توقعات مستقبلية| طائر الأمم المتحدة حلق فوق سماء المجمع الفقهي عند جامع أبي حنيفة النعمان
بقلم: ساجد الدوري.
تُعد زيارة الأمم المتحدة لكل من المجمع الفقهي في الأعظمية ومراجع الدين في الكاظمية خطوة نادرة وغير مسبوقة، تفتح باب التساؤلات حول الرسائل السياسية والدينية التي تحملها هذه الزيارة، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة.
خطوة نادرة وبادرة حسن نية،، قام بها ممثل الامين العام بعد عقدين من الزمن،،!!ىأن تأتي أخيرا" خير من أن لاتأتي،،!! تعد من الزيارات الغير مسبوقة، تفتح باب التسأولات حول الرسائل التي تحملها حقيبة الزائر، خاصة في ظل التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة، وماهية الدوافع لأقحام سلطة دينية في الادوار المستقبلية التي تشهدها الساحة.
![]() |
توقعات مستقبلية| طائر الأمم المتحدة حلق فوق سماء المجمع الفقهي عند جامع أبي حنيفة النعمان |
ثلاث مفردات قالها حسان في كلمته التي القاها (الحكمة. الروية. الصبر)، قد تحمل اشارات لدور اكبر "للسنة" في رسم قواعد لعبة جديدة لمستقبل العراق،، بداية عام 2025 !؟ ام هي مجرد نصائح في مواجهة سلسلة من التحديات يكون فيها العراق في قلب عاصفة التغيرات،،؟؟
يرى البعض أن الزيارة تحمل عودة للمارد "السني" لوضعه الطبيعي واخذ دور أكبر واعادة كفة الميزان بعد تهميش دام عقدين من الزمن، يستلزم صبرا" قليلا" وعدم الانجرار نحو مخططات تحدث فوضى تعطل جهود مسيرة التغيير، كما تخطط لها مطابخ اقليمية واذرعها الممتدة "معنية أساسا" بالتغيير،،!!.
حراك السلطة مازال متعثر وخطوات تكاد تكون بطيئة أمام التحديات المتسارعة
يبدو أن الخرائط على ارض الواقع تشير، ان الاطار مازال يدور كالثور حول السقا، بشكل دائري يبدأ من نقطة انطلاق ويعود إليها دون البدء بالتحرك من نقطة الشروع بخط مستقيم، التحديات تستدعي ضرورة إعادة البيت السياسي بعيد عن السلاح المنفلت.
فالقوى السياسية الفاعلة على وجه الخصوص "الاطار التنسيقي" المعني بالدرجة الأساس، إلى مسارعة الخطى لضيق الوقت لصياغة رؤية جديدة تتناغم مع المارد الجديد للبيت الأبيض بعيد عن الضغوطات الخارجية والنزعة الطائفية المنغلقة، وعدم التوقف عند منتصف الطريق للفظ الانفاس بعد عجز، قد توقعه في حبائل الضربات دون حراك.
العراق قبلة الحج الأكبر لدى البيت الأبيض
(الزقورة والصلاة الابراهيمة طريق واحد للأستثمار يمر من الناصرية) أمريكا دولة استثمارية صانعة لرجالات أعمال تبني علاقاتها على أسس الصفقات المربحة، ليست استعمارية كما يفهم البعض خطأ "تستثمر الانتاج والطاقات"، على العكس منها بريطانيا في امتلاك العقل والحقل.
يمتلك العراق من الثروات الطبيعية الهائلة في باطن الارض مايسيل له لعاب "المستشمر الأمريكي" وطاقات بشرية واقتصادية جبارة، تطفو على بحر من نعم الأموال لايستهان بها، قادرة أن تجعل من العراق في مصافي دول العشرين، إذا نجح في التخلص من الفساد والسلاح المنفلت، وطرق ادارة لعبة المصالح المتوازنة بين الدول" لاتضع العصا في عجلة فتح آفاق الاستثمار في كافة المجالات.
مازال العراق يمتلك الفرصة قبل فوات الآوان
يمتلك العراق فرصة ذهبية ليعود إلى مركزه الحضاري، لكن القراءات تشير، أن العقليات المنغلقة على مسرح السلطة مازالت تعيش حراك المعارضة القديم المتجدد دون أن تعي ماعليها من مسئولية إدارة شعب، مازالت انظارها تتجه نحو صانع السجاد الاصفهاني الفاخر، تأبى التقدم في كسب المعطيات الجديدة، للتخلص من الضغط المسيطر، اختزلت قرارات إدارة الدولة بالوكالة،.
إننا تعيش أجواء ماقبل عام 2003 بعد أن احست أمريكا انها في دوامة ضياع المشاريع، فالعراق اصبح ضرع يدر اللبن لتفكيك موقعة الحصار الاقتصادي المفروض على ايران وأن تغيير النظام السابق قد استثمر لصالح ايران في اغلب الاحيان، نهب وسلب وتبيض أموال واغراق الدولة بالفساد ودعم للسلاح المنفلت وتحت تأثيره.
عادت لتعيد القواعد المفقودة في حقها، إلى مسارها الطبيعي بما يخدم مصالحها بالكامل، دون أي تواجد لمن يشاركها في كعكة البلد. هل سيشهد العراق تحولات استراتيحية تضعه على خارطة الإستقرار؟
يبدو أن العراق ليس بعيداً عن مراحل أجواء تحول كبير، قد يعيد تشكيل دوره على المستوى الاقليمي والدولي، تشمل جواب سياسية واقتصادية وأمنية بعد أن يعيد قدراته واستعادة السيادة المفقودة على القرارات بالكامل دون وصايا ضغط واكراه.
