالحياة والنشاط. وكانت المقاهي في الأعظمية بمثابة قلب هذا الحراك، حيث يجتمع الناس للحديث، وشرب الشاي، ومناقشة الأخبار، وحتى عقد الاجتماعات السياسية والثقافية. 

مقاهي الأعظمية أيام زمان: تاريخ وذكريات الزمن الجميل
مقاهي الأعظمية أيام زمان: تاريخ وذكريات الزمن الجميل.

في هذا المقال، نستعرض مجموعة من المقاهي الشهيرة التي كانت تُزيّن شوارع وأزقة الأعظمية، لتكون شاهدًا على تاريخ هذه المنطقة العريقة.

1. مقهى بيت المتولي: جوار جامع الإمام أبو حنيفة

مقهى بيت المتولي كان واحدًا من المقاهي الشهيرة في منطقة الأعظمية، يقع بجوار جامع الإمام أبو حنيفة، وكان يُعد ملتقى لروّاد العلم والثقافة. اعتاد العلماء وطلبة العلم الجلوس فيه لتبادل النقاشات الفكرية، كما كان مقصدًا لأهل المنطقة الباحثين عن الاستراحة وسط أجواء هادئة.

تميز المقهى بجلساته التقليدية التي ضمت كبار السن والمثقفين، حيث كانت الأحاديث تدور حول التاريخ، والأدب، والشؤون العامة. إلى جانب ذلك، كان يقدم الشاي والقهوة العراقية الأصيلة، مما جعله محطة مفضلة للكثيرين.

مع مرور الزمن، ظل مقهى بيت المتولي شاهدًا على التغيرات التي شهدتها المنطقة، لكنه احتفظ بمكانته في ذاكرة أهل الأعظمية كأحد أبرز الأماكن التي جمعت بين العلم، والثقافة، والتقاليد العريقة.

2. مقهى سيد نعمان محمد مهيدي (مقهى حامد المصلاوي)

مقهى سيد نعمان محمد مهيدي، المعروفة أيضًا باسم مقهى حامد المصلاوي، كانت واحدة من أشهر المقاهي في الأعظمية، وتقع مقابل جامع الإمام أبو حنيفة. تميّزت هذه المقهى بأجوائها التراثية وجلساتها التي ضمت التجار وأصحاب الحرف، حيث كانوا يجتمعون فيها لتبادل الأخبار ومناقشة المستجدات في الأسواق.

كان زوار المقهى يستمتعون بكؤوس الشاي العراقي المُعد على الجمر، والذي أصبح جزءًا من طقوس اللقاءات اليومية. لم يكن المقهى مجرد مكان للاستراحة، بل كان بمثابة مجلس تُعقد فيه الصفقات التجارية وتُتناقل فيه القصص والحكايات الشعبية.

مع مرور الوقت، ظل مقهى سيد نعمان محمد مهيدي رمزًا للحياة الاجتماعية في الأعظمية، حيث احتفظ بطابعه التقليدي وروّاده المخلصين الذين وجدوا فيه ملاذًا يجمع بين الأصالة والدفء الاجتماعي.

3. مقهى حجازي: قُرب جامع خطاب

مقهى حجازي، الواقعة قُرب جامع خطاب، كانت من المقاهي العريقة التي احتفظت بطابعها الشعبي وجوّها الدافئ. اعتاد روّادها، من الشباب وكبار السن، الاجتماع فيها لتبادل الأحاديث حول شؤون الحياة والاستماع إلى الحكايات القديمة التي يرويها كبار السن بأسلوب شيّق يحمل عبق الماضي.

كان المقهى يعكس صورة الحياة الاجتماعية في المنطقة، حيث يجلس الزوار على المقاعد الخشبية، يحتسون الشاي العراقي، ويدخنون النرجيلة وسط أجواء مليئة بالودّ والألفة. لم يكن مجرد مكان للراحة، بل كان ساحة للنقاشات اليومية حول الأحداث الجارية، ومركزًا للقاء الأصدقاء والجيران.

