recent
أخبار ساخنة

"الكتاب المفتوح – رحلتي الى الاتحاد السوفيتي عام 1979" فندق المعسكر، وصفّ الدرس، والليمونادا

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 

"الكتاب المفتوح – رحلتي الى الاتحاد السوفيتي عام 1979" فندق المعسكر، وصفّ الدرس، والليمونادا

"الكتاب المفتوح – رحلتي الى الاتحاد السوفيتي عام 1979"
فندق المعسكر، وصفّ الدرس، والليمونادا

الفصل التاسع
"الكتاب المفتوح – رحلتي الى الاتحاد السوفيتي عام 1979" فندق المعسكر، وصفّ الدرس، والليمونادا

الكاتب/ داود سلمان الشويلي

فندق المعسكر ووصف الدرس:

الفندق ( ڴوستينيتسا= гостиница) الذي نسكن فيه نحن منتسبي دورة اليوشن/ 76، العراقيون، يقع داخل المعسكر، وهو القاعدة الجوية لطائرات النقل نوع اليوشن/76 الروسية الصنع. 

متكون من ثلاثة طوابق، وفي الطابق الثاني الذي يسكنه الضباط، كان فيها بيانو في صالته ولا أحد يعرف العزف عليه، وكنت أنا أعزف بلا فهم ولا علم كلغتي الروسية عندما دخلت موسكو وإيفانوفا في الأيام الأولى لمجيئي لهما. 

أضرب على مفاتيحه كيفما أشاء، وهناك امرأة عجوز مسؤولة عنه، وتجلس دائما على كرسي على مقربة من طاولة فوقها سجل، ووجهها يواجه مدخل الفندق الذي يفتح بابه الخشبي إلى الخارج. 

وهي طريقة لكل الأبواب في روسيا، ربما بسبب سقوط الثلج الكثير فيها، فجعلوا الأبواب تفتح إلى الخارج لتكون سدا مانعا أمام الرياح والثلج، حتى مفاتيح الكهرباء تفتح عكس ما موجودة في العراق، فالفتح يكون للأعلى والإطفاء للأسفل.


الدورة التي سبقتنا في المدرسة هي دورة من القطر الليبي الشقيق، وقد وصلنا قبل أن تنتهي دورتهم بإسبوعين، وكان هؤلاء قد فرضوا على الجانب الروسي أن تكون مقاعد الخلاء شرقية وليست غربية. 
علماً أنني رأيت في الأردن، والسعودية مثل هذه المقاعد بإضافة أنبوب خاص للتنظيف، يقذف الماء إلى الأعلى، فكان الروس قد وجدوا حلا لتغيير الجلوس بوضع صندوق مكعب مصنوع من الخشب فوق المقعد الغربي فيجلس الذي يستعمله كما يجلس الشرقي في الخلاء، ويستعمل الإبريق للتنظيف.

ولما كان الحديث عن المراحيض، والفرق بين المراحيض الشرقية والغربية، فقد رأيت في النادي الذي يقع في الطابق الأرضي للفندق، الذي أرتاده مثل تلك المقاعد الشرقية.

ووجدت أن المراحيض مكشوفة من جميع الجوانب، وإن مستعمليها يستخدمون ورق الصحف في التنظيف، حيث أن هناك جهازا أوتوماتيكيا لبيع الصحف، وأظنه عاطل، يسلم كل شخص ما يطلبه من الصحف بدون نقود، وكان الداخلين في المراحيض يسحبون جريدة من ذلك الجهاز وينظف نفسه. 
لم أقرأ تاريخ إصدار الجريدة لكي أتأكد إن كانت وضعت للبيع أو إنها وضعت لهذا الاستعمال.
هناك عادات جيدة يمكن تعلمها من الروس، وعادات سيئة يمكن تجنبها منهم، وهذا ما خرجت به من هذه الرحلة.

كيفية الدوام ومواصفات الدروس          ***

عند الصباح الباكر كنا نستيقظ، وبعد اكتمال استعدادات الخروج من غرف النوم إلى مكان الدرس بالملابس العسكرية العراقية. 

وبعد أن نتناول الفطور في مطعم الضباط مع الضباط الروس، كنا نذهب إلى المدرسة المتكونة من طابقين، وفيها مجموعة من الصفوف التي على جدرانها مخططات الدوائر الكهربائية، والميكانيكية، وأجهزة طائرة اليوشن. 

وهناك مكتبة خاصة بكتب الطائرة، ويوجد حانوت، وكنت دائما أتناول طعام الفطور فيه.
كما ذكرت سابقاً، كنت قد وصلت إلى إيفانوفا بعد أسبوع عن وصول بقية منتسبي الدورة لذا كنت متأخراً عنهم ولكن لم أكن مهتماً لذلك، فقد أنام في الشعبة أثناء إلقاء الدرس الأول على كرسي الدرس، وأنا أجلس في الكرسي الأول، وهي عادة تعودت عليها منذ الصف الأول الابتدائي حتى وأنا في روسيا. 