نظرية البوابة الشرقية
قد تعيد للأذهان ضمن المنظور الاستراتيجي كافضل الحلول، القادرة على كبح النفوذ الإيراني بالكامل دون حلول ترقيعية لاتغني ولاتسمن من جوع، فالمتغيرات التي اوقعت العنكبوت الإيراني في فخ القيود التي نسجها حول عنق بغداد وسوريا وبيروت وصنعاء وقع في شراكها.
فهو اليوم في اضعف حالاته بعد الخسائر التي مني بها، لقد كسر ساعده الأيمن في لبنان، وسقطت قدماه في وحل دمشق، ماعادت لديه القدرة على السير بأستقامة دون عكاز، ولن يبقى للجسد قدرة على المقاومة كما كان قبل طوفان الأقصى.
ايران من وحدة الساحات إلى وحدة الهزائم والخسارات
لقد استدرجت إيران إلى مواقع حدفها بعد أن تغاضت أمريكا بعض الشئ عن دروها بعيداً عن ادوار تخادم المصالح، مارست دون قراءة للواقع الحقيقي أنها دولة معزولة عن عالمها الاقليمي والدولي بسبب سياساتها الخاطئة والحصار المفروض.
تدفعها عنجهية التفوق الموهوم في منطقة تمددها الكبير حتى وصلت إلى مشارف حدائق نتنياهو، كان في خلدها، أن وضعها الحالي يجعلها تمتلك اوراق قوة وفرض شروط في مفاوضات برنامجها النووي والتسليحي، لكنها نسيت أن لأمريكا خيارات ومسارات ومحاور لبدائل عديدة،
فالسلطان العثماني تواق لكتابه نصر من الماضي المتجدد بعد أن منح اشارات من ضوء أخضر، سحق من خلاله "التفوق الصفوي" وزال وجوده المتمدد مايقرب من عقدين من الزمن بالضربة القاضية من الجولة الاولى، لقد اعادت أمريكا قواعد اللعبة وغيرت بوصلة التحالفات بعد أن وجدت في تركيا الحليف المتقدم للمرحلة القادمة.
لايشكل خطر من خلال ستراتيجية السياسة البراغماتية الناعمة المذاق، في"توازن العلاقات" قائمة على تبادل المصالح في بناء أسس التفاهمات الدولية، أكثر واقعية واقرب لتفكيك عقد الأزمات من سياسة التعالي والترفع عن القبول بدافع المصالح لحلحة مشاكل تمتدها في اماكن لايجيد اهلها اللغة الفارسية وتصريحاتها الاستعلائية الجوفاء الفارغة، كشفت سترها في ساحات المنازلة كعادتها في حرب الثمان سنوات أنها "نمر "من ورق.
مازال السلوك الخاطئ طريق لمزيد من الهزائم
مازالت رؤية أبناء البيئة الخطأ، اوجدتها الصدفة من فراغ، ترى من عدم وجود سلطة رادعة، مرتع ونقاهة للعبث بمقدرات المنطقة، أن حمل السلاح البالي والمتصدأ، او المتواجد في مناطقهم، انه مصدر حماية وليس مشروع للقتل في نهاية النفق او تحت الانفاق يصطادهم الواحد تلو الآخر، يتعذر على فرق الإنقاذ انتشال جثثهم من تحت الركام.
يبدو أن رسالة واشنطن للعراق واضحة: حصر السلاح بيد الدولة. ولكن، كيف ستتعامل إيران مع هذا التوجه، خاصة في ظل تراجع نفوذها في بعض المناطق؟ وهل يمكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى فتح باب التفاوض بين إيران والغرب بدون شروط مسبقة؟
التنافس القادم جيو اقتصادي وليس صراع جيوسياسي
تلوح للناظر في منطقة الحروب والصرعات، تغير نحو منصات استثمار اقتصادي، بعد تخلي الغرب عن دعم ايران واذرعها وقطعانها في المنطقة، فالغرب وامريكا بحاجة ماسة إلى مد يد السلام اكثر من الماضي بعد ان رأو ان العسكرة ونظام الحروب في الشرق الأوسط مسألة وجود.
وان الابتعاد عن منصات الحروب والصراعات، جعلت من الصين واليابان في مقدمة الدول التي اوجعت امريكا العظمى في عقر دارها من دون اطلاق رصاصة واحدة، وما يعانيه الاتحاد الاوربي من تضيق الخناق حول رقبة واردات الغاز الروسي، والتضخم المقلق لأمريكا المكبله بالدين الداخلي، آخذ بقدراتها نحو الضعف والتقهقر.
آن الاوان لفتح آفاق جديد من الاستثمار الاقتصادي واسع النطاق في الشرق الاوسط، ليس عشقا" بالعرب، لكن روابط المصالح تقتضي من العرب التقارب مع الأهداف التي تحقق المصالح المتبادلة بشكل مباشر، تغير من معالم المنطقة نحو إستثمار لعلاقات اقتصادية على احسن وجه! بدل من الحروب التي اضعفت الجميع.
الخاتمة: العراق يمر بمرحلة دقيقة تتطلب توازناً بين الداخل والخارج. زيارة الأمم المتحدة قد تكون البداية لتحولات كبرى، ولكن الطريق نحو الاستقرار ما زال طويلاً ويتطلب عملاً مشتركاً من جميع الأطراف.
بقلم ساجد الدوري.