المهفة بنت النخلة" تتعب اليد وتروح عن القيض
المهفة بنت النخلة تتعب اليد وتروح عن القيض. مروحة اليد من الفلكلور العراقي لا يخلوا منها بيت. سادت وبادت ثم عادت.
تلعب النخلة في حياة العراقين دورا بارزاً وتترك آثراً طيباً وقد قيل من في داره نخله لا يجوع. تدخل منها صناعات عدة ومنها المهفة اليدوية.
منذ زمن السومريون والبابليون كان الاهتمام بهذه الشجرة المباركة اهتماما تأطره القداسة. سبب تعدد منافعها فهي شجرة شاملة منها السرير والمهفة فهي بنت النخلة.
جاء الإسلام وأكد هذا الاهتمام وحديث الرسول (ص)(اكرموا عمتكم النخلة). هذا التكريم اعتقد زاد الاهتمام بها وتنظيفها باستمرار.
قدس الهنود البقرة لأنها كل حياتهم. موتها موت لهم. لأنها الممول الأول لغذائهم. المهفة"
في كل دول العالم والمتتبع للزراعه يعرف. لكل بقعه من الأرض هنالك شجره مقدسة أو ذات تأثير في حياة الناس. ولا يمكن هنا تعداد تلك الأشجار الكثيرة.
المهفة بنت النخلة" ودورها في القيض .
لعبت الصناعات الشعبية دورا مهما في آمور الناس وخاصه من مشتقات النخلة. أضافه الى كونها مصدر للطعام المباشرة أو صناعه الخل أو الدبس. هناك استعمالات جذوع النخيل للبناء او صناعه الأبواب والأسرة والأقفاص والميزان والحصير والمهفة وغيرها.
الطقس في العراق متطرف جدا وخاصه في الصيف. لذلك كانت النخلة حاميه لقيض الصيف يفترش الناس ظهرا ظلال النخلة تخلصا. واخترعوا المهفه.
المهفة عباره عن خوص من سعف النخلة (خوص خاص ) من سعف لب النخلة لنعومته أحياناً وعند جفافه وتمزقه.
يحاك الخوص على شكل مستطيل وتربط بقطعه من خشب أيضا من سعف النخلة اليابسة لتصبح المهفة جاهزة للاستخدام .
بمرور الزمن تطورت صناعة المهفة بنت النخلة. بأشكال مختلفه وتدخل الفن والذوق بالمهفة. حيث كان يصبغ الخوص بألوان زاهيه. لتعطي جمالية او كتابة أسماء عليها بالألوان الخوص المختلفة.
لكل شي بالحياة نعمه ونقمه فكانت المهفة اليدوية نقمه على الأطفال واحيانا النساء. يأتي الزوج او الأب تعبان لينام ويطلب من أفراد أسرته أن يقوموا (بالتهفي). وكم كان الأمر متعبا شخص ينام والثاني يبذل جهدا ليحرك الهواء بالهمفة.
ليكون نومه باردا وكانت أحياناً يسكب على المهفة الماء ليكون الهواء اكثر بروده.
وقد قال بالمهفة احد الشعراء:
ومحبوبه في القيض لم تخلو من يدٍ
وفـــــي البرد تجفيها اكف الحبايب
كم عذبتنا المهفة وكلت سواعدنا وأيدينا ونحن نهفي. نهاية خمسينيات القرن الماضي وصلت مولدات الكهرباء أول ما انتقم الأطفال من (المهفة) سبب عذابهم وحرمانهم من اللعب والسبح.
كنا نقرا على دوره الحياة في الطبيعة. هل تشمل (المهفة) رايتها في الأسواق ومثل ما نستورد التمر أيضا (مهفة مستورده) جميله مخمليه أنيقة ناعمه دقه عاليه بصناعتها.
عالم يقفز في كل لحظه نحو توفير الخدمة للإنسان وحتى انهم نسوا أنها خدمه يبحثون عن آمور تخرجهم من الحياة العادية التي أصبحت. ممله لهم. ونحن نطلبها بتوسل.
أي بلاء تحملت أيها الفقير تجاهد عن لقمه تسد رمق لترجع مهموما وتجد مهفة ناعمه صنعت بعناية لتملأ بها نفسك المتعب بهواء بارد.
عقارب الزمن عقارب تلدغنا ولكنها عند الجيران اجنحه تحلق في سماوات السعادة والبهجة.
توهمت خيرا من الزمان واهله
وكان خبالا لا يصح التوهم
وقد قيل (الزمن يحل كل المشاكل ويجعلها قديمه). ألا زماننا يزيد المشاكل ويعقد حلها هل هو قدر أعمى؟
الطبيعة التي جارت علينا مع جور الزمان. هجير صحراء يحرق مهجه الفقراء وغاب ظل الزمان. مثلما اصبح ظل الأشجار أشواك تيبس أحداق الأيتام.
بركان الحرارة يجري بسيول عارمه لتشوي وجوه بريئه. نسيم الصباح تحول بوابه نار لتلفح بقايا أجساد منهكه ظهرنا حفيف أفاعي. وأصوات ثغاء وحوار ونعيب لا يعرف كنهها!). وصل الغضب منتهاه!!
يقول الأمام (ع) الغضب مفتاح الجنون. هكذا هم الناس الآن بغياب كل شي. هل تقوم (المهفه) بطرد غبار ودخان زمن التعب والضياع لعل وعسى.
بقلم / خوام الزرفي