في اليوم التالي، وأنا نائم، انتبهت إلى أن المدرس، وهو برتبة عقيد، يضرب الكرسي بعصا التأشير ويوقظني. 

ويسألني مباشرة عن شيء في الدائرة الكهربائية الحية الموجودة في الصف بعد أن أطفأ زر فيها، فقمت وأجبته بالجواب الصحيح. 
وفي اليوم الثاني فعل الشيء نفسه، وكانت إجابتي صحيحة.
وفي درس الآلات الدقيقة رسم المدرس النقيب باريسوف؛ مخطط لعداد السرعة في الطائرة على السبورة، فقمت أنا وصححت بعض الخطأ غير المقصود منه في الرسم.
فسألني عن عملي، فأخبرته بأني قبل اشتراكي في الدورة كنت مدرسا ادرس المنهج الذي تدرسه أنت الآن.

الامتحانات بعد نهاية الدورة                ***

في الامتحان النهائي، وفي درس العقيد الذي سألني عدة أسئلة ولم أعرف شيئا منها، وكانت ألنتيجة هي الأول على مجموعتي، 5+ (خمسة ممتاز = أوتليچنا = отлично)(1)، وعندما سألت المدرس العقيد عن السبب الذي حداه أن يضع لي درجة 5+ قال: لأنني أعرف إنك تعرف، ولكن في يوم الامتحان ربما كنت سهران مع صديقتك.

  

أما النقيب باريسوف فلم يسألني أي شيء بل قال لي أخرج، واكتفى بذلك، ووضع لي درجة "+5"...

يتكون الامتحان من امتحان تحريري وذلك بسحب كارت فيه ثلاثة أسئلة، وإذا وجدت في الأسئلة صعوبة يمكن أن أغيّر ذلك الكارت، بعدها يأخذ الطالب دفاتره ويبدأ بالحل، والامتحان الآخر هو امتحان عملي، بوجود مخططات كهربائية، وأجهزة مفككه.

وصف نهاية والطائرة اليوشن /76     ***

طريفة:
الطائرة الروسية نوع اليوشن/76، طائرة نقل كبيرة الحجم، وقوية، وتستخدم لنقل العسكريين، والمعدات والأجهزة، والطائرات الحربية والهليكوبتر، وكذلك لإنزال المظليين، وإنزال السيارات والمدرعات، والمدافع مع أطقمها، من الجو.

أغلب أضلاع هيكلها عبارة عن معدن صلب بأحجام كبيرة، مرة كان أحد الضباط الطيارين العراقيين في الشعبة يمزح مع مدرسه الروسي، فقال: إن طائرتكم عبارة عن "شيلمان" (2) كبير للبناء، فرد عليه المدرس قائلا: عندما تعود إلى العراق أبني طائرة مثلها.

لقد كان ما قاله المدرس الروسي حقيقة، فنحن متأخرون عن العالم المتقدم بأكثر من مئتي سنة تقريبا، لذا ففي نهاية ثمانينات القرن الماضي، افتتح معملا لصناعة المحركات بخبرات روسية، وأطلق العراق صاروخ العابد البعيد المدى لحمل الأقمار الصناعية، وكذلك صاروخ التقاطع، وكل هذا التقدم توقف بعد عام 1991 بسبب فرض الحصار الظالم على العراق.

"الكتاب المفتوح – رحلتي الى الاتحاد السوفيتي عام 1979" فندق المعسكر، وصفّ الدرس، والليمونادا

الليمونادا (лимонад):
في الاتحاد السوفيتي لا توجد مشروبات غازية كالبيبسي كولا، والكوكا كولا، وهذه توجد في الأسواق الحرة فقط، أو الأسواق التي تبيع الأشياء بالروبل الذهبي، وأغلبها صناعة سوفيتية، وهناك بدلا عنها مشروبات تدعى "الليمونادا" معبأة بقناني.
والليمونادا مشروب غازي، وقد كنا نشتري صناديق منها ونضع قنانيها قرب الشباك ليبرد.
الهوامش:
1 - 5+: هي أعلى درجة يمنحها المدرس للطالب إذا كان ذكيا.
2 - الشيلمان: وهو حديد لسقف الدور والمباني بالطابوق، والعملية تسمى "عقادة".
الفصل الاول  أضغط هنا
الفصل الثاني  اضغط هنا
الفصل الثالث اضغط هنا
الفصل الرابع اضغط هنا
الفصل الخامس اضغط هنا 
الفصل السادس اضغط هنا
الفصل السابع  اضغط هنا
الفصل الثامن اضغط هنا

google-playkhamsatmostaqltradent