مع مرور الزمن، ظل مقهى حجازي شاهدًا على التحولات التي شهدتها المنطقة، لكنه حافظ على هويته الشعبية، وبقي في ذاكرة روّاده كأحد الأماكن التي جمعت بين الأجيال المختلفة في أجواء بسيطة وحميمة.

4. مقهى عطية: مقابل مقهى محمد غايب

مقهى عطية، الواقعة مقابل مقهى محمد غايب، كانت واحدة من المقاهي القديمة التي احتفظت بطابعها التقليدي وجوّها الهادئ. كانت هذه المقهى وجهة مفضلة لمن يبحث عن لحظات استرخاء بعيدًا عن صخب الحياة اليومية، حيث يجتمع روّادها من مختلف الفئات الاجتماعية، يتبادلون الأحاديث ويتشاركون الأخبار.

اشتهرت المقهى بتقديم الشاي العراقي والقهوة العربية، اللذين كانا جزءًا أساسيًا من طقوس اللقاءات اليومية. كان الزوار يجلسون على المقاعد الخشبية، يستمتعون بالأجواء الدافئة، بينما يتناقلون الحكايات الشعبية والأخبار المحلية.

لم يكن مقهى عطية مجرد مكان للجلوس، بل كان رمزًا للحياة الاجتماعية في المنطقة، حيث جمع بين الأجيال المختلفة في أجواء بسيطة ومريحة. ورغم التغيرات التي شهدتها المنطقة، ظل المقهى حاضرًا في ذاكرة روّاده كأحد معالم الماضي التي حملت عبق التراث والتقاليد الأصيلة.

5. مقهى محمد غايب: في محلة الشيوخ

مقهى محمد غايب، التي تأسست عام 1934 في محلة الشيوخ، كانت واحدة من أبرز المقاهي الثقافية في المنطقة، حيث جذبت الأدباء والشعراء والمفكرين الذين اعتادوا الاجتماع فيها لمناقشة القضايا الأدبية والاجتماعية. كانت هذه المقهى بمثابة ملتقى للنقاشات الفكرية وتبادل الآراء، مما جعلها مركزًا ثقافيًا مهمًا.

امتازت مقهى محمد غايب بأجوائها الهادئة التي شجّعت على الحوار العميق، حيث كان الزوّار يتبادلون أطراف الحديث حول الأدب والشعر والفكر، بينما يحتسون الشاي العراقي المُعد بعناية. لم تكن المقهى مجرد مكان للقاء، بل كانت منصة لولادة الأفكار والنقاشات التي أثرت الحياة الثقافية في المنطقة.

ورغم التحولات التي طرأت على محلة الشيوخ عبر السنين، بقيت هذه المقهى رمزًا لتاريخ ثقافي غنيّ، واحتفظت بمكانتها في ذاكرة روّادها الذين وجدوا فيها مساحة تجمع بين التراث والفكر.

6. مقهى فرج الصيفية: إطلالة رائعة على نهر دجلة

مقهى فرج الصيفية كانت واحدة من أجمل المقاهي في الأعظمية، حيث تميّزت بموقعها الفريد فوق مسناية وهاب في شط الباشا، مما وفر لها إطلالة رائعة على نهر دجلة. كانت هذه المقهى مقصدًا مثاليًا خلال أيام الصيف الحارة، حيث يستمتع روّادها بنسيم النهر العليل أثناء احتسائهم الشاي العراقي أو القهوة العربية.

لم يكن المقهى مجرد مكان للراحة، بل كان ملتقى الأدباء والشعراء والفنانين، حيث دارت بينهم نقاشات ثرية حول الأدب والفن والسياسة. كانت الأحاديث تمتد لساعات طويلة، يتبادل فيها الحاضرون الآراء والأفكار، مما جعل المقهى أشبه بصالون ثقافي مفتوح.

بفضل أجوائها الفريدة ومناظرها الساحرة، ظلت مقهى فرج الصيفية رمزًا من رموز الأعظمية، حيث احتفظت بمكانتها في قلوب روّادها الذين وجدوا فيها ملاذًا يجمع بين الجمال والطبيعة والثقافة.

7. مقهى ذياب: بداية مدخل الحارة قرب جامع أبو حنيفة

مقهى ذياب، الواقعة عند بداية مدخل الحارة قرب جامع أبو حنيفة، مقابل باب الجامع من جهة جسر الأئمة، كانت من المقاهي الشعبية العريقة التي ارتبطت بالحياة اليومية لأهل المنطقة. كانت المقهى تمثل ملتقى لكبار السن الذين يجتمعون فيها لسرد الحكايات وتبادل الأخبار، بينما يقضي الشباب أوقاتهم في لعب الطاولة والدومينو وسط أجواء مليئة بالحيوية.

اشتهرت المقهى بتقديم الشاي العراقي والقهوة العربية، حيث كان الزبائن يتجمعون حول الطاولات الخشبية، يستمتعون بالمشروبات الساخنة ويخوضون نقاشات حول شؤون الحياة، من السياسة إلى الرياضة والأحداث اليومية. كما كانت المقهى وجهة للتجار والعمّال الباحثين عن لحظات استراحة بعد يوم عمل طويل.

بفضل موقعها الاستراتيجي وأجوائها التقليدية، ظلّت مقهى ذياب واحدة من أهم المعالم الاجتماعية في الأعظمية، حيث احتفظت بسحرها القديم وظلت شاهدًا على العادات والتقاليد التي ميزت المقاهي الشعبية في بغداد.

8. مقهى أرزوقي: أمام حمام الحارة

مقهى أرزوقي كانت واحدة من المقاهي الشعبية المميزة في الأعظمية، حيث اشتهرت بموقعها الفريد أمام حمام الحارة. كانت هذه المقهى مقصدًا للكثيرين، خاصة لمن يخرجون من الحمام، حيث يجدون فيها مكانًا مثاليًا للاستراحة والاستمتاع بكوب من الشاي الساخن في أجواء هادئة ومريحة.

كانت المقهى تجمع بين الزبائن من مختلف الأعمار، من كبار السن الذين اعتادوا تبادل الأحاديث والذكريات، إلى الشباب الذين يقضون وقتهم في لعب الدومينو والطاولة. لكن رغم شهرتها وأهميتها الاجتماعية، تعرضت مقهى أرزوقي للهدم بسبب حادثة انهيار بالوعة الحمام، مما أدى إلى اختفائها من المشهد.

ورغم مرور الزمن، لا تزال ذكريات مقهى أرزوقي حاضرة في أذهان أبناء الأعظمية، الذين يتذكرون جلساتها وأجواءها الدافئة. لقد كانت جزءًا من تاريخ الحي، ومكانًا يروي قصصًا عن ماضٍ جميل لا يزال يعيش في قلوب من عرفوها.

9. مقهى الجرداغ: قرب المقبرة الملكية

مقهى الجرداغ، التي أسسها الحاج أمين الأعظمي (ابن العجمي)، كانت واحدة من المقاهي العريقة في منطقة السفينة قرب المقبرة الملكية. كانت هذه المقهى بمثابة ملتقى يجمع مختلف فئات المجتمع، حيث اعتاد التجار والعمال والمثقفون الجلوس فيها لتبادل الأحاديث والنقاشات حول شؤون الحياة اليومية.

كانت المقهى تشتهر بأجوائها البغدادية الأصيلة، حيث يجلس روّادها على المقاعد الخشبية، يحتسون الشاي العراقي المُعد على الجمر، بينما تدور الحوارات حول التجارة، والسياسة، والثقافة. لم تكن المقهى مجرد مكان للاستراحة، بل كانت ساحة للنقاش والتواصل الاجتماعي، حيث يتناقل الحاضرون الأخبار والقصص الشعبية.

ورغم التغيرات التي شهدتها المنطقة، بقيت مقهى الجرداغ راسخة في ذاكرة أهل الأعظمية، الذين ما زالوا يتذكرون أجواءها الفريدة، وجلساتها التي جمعت بين الأصالة والبساطة، والتقاليد والتراث، مما جعلها أحد المعالم الاجتماعية البارزة في تاريخ الحي.

10. مقهى سيد سامح (مقهى محمود العمر): قرب مقهى محمد غايب

مقهى سيد سامح، المعروف أيضًا باسم مقهى محمود العمر، كان واحدًا من تلك المقاهي الهادئة التي اشتهرت بأجوائها المريحة والمثالية للاجتماعات بين الأصدقاء وتبادل الأخبار. يقع المقهى بالقرب من مقهى محمد غايب، مما جعل المنطقة مقصدًا شهيرًا لمحبي المقاهي وروادها.

كانت جلسات مقهى سيد سامح تكتسب طابعًا خاصًا بفضل موقعها الاستراتيجي في قلب الحي، حيث يلتقي فيها الجيران والزوار من مختلف الأعمار. يمكن للمرء أن يشعر بعبق التاريخ في كل زاوية من زوايا المقهى، وكأنها مكان يروي قصصًا متعددة من أيام مضت. إضافة إلى ذلك، كان المقهى يشتهر بخدمة الزبائن الممتازة والمشروبات التي تحاكي ذوق الجميع، بدءًا من القهوة العربية الأصيلة وصولًا إلى الشاي بالنعناع الذي يشتهر في المنطقة.

لم يكن مجرد مكان لتناول المشروبات، بل كان مركزًا اجتماعيًا حيويًا، يعكس روح المحبة والتواصل بين أفراد المجتمع المحلي.

11. مقهى الجسر (مقهى الوتار): قرب الجسر الخشبي في السفينة

مقهى الجسر، التي عُرفت أيضًا باسم مقهى الوتار، كانت واحدة من المقاهي المميزة في منطقة السفينة، حيث تقع بالقرب من الجسر الخشبي الذي كان يستخدمه المارة والمسافرون للعبور بين جانبي الأعظمية. كانت هذه المقهى محطةً للراحة والاسترخاء، يستقبل فيها الزوّار من مختلف الفئات، من التجار والعمال إلى الشباب وكبار السن.

تميّزت المقهى بأجوائها المسائية الجميلة، حيث كان الروّاد يتجمعون للاستمتاع بالموسيقى الشعبية وأحاديث السمر التي تستمر لساعات متأخرة من الليل. كان المكان ينبض بالحياة، يجمع بين النقاشات اليومية، والحكايات الشعبية، وأصوات الأوتار التي زادت المقهى تميزًا.

ورغم تغير الزمن واختفاء العديد من المقاهي التقليدية، بقيت مقهى الجسر في ذاكرة أهل الأعظمية، الذين ما زالوا يتذكرونها كمكانٍ احتضن لحظات لا تُنسى، وشكّل جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة.

12. مقهى زكي: مقابل جامع صالح أفندي

مقهى زكي كانت واحدة من المقاهي المشهورة في الأعظمية، حيث تميّزت بموقعها الاستراتيجي مقابل جامع صالح أفندي. كانت هذه المقهى وجهةً معتادة لأهل المنطقة، حيث يجتمع فيها كبار السن والشباب لتبادل الأحاديث واحتساء الشاي العراقي الشهير.

لم تكن المقهى مجرد مكان للاستراحة، بل كانت ملتقىً اجتماعياً يجمع التجار، والمثقفين، وأصحاب الحرف، حيث تدور النقاشات حول شؤون الحياة اليومية، والأحداث السياسية، والأخبار المحلية. كما كانت جلساتها تمتد لساعات طويلة، خاصة في الأمسيات التي يملؤها الضحك وأحاديث السمر.

لكن مع مرور الزمن، تعرضت مقهى زكي للتغيير، حيث تم تحويلها إلى فرن ودكاكين، مما أدى إلى زوال أحد المعالم التي كانت تجمع الناس في تلك الحقبة الزمنية. ورغم اختفائها من المشهد، لا تزال ذكرياتها حاضرة في أذهان أهل الأعظمية، الذين يتذكرونها كجزءٍ لا يُنسى من تاريخ منطقتهم العريق.

13. مقهى حلومي: من مقهى قديم إلى بناية منتدى الإمام أبو حنيفة

مقهى حلومي كانت واحدة من أقدم المقاهي في الأعظمية، حيث لعبت دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية لسكان المنطقة. كانت المقهى تمثل ملتقى للأهالي، يجتمع فيها كبار السن والشباب لتبادل الأحاديث والاستمتاع بكوب من الشاي العراقي الأصيل وسط أجواء مليئة بالودّ والبساطة.

كانت مقهى حلومي مكانًا يقصده المثقفون، والتجار، وأصحاب الحرف، حيث تدور فيها نقاشات حول شؤون الحياة اليومية، والأحداث السياسية، والأدب. كما كانت جلساتها المسائية مليئة بالحكايات الشعبية وأحاديث السمر، مما جعلها محطة لا تُنسى في ذاكرة المنطقة.

لكن مع مرور الزمن، شهدت المقهى تحولًا كبيرًا، حيث تم هدمها واستبدالها ببناية منتدى الإمام أبو حنيفة، مما غيّر ملامح المكان وأزال معلمًا آخر من معالم الأعظمية القديمة. ورغم ذلك، لا تزال ذكريات المقهى حاضرة في أذهان من اعتادوا ارتياده، يتذكرون جلساته وأحاديثه، وكيف كان جزءًا من النسيج الثقافي والاجتماعي للمنطقة.

14. مقهى ابن عماد: في نهاية شارع عشرين

مقهى ابن عماد، التي أُنشئت عام 1944 على يد عبد الستار عماد، كانت واحدة من المقاهي الشهيرة في نهاية شارع عشرين. تولّى إدارتها عبد الله المشهداني (أبو عارف) عام 1960، لتصبح وجهة محبوبة لسكان المنطقة، حيث يجتمعون فيها للعب الدومينو والطاولة، ويتبادلون الأخبار المحلية والوطنية.

كانت مقهى ابن عماد تتميز بأجوائها الشعبية الدافئة، حيث يتجمع الزوّار حول أكواب الشاي العراقي والقهوة العربية، يتناقشون في أمور الحياة والسياسة، ويستمتعون بأحاديث السمر التي تدوم حتى ساعات متأخرة من الليل. كانت المقهى مكانًا للتواصل الاجتماعي، تجمع بين الشباب وكبار السن في أجواء مفعمة بالبساطة والألفة.

ومع مرور الزمن، تحوّلت المقهى إلى مطعم ابن كركاش، مما أدى إلى اختفاء أحد المعالم التي جمعت أبناء الأعظمية. ورغم هذا التغيير، لا تزال ذكريات مقهى ابن عماد محفورة في وجدان من عاصروها، يتذكرون جلساتها الحميمية، وكيف كانت جزءًا من نسيج الحياة اليومية في المنطقة.

15. مقهى شهاب ابن توشه: في سوق الأعظمية

مقهى شهاب ابن توشه كانت واحدة من أهم المقاهي في سوق الأعظمية، حيث تميّزت بموقعها الحيوي قرب الحمام، مما جعلها وجهة مفضلة للتجار والمتسوقين. كانت المقهى بمثابة محطة استراحة لمن أنهكهم التجوال في السوق، حيث يجلسون فيها للاستمتاع بكوب من الشاي الساخن، وتبادل الأخبار عن أوضاع التجارة والأسواق.

لم تكن المقهى مجرد مكان للاستراحة، بل كانت مركزًا للنقاشات والصفقات التجارية، حيث يجتمع التجار لتبادل الآراء حول الأسعار، وحركة البيع والشراء، وأحدث الأخبار المحلية. كما كانت تضم جلسات طاولة ودومينو، تضيف لمسة من الترفيه إلى حياة روّادها.

مع مرور الزمن، ونتيجة للتغيرات العمرانية والتجارية، اختفت المقهى من المشهد، لكن ذكرياتها بقيت حيّة في وجدان أهل الأعظمية، الذين لا يزالون يتذكرون أجواءها الفريدة، وأحاديثها الشيقة، وعبق الشاي الذي كان جزءًا لا يُنسى من تجربة السوق اليومية.

16. مقهى الرصافي: بجانب مكتبة حمدي الأعظمي في السفينة

مقهى الرصافي كانت واحدة من أهم المقاهي الثقافية في الأعظمية، حيث تميّزت بموقعها بجانب مكتبة حمدي الأعظمي في منطقة السفينة. كانت هذه المقهى ملتقىً للأدباء والمثقفين الذين كانوا يقضون أوقاتهم بين القراءة في المكتبة والجلوس في المقهى لتبادل الأفكار والنقاشات الفكرية.

كان جوّ المقهى يعكس طابعًا ثقافيًا مميزًا، حيث تدور الحوارات حول الأدب والشعر والفلسفة، ويتناقش الروّاد في أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية. لم تكن مجرد مكان للاستراحة، بل كانت بيئة خصبة للحوار والتبادل المعرفي، مما جعلها وجهة مفضلة للكتاب والأساتذة وطلبة العلم.

ومع مرور الزمن، تقلّص دور المقهى واختفت من المشهد بفعل التغيرات العمرانية، لكن ذكرياتها بقيت راسخة في وجدان أبناء الأعظمية، خاصة أولئك الذين شهدوا تلك الجلسات الثقافية المليئة بالحوار والإبداع، حيث كانت المقهى شاهدة على عصرٍ ازدهرت فيه الثقافة والفكر في هذه المنطقة العريقة.

17. مقهى عباس ابن حسن كافر: مقابل جامع أبو حنيفة في النصّة

مقهى عباس ابن حسن كافر كانت واحدة من أهم المقاهي الحيوية في الأعظمية، حيث تميّزت بموقعها في النصّة، مقابل جامع الإمام أبو حنيفة، مما جعلها نقطة جذب لروّاد المنطقة من مختلف الفئات. كانت المقهى مكانًا يجتمع فيه وجهاء المجتمع، والتجار، والمثقفون، لتبادل الأخبار والنقاش حول أوضاع البلاد والتطورات السياسية والاجتماعية.

في تلك الفترة، كانت المقهى بمثابة منبر غير رسمي للحوار، حيث يجلس الروّاد حول أكواب الشاي والقهوة العربية، ويتبادلون الآراء حول الأحداث الجارية. كما كانت مقصدًا للكتاب والشعراء والصحفيين، الذين وجدوا فيها فضاءً مناسبًا للنقاش والتفاعل الفكري.

إضافة إلى ذلك، كانت المقهى تقدم جلسات الطاولة والدومينو، التي كانت جزءًا أساسيًا من الأنشطة الترفيهية اليومية. ومع مرور الزمن، تلاشت هذه المقهى نتيجة التغيرات العمرانية والتجارية، لكنها بقيت جزءًا من ذاكرة الأعظميين، الذين لا يزالون يستذكرون أجواءها الخاصة وحواراتها الثرية التي كانت تعبّر عن روح ذلك الزمن.

18. مقهى الجزائر: مقابل مستشفى النعمان بجانب مسجد الراوي

مقهى الجزائر كانت واحدة من المقاهي المميزة في الأعظمية، حيث تميّزت بموقعها الحيوي مقابل مستشفى النعمان، بجانب مسجد الراوي. ساهم هذا الموقع في جعلها ملتقى لمختلف فئات المجتمع، حيث كان يرتادها الأطباء والممرضون والمرضى وأهالي المنطقة، بالإضافة إلى الزوار الذين يقصدون المستشفى والمسجد.

كانت المقهى تشتهر بأجوائها الهادئة والمريحة، حيث يجلس الروّاد للاستمتاع بكوب من الشاي أو القهوة أثناء تبادل الأحاديث حول الأوضاع الصحية والاجتماعية. كما كانت محطة للمسافرين والمراجعين الذين ينتظرون مواعيدهم الطبية أو يأخذون استراحة قبل مواصلة يومهم.

إلى جانب دورها كاستراحة، كانت المقهى مكانًا للحوار وتبادل الأخبار، حيث كان الزوار يتناقشون في شؤون الحياة اليومية، وأخبار الأعظمية، والأحداث السياسية والاجتماعية. ومع مرور الزمن، اختفت المقهى نتيجة التوسع العمراني والتغيرات الحديثة، لكنها بقيت في ذاكرة أبناء المنطقة كإحدى المحطات التي جمعت الناس في أجواء من الألفة والتواصل.

19. كازينو النعمان: في رأس الحواش بجانب محطة البنزين

كازينو النعمان كانت واحدة من أبرز الأماكن الترفيهية في الأعظمية، حيث تميّزت بموقعها الحيوي في رأس الحواش بجانب محطة البنزين. تعود ملكيتها إلى منعم أبو عمر وإخوته، وكانت وجهةً مفضلة لمن يبحث عن الراحة والاستمتاع بجوّ هادئ وسط طبيعة المنطقة الجميلة.

كانت الكازينو تجمع بين البساطة والأناقة، حيث يجلس الروّاد في أجواء مفتوحة تحت ظلال الأشجار، يحتسون الشاي والقهوة والمشروبات الباردة، ويتبادلون الأحاديث حول أمور الحياة اليومية والأحداث الجارية. كما كانت المكان الأمثل للشباب وكبار السن لقضاء أوقات ممتعة، سواء بالدردشة أو بلعب الطاولة والدومينو.

استمرت كازينو النعمان كإحدى المعالم الترفيهية البارزة في الأعظمية لسنوات، لكنها مع مرور الزمن اختفت من المشهد بسبب التحولات العمرانية والتجارية. ورغم ذلك، بقيت ذكرياتها حيّة في قلوب من ارتادوها، حيث كانت تمثل جزءًا من روح الأعظمية، ومحطة من محطات الترفيه والتواصل الاجتماعي.

20. كازينو العروبة: في شارع عشرين

كازينو العروبة، التي أُنشئت عام 1956 في شارع عشرين، مقابل عمارة بيت إبراهيم الأجدع، كانت واحدة من أشهر الأماكن الترفيهية في الأعظمية. أدارها في البداية أولاد مالكها داود وخضير وفتاح، ثم انتقلت إدارتها إلى ابن أختهم محمد فهد، الذي حافظ على طابعها المميز وجعلها تستمر كوجهةٍ مفضلة للشباب والرجال الباحثين عن الترفيه.

كانت الكازينو مركزًا لجلسات السمر والمرح، حيث يجتمع الروّاد للعب الطاولة والدومينو، والاستمتاع بأجواء المساء الهادئة مع كوب من الشاي أو القهوة. كما كانت ملتقىً للنقاشات الاجتماعية والرياضية، حيث يتابع الزوّار أحدث المستجدات ويتبادلون الأخبار في جوّ من الألفة والتواصل.

ومع مرور الزمن، تغيّرت معالم المنطقة واختفت كازينو العروبة، لكن ذكرياتها بقيت راسخة في أذهان أبناء الأعظمية، الذين لا يزالون يتحدثون عنها كإحدى المحطات التي شكّلت جزءًا من تاريخهم الاجتماعي، وخلّفت وراءها قصصًا جميلة وأيامًا لا تُنسى.

21. مقهى إسماعيل: بداية شارع عشرين بجوار مسجد نشمية

مقهى إسماعيل، التي تأسست عام 1945، كانت واحدة من المقاهي العريقة في بداية شارع عشرين بجوار مسجد نشمية. كانت هذه المقهى وجهةً مفضلة لأهل المنطقة، حيث يجتمع فيها الزوّار لقضاء أوقات ممتعة في تبادل الأحاديث واحتساء الشاي العراقي والقهوة العربية.

تميّزت المقهى بأجوائها الشعبية التي جمعت بين كبار السن والشباب، حيث كان البعض يقضي وقته في لعب الدومينو والطاولة، بينما يدور الحديث بين الآخرين حول أخبار الحي والحياة اليومية. كانت المقهى جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي للأعظمية، حيث شكّلت محطة استراحة وتواصل بين الأهالي.

لكن مع مرور الزمن، تم إلغاء المقهى وضُمّت إلى مسجد نشمية، مما أدى إلى اختفاء معلم آخر من معالم الأعظمية، ورغم ذلك، لا تزال ذكرياتها محفورة في ذاكرة من عاصروها، باعتبارها جزءًا من تاريخ المنطقة وتراثها الشعبي.

22. مقهى أبو عروج: بجوار علوة أحمد الصالح

مقهى أبو عروج كانت واحدة من المقاهي الشعبية العريقة في الأعظمية، حيث تقع بالقرب من علوة أحمد الصالح، خلف دكاكين حجي جمعة. تميزت هذه المقهى بأجوائها البسيطة التي تجمع بين أصحاب الحرف والتجار الصغار، الذين كانوا يقصدونها للاستراحة بعد يوم طويل من العمل في العلوة والأسواق المجاورة.

كانت المقهى معروفة بتقديم الشاي العراقي الأصيل والقهوة العربية، مع أجواء مليئة بالحيوية والنقاشات اليومية حول التجارة والأحداث المحلية. وكان روادها يعتمدون عليها كمحطة للراحة والتواصل الاجتماعي، حيث يتبادلون الأخبار ويتبادلون الضحكات أثناء لعب الدومينو والطاولة.

مع مرور الزمن، تقلص دور هذه المقاهي التقليدية بفعل التطور العمراني، لكن مقهى أبو عروج بقيت في ذاكرة أبناء الأعظمية، كجزء من تراث المنطقة الذي يجسد بساطة الحياة وروح المجتمع البغدادي القديم.

خاتمة: كانت مقاهي الأعظمية قديمًا أكثر من مجرد أماكن لشرب الشاي والقهوة، بل كانت بمثابة مراكز ثقافية واجتماعية تجمع الناس من مختلف الفئات. بعضها اندثر وتحول إلى مبانٍ ومحال أخرى، لكن الذكريات التي تركتها تلك المقاهي ما زالت حية في قلوب أبناء الأعظمية. اليوم، ومع التطور الحضري، قد لا نجد الكثير من هذه المقاهي القديمة، لكن تأثيرها في الحياة الاجتماعية لا يزال ملموسًا.

أسئلة شائعة

كانت المقاهي تُعد مراكز اجتماعية وثقافية، حيث يجتمع الناس لمناقشة الأخبار، والاستماع إلى الشعر، ولعب الألعاب التقليدية مثل الطاولة والدومينو.

العديد من المقاهي تم هدمها أو تحويلها إلى محال تجارية أو أبنية حديثة نتيجة التطور العمراني في بغداد. ..

هناك بعض المقاهي التي لا تزال تحتفظ بطابعها القديم، لكن الغالبية تم استبدالها بمقاهي حديثة ومطاعم.

مقهى حلومي تحولت إلى بناية منتدى الإمام أبو حنيفة، ومقهى إسماعيل ضُمت إلى مسجد نشمية، وغيرها من المقاهي التي تم تحويلها إلى أبنية أخرى.

في الغالب، كانت هذه المقاهي مخصصة للرجال، حيث كانوا يجتمعون فيها للحديث ومتابعة الأخبار وشرب الشاي، ولكن في بعض الأحيان كانت هناك جلسات خاصة للعائلات في المقاهي الكبيرة.

google-playkhamsatmostaqltradent