هل المختار افل نجمه.
المختار هل افل نجمه . عندما نقارن بين الماضي والحاضر نجد أن دور المختار بدأ
بالتراجع وتتبادر الى أفكارنا أسئلة . هل المختار أفل نجمه؟ بقلم... خوام
الزرفي.
الشخص المختار هو الشخص الذي يبدو مميزًا بطريقة ما. هل المختار افل نجمه, قد تشعر أنك الشخص المختار إذا كانت لديك موهبة أو مهارة فريدة.
مختار الطرف يا ركن الولاية (المختار هل افل نجمه) دائما نتذكر ونحن للماضي وعين تملأها دموع!!
ونحن صغار عندما نرى المختار يمشي في شوارع القرية نقف احتراماً وتملأ قلوبنا الرهبة واحيانا الخوف من هذا الرجل.
المختار الذي تأتي الشرطة (التي يخافها الصغار) لباب داره ! فكانت لوحة خوف ورهبه رسمتها أيام الطفولة بلا ألوان! المختار.
المختار في التاريخ والبدايات.
في منتصف القرن التاسع عشر أوجد العثمانيون قانون (المختار). وعينوا لكل محلة او قريه مختاراً يرتبط مع مدير الناحية.
يكون المختار من سكنة المنطقة يتصف بصفات محدده جل عمله في وقته هو جلب وتحصيل الأموال من سكان المنطقة وأمور أخرى ثانويه!.
أصبح المختار بعد خروج المحتل العثماني والبريطاني الأب والأخ الكبير للقرية.!! هو الواسطة بين قريته والسلطة التنفيذية.
يذهب إلى الناحية في كل صغيرة وكبيرة من تجنيد وزواج وتسجيل الولادات والوفيات!!!.
يعرف أسرار الناس ويبادر إلى حل المشاكل. يعرف كل أهل المنطقة اصلهم. ومن أين وفدوا له مكان الصدارة شيخ بالعمر وقور مبجل. ((قبل أن تكثر الشيوخ ))حاليا؟؟؟!!
حددت واجباته بأمور كثيره من قبل الدولة. مرافقة الشرطة (قبل أن تكثر الأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها) في التحري والتفتيش وإلقاء القبض والمحافظة على أموال الدولة.
هو الشخص الأول في المحلة أو القرية أمام السلطة التنفيذية إضافة أخبار الدولة عن كل ما يعكر صفو الأمن أو وجود وباء أو أمراض مختلفه.
المختار لما يتمتع به من حصافة واحترام ومعايشة الناس همومهم وإخوانهم كان القريب للكل. وكلامه نافذ والكل تسمعه وتطيعه. محراب خلق وعفة ومدافع عن أهله!! يحفظ أهله وهو عادل !!.
قوانين المختار قبل أن يأفل نجمه.
كثيره هي القوانين التي سنت لتنظيم مهنة المختارين ولكنها لم تطبق أو أهملت. في 29/5/1999. أصدر مجلس الوزراء تعليمات:
- يجب أن يكون المختار من المنطقة وغير اجنبي.
- متزوج عمره 40عاماً.
- حاصل على شهاده لا تقل عن الابتدائية.
- ليس محكوم بجنحه.
- لا يمتهن مهنه مثل دلاليه أو معرض سيارات وغيرها.
ولكنها أهملت وركنت في رف النسيان.
لقد عانى المختارون جهداً وعملاً شاقاً وخاصه أثناء الحروب. وأصبح بين مطرقة الحكومة وسندان الهاربون ولا يستطيع أن يوازن بين الأمرين.
وفقدت هذه المهنة بريقها بعد أن طلب من كل مختار تنظيم سجل ليتم تسجيل العوائل ومتابعة الغرباء والإبلاغ عن كل حاله.
بعد أن تشعبت هذه الحالات وكثرت فوق قدرة المختار المحدودة والغير منظمه بقوانين.
لذلك الكثير فقد هيبته واحترامه من خلال ما مطلوب منه. وهو عاجز أمام تيار لا بل طوفان أحداث كبيره.
المختار مهنة في طريقها الى افل نجمها.
لذلك تخلى الكثير من هذه المهنة المحترمة لتجنب المشاكل الاجتماعية.
ولنجد اليوم مختارين وهم في العقد الثالث من أعمارهم. يرتجلون مهام المختارين من غير ضوابط قانونيه تحدد مهام عملهم.
ولا ننسى كثره أنشطة المجالس المحلية والبلدية أكلت من جرف المختار. وبعد أن كان يتقدم الصفوف.
أصبحت واجبات المختار ثانوية هي التسجيل وفيات وولادات وقسام شرعي وزواج وطلاق ودخول البيوت من الدولة من دون مختار.
المختار أصبح ((ختمه))المقدس يختم الان (بفلوس) وهكذا بدأ نجم المختارين بالأفول. هل تشهد نهاية لأيقونة التراث الخالد.
افول نجم لأناس ضبطوا الأمن الاجتماعي افنوا حياتهم بخدمه أهلهم خدمه خالصه. هل فتح الموت شدقه ليلتهم ما بقي منهم. أو أشاخ الزمن لهذه المهنة وهي في طريقها للزوال.
هل يبقى أحفادنا سمعوا عن المختار ولم يروه ؟
صدى الزمان الجميل والمختار يتبختر أمام الناس والشرطة عن يمينه وشماله.
يا أعماق الصمت وبئر النسيان كان هناك مختار يملأ الدنيا ضجيجاً.
رحم الله مختارين العراق لما قاموا به من جهد. نترحم عليهم لأنهم عاشوا وخدموا بعيدا عن الفساد والسرقة لأنهم أعداء لكل ماهو خارج القانون